اتفق وزراء البيئة الأفارقة وممثلو أكثر من 40 دولة أفريقية فى ختام فعاليات الدورة السادسة الخاصة لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة الذى عقد بالقاهرة من 16 - 19 أبريل الجارى، على اتخاذ إجراءات عاجلة فى عدد من القضايا المهمة للقارة ومنها: تنفيذ خطة عمل (2030) للتنمية المستدامة ومواجهة تغير المناخ والحد من الاتجار غير المشروع فى الحياة البرية. وأكد الدكتور خالد فهمى رئيس amcen الأمسن «مجلس وزراء البيئة الأفارقة» ووزير البيئة المصرى أن المشاركين فى الدورة رحبوا باعتماد اتفاق باريس 2015 الذى يستوعب العديد من المخاوف والاهتمامات الأفريقية، ومشددًا على ضرورة مواصلة البلدان الأفريقية المشاركة بقوة فى مفاوضات تغير المناخ لتحديد الآليات والقواعد المتعلقة بتنفيذ الاتفاق، حيث إن التكيف مع آثار تغير المناخ لايزال أولوية قصوى لأفريقيا. وكان وزراء البيئة الأفارقة قد اتفقوا فى ختام الدورة السادسة الخاصة بمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، الذى عقد بالقاهرة مؤخرًا، على أن التكيف مع تغير المناخ يشكل أولوية أساسية لأفريقيا مما يتطلب الحصول على الدعم الفورى والكافى لتنفيذ تدابير التكيف وأشاروا لضرورة دعم البلدان الأفريقية لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية المقبل ال(22) برئاسة المغرب وحرصهم على تعزيز التنفيذ المبكر لاتفاق باريس 2015. كما اتفق الوزراء على وضع نهج مشترك لإدارة والتخلص من مخزون عاج الفيلة وقرون وحيد القرن تمشيًا مع أحكام اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض للحيوانات والنباتات البرية (cites) بالإضافة إلى دعم البرنامج الحالى لتدهور الأراضى الذى بدأته اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، حيث طالبوا الدول الأعضاء بتطوير الإطار الاستراتيجى لإدارة الجفاف والإجراءات لتعزيز القدرة على مقاومة الجفاف وتطوير نظم الإنذار المبكر للبلدان الأفريقية. • الفيل.. و.. وحيد القرن وعلى هامش فعاليات الدورة السادسة الخاصة لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة عقدت السيدة «ماريا دى فاطيما» وزيرة البيئة الأنجولية مؤتمرًا صحفيًا أوضحت فيه أن «الاتجار غير المشروع فى الحياة البرية والصيد الجائر تعتبر أكبر مشكلة تواجه القارة الأفريقية لذا فإن احتفالية اليوم العالمى للبيئة «5 يونيو» المقرر عقدها فى أنجولا هذا العام تحت شعار «الاتجار غير المشروع فى الحياة البرية»، وذلك لتحفيز الكثير من دول العالم على اتخاذ إجراءات لمنع الاتجار غير المشروع فى الحياة البرية.. وأعلنت ماريا عن البدء فى مشروع لحماية الحياة البرية يشارك فيه 100 دولة لحماية الأفيال وغيرها من الحيوانات والثروات التى تمثل أهمية كبرى للسياحة البيئية والاقتصاد للدول الأفريقية، حيث إن الأرقام تشير إلى أن عدد الفيلة التى تم قتلها فى أفريقيا 20 ألف فيل سنويًا من إجمالى العدد المتوقع للفيلة الذى يتراوح ما بين 420 ألف و650 ألف فى أفريقيا فى حين أن هناك تقارير تشير إلى أن 100 ألف فيل قد تم قتلهما خلال ثلاث سنوات فقط فى الفترة ما بين 2010 و 2012!! وذلك للاستفادة منها فى تجارة العاج وقد انضمت أنجولا أيضًا إلى اثنتى عشرة دولة أخرى من الدول الموقعة على مبادرة حماية الفيل التى تركز على حماية الفيلة الأفريقية من خلال اتخاذ تدابير مثل إغلاق الأسواق المحلية التى تبيع منتجات الأحياء البرية غير المشروعة، وإنهاء جميع عمليات التداول المحلى للعاج، حيث إن فقدان الفيلة يكلف أفريقيا 1.9 مليار دولار سنويًا. أما فيما يتعلق بوحيد القرن.. فقد شهد الصيد غير المشروع ازديادًا مطردًا فى السنوات العشر الماضية، ففى جنوب أفريقيا وحدها ازداد الصيد غير المشروع لوحيد القرن بنحو 9000 فى المائة فى الفترة ما بين عامى 2007- 2015 وفى العام الماضى تم صيد نحو 1.175 وحيد قرن بطريقة غير مشروعة فى أنجولا وهى نسبة تعادل قتل وحيد قرن واحد كل ثمانى ساعات تقريبًا!! • مراكش 2016 وأوضحت السيدة «حكيمة الحيطى» وزيرة البيئة المغربية ضرورة أن يكلل مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (COP22) والمزمع عقده بمراكش 2016 كفاح الدول الأفريقية خلال مفاوضات اتفاق باريس 2015 للتوجه نحو نمو وتطور مستدام بعيدًا عن انبعاثات الكربون، حيث ستفعل نتائج باريس وتحدد أدوات وآليات التنفيذ خلال مؤتمر مراكش بعد أن أعلنت 167 دولة عزمها التوقيع على المسودة النهائية لاتفاق باريس فى أبريل الجارى بالولايات المتحدة كخطوة أولى لتنفيذها.. وأضافت إن أفريقيا تواجه تحديات كثيرة على الرغم من امتلاكها إمكانات عظيمة وموارد بشرية شابة وآليات طاقة متجددة يمكن تحويلها إلى فرص للتنمية وتحويل اتفاق باريس إلى واقع ودعت الوزراء الأفارقة للعمل على إعداد قرارات لمؤتمر (COP 22) ليكون نقطة انطلاق لأفريقيا بحيث يستطيع كل بلد تحديد خطته للتنمية, حيث ستوضع أجندة ما بعد 2020 خلال هذا العام وستضم تدابير ملموسة وملامح واضحة لمبادرة التكيف لأفريقيا.• أهم قضايا المؤتمر تسخير احتياطيات أفريقيا الهائلة من رأس المال الطبيعى كان أحد أبرز القضايا التى تمت مناقشتها فى المؤتمر، حيث تحظى أفريقيا ب30% من الاحتياطى العالمى للمعادن وما يقرب من 65% من الأراضى الصالحة للزراعة و10% من مصادر الطاقة المتجددة الداخلية وتقدر الثروة السمكية بما قيمته 24 مليار دولار، كما يوجد بالقارة ثانى أكبر غابة استوائية فى العالم. ووفقًا للتقديرات فإن القارة تفقد حوالى 195 مليار دولار سنويًا من جراء نهب الموارد وقطع الأشجار بشكل غير قانونى والاتجار غير المشروع فى الحياة البرية والصيد الجائر وممارسات التعدين غير المشروعة فى حين أن التسخير المستدام لرأس المال الطبيعى فى أفريقيا يمكن أن يحقق وفرًا للقارة قد يصل إلى 103 مليارات دولار سنويًا مما يساعدها فى معالجة أكثر التهديدات التى تواجهها مثل الجوع وسوء التغذية والفقر والبطالة والمرض وتغير المناخ وانخفاض الإنتاجية الزراعية.• كلمة الرئيس أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء فى افتتاح فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة على أهمية تلك الدورة، حيث تأتى بعد شهور قليلة من أحداث فارقة فى العمل البيئى الدولى فى مجال التنمية المستدامة وتغير المناخ وقبل مراسم توقيع اتفاقية باريس 22 أبريل 2016 بالولايات المتحدة، حيث تواجه القارة العديد من التحديات التى يجب التصدى لها والحفاظ على وحدة الموقف الأفريقى والتعاون المشترك بالإضافة إلى النقلة النوعية التى تشهدها مصر فى علاقاتها بأشقائها الأفارقة للتعاون فى العديد من المجالات وتحقيق المصالح المشتركة لأبناء القارة.. وأشار رئيس الجمهورية إلى دور مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فى جميع الدول الأفريقية على موقف واحد من مفاوضات تغير المناخ، حيث تولت مصر مهام الدفاع عن المصالح الأفريقية فى مفاوضات اتفاق باريس وإطلاق مبادرتى الطاقة المتجددة والتكيف لأفريقيا خلال فعاليات قمة المناخ بباريس التى تتعامل مع تداعيات ظاهرة تغير المناخ موضحًا أن النهضة الأفريقية بدأت وأصبحت القارة محل اهتمام كبير من قبل العالم خاصة بعد أن حدَّثت العديد من دولها بنيتها الأساسية لتواكب مسيرة التنمية مشيرًا إلى أن تحقيق التنمية المستدامة يعد التحدى الأكبر الذى تواجهه القارة ويتطلب تطوير آليات العمل المشترك. •
