بعيدا عن العاصمة القاهرة، تعانى قصور الثقافة فى محافظاتسيناء الحدودية الأمرين، فلا يمكن للراصد للواقع الثقافى فى تلك المحافظات إلا أن يلحظ حالة التردى التى وصلت إليها قصور الثقافة هناك، لتستمر بذلك قضية دور الثقافة فى أخطر المناطق فى مصر على حالها من سيئ إلى أسوأ، دون وجود رؤية تقدر خطورة ذلك، وتعى جيدا أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه الثقافة فيها . «شمس البوادى» رصدت الأسباب الحقيقية وراء تردى حال قصور الثقافة فى سيناء، وتأثير ذلك على مواطنيها، لتضع النقاط على الحروف أمام مسئولى وزارة الثقافة. • غياب الاستراتيجية الثقافية بدأ الباحث السيناوى حمد خالد شعيب حديثه عن أسباب تردى حال قصور الثقافة فى المحافظات الحدودية قائلاً : «لا توجد ثقافة فى مصر بالمعنى الحقيقى أو المفهوم، بسبب نظرة المسئولين بوزارة الثقافة إلى الفعل الثقافى، وإدارتهم لشأنه بشكل ارتجالى وعشوائى، مما أثر سلباً على شكل ومضمون ورسالة الثقافة التى يفترض أن تصل من خلال قصور الثقافة إلى المواطنين فى جميع محافظات مصر وليس فقط محافظاتسيناء». وأضاف : إن هناك وزارات أخرى فى الدولة أكثر تنسيقًا وتنظيمًا من وزارة الثقافة، لذلك تجد النتائج التى تحققها تلك الوزارات أفضل مما تحققه وزارة الثقافة التى تعانى تخبطا ملحوظا بدءا من المسئولين الكبار بها وانتهاء بأصغر موظف فى تلك الوزارة .. ولفت الانتباه إلى نقطة مهمة تتمثل فى غياب الاستراتيجية الثقافية الحقيقية، متسائلاً : كيف تطلب وضع استراتيجية لشىء ما وأنت لا تدرك أو تعى أهميته؟، مجيبًا فى الوقت ذاته : « فاقد الشىء لا يعطيه».. وتابع قائلاً: «إذا افترضنا جدلاً أن هناك استراتيجية وخططا بالفعل تقوم وزارة الثقافة على تنفيذها، فالمؤكد أنها لا تراقب خططها فى قصور الثقافة أو غيرها». • هوية المجتمع السيناوى وأوضح شعيب أن هيئة قصور الثقافة تعد وزارة قائمة بذاتها، حيث يعمل بها نحو 17 ألف موظف موزعين على 27 محافظة، وللأسف الشديد أنهم غير مؤهلين للعمل بالثقافة من الأساس، كما أنهم يقتطعون رواتب ضخمة من ميزانية الدولة دون فائدة حقيقية.. وكشف شعيب عن وجود قرابة 105 موظفين تابعين لوزارة الثقافة بمحافظة مطروح، موزعين على ثمانية مراكز، مستغربًا من وجود موظفين اثنين فقط فى أحد هذه المراكز، فيما لا يوجد قصر ثقافة أصلاً بمراكز أخرى، أما قصر ثقافة مرسى مطروح الذى يتعدى عدد العاملين به نحو ثمانين موظفًا، فيكفى لتشغيله نحو 10موظفين فقط . • تقاعس المؤسسة الثقافية والتقط أطراف الحديث الشاعر السيناوى عبدالقادر طريف الذى انتقد تقاعس المؤسسة الثقافية عن بناء الإنسان والمجتمع السيناوى ثقافيًا بالشكل المطلوب، معربًا عن أسفه أنها لا تعبأ ولا تهتم بالقيام بهذا الدور المنوط بها تحقيقه فى أجندة أنشطتها، مكتفية بطباعة بعض الأعمال الشعرية والقصصية. وعبّر طريف عن استيائه من طريقة الجذر المنعزلة التى تتبعها الوزارات فى مصر حتى الآن، فلا تجد مثلاً تنسيقا بين وزارات الثقافة، والشباب والرياضة، والتعليم، فضلاً عن عدم فهم لطبيعة عمل كل وزارة منهم، مستغرباً : «عندما تقوم وزارة الشباب بعمل أنشطة فنون شعبية وفنون تشكيلية وغيرها من الأنشطة المنوطة بوزارة الثقافة، فما الأنشطة التى يتوجب على وزارة الثقافة عملها إذن؟.•