عمرك سمعت عن ولد بيغير من صاحبه؟! طب عمرك شفت ولد «عايز يخرب على صاحبه»؟! طب ممكن تتخيل إيه السبب اللى يخلى الصحاب تعمل كده فى بعضها؟! لا تفكر كثيرا فإذا عرف السبب بطل العجب.. فإذا كنت تعتقد أن الفتيات فقط هن من تسيطر عليهن مشاعر الغيرة و «النفسنة»، فلابد أن تراجع حساباتك.. فالغيرة بين الشباب لا تقل وطأة عن غيرة الفتيات من بعضهن البعض.. فقط يكمن الاختلاف فى الطريقة، فإذا كانت طريقة البنات هى «التسويس من تحت لتحت»، فإن الشباب يلجأون إلى أقصر الطرق التى توصلهم لهدفهم وهى المباشرة المطلقة حتى لو كبدتهم خسائر فادحة.. فى السطور القادمة رصدنا حالات متفاوتة من غيرة الشباب بعضهم البعض.. عندما يقرر واحد من بين مجموعة من الأصدقاء أن ينسلخ عن المجموعة وليشذ عنهم ويعزف لحنا منفرداً مفعما بالرومانسية والخيال أى عندما يقرر أن يرتبط أو يخطب لأنه وقع فى الحب.. فسرعان ما يتفاجأ بنفوس من نار وشرار تنفجر فى وجهه فى محاولة لإحداث أى دمار فى جدار العلاقة..!!! • إلا النفسنة «حتى الآن لم أبلغ أصدقائى بخبر خطوبتى» هكذا قال طارق محفوظ 30 عاما مهندس بترول وعندما سئل عن السبب أجاب قائلاً: أنا كنت فردا من مجموعة مكونة من أربعة أصدقاء مضربين عن الزواج.. كنا نشجع بعضنا البعض فى عدم الاقتراب من فكرة الارتباط أو الزواج.. كنا نشعر أننا لا نصلح لهذه الخطوة.. ربما لأنانيتنا أو لإحساسنا العالى بذاتنا وربما أيضاً خوفاً منا من التفريط فى حريتنا.. هذا كان مذهبنا الذى اعتنقناه منذ سنوات.. ولكن عندما يصطدم الإنسان بقدره فإنه يقف عاجزاً أمام رفض النصيب أو الهروب منه.. فمنذ عدة أشهر وهبنى الله الإنسانة التى وجدت أنها تفهمتنى واحتوتنى وأنها تستحق أن أضحى من أجلها بقسط من حريتى.. ورغم سعادتى البالغة التى لا أستطيع أن أخفيها إلا أننى لم أتمكن من مصارحة أصدقائى بنبأ خطوبتى.. ليس فقط لأننى خنت العهد الذى أبرمناه وإنما خشية من أعينهم ومن نفوسهم التى قد تضمر لى الحقد أو «النفسنة».. فهم رغم كل شىء بشر قد يحسدوننى على السعادة التى أعيشها مع خطيبتى أو أننى وجدت نصفى الثانى الذى طالما بحثوا هم عن مثله ولم يجدوه فى معترك الحياة.. • ألعن غيرة أما وائل محسن (33 عاماً) محاسب بأحد البنوك فيقول: لو كنت تعتقد أن البنات إذا غارت بعضهن من البعض قطعن أنفسهن، فإن غيرة الشباب أشد وألعن..!! هذا ما أثبتته تجربتى مع أصدقائى عندما علموا أننى مقدم على خطبة فتاة أحببتها، ما أن طرحت الفكرة عليهم فوجئت بوابل من الانتقادات والسخرية والتهكم.. اللى يقول لى «انت داخل القفص برجليك».. «بسهولة كده تتخلى عن عهدك لينا ووعدك أنك هاتموت عازب..!!» واللى يقول لى «يا ابن المحظوظة لاقيتها فين دى..! انت ذوقك طول عمره عالى..!!» واللى يقول لى: انت إزاى مبسوط راجع نفسك يابنى.. قال مبسوط قال.. وقتها أصيبت بدهشة غير موصوفة ولم أكن لأتخيل ردود الأفعال هذه من قبل أصدقائى.. وبعد وقفة مع النفس ومراجعة مواقف أصدقائى وآرائهم فى الفتيات والارتباط عرفت أنهم يتمنون بقرارة أنفسهم أن يكونوا فى وضعى.. خاصة أنهم تعرفوا بخطيبتى وأسرتها وتأكدوا من صحة اختيارى.. لكنهم مع الأسف جبناء..!! • الغيرة القاتلة «صاحبى الأنتيم طلب منى صراحة أن أترك خطيبتى وإلا خسرته» هكذا استهل عماد محسن 30 عاما كلامه واستطرد قائلا:«قطعا صدمت من أن صديقى الذى تربيت معه طوال الثلاثين عاماً قد وضع موضوع خطوبتى فى كفة واستمرار صداقتنا فى كفة أخرى.. حاولت أن أتكلم معه كى أفهم ما الذى حدا به إلى هذا التفكير «الشيطانى» الذى لا يصدر عن شخصيته فأنا أعرفه طول عمرى.. فهو بعيد كل البعد عن أى نية سيئة أو شر لى أو لغيرى.. ولكن سرعان ما تكشفت الحقيقة نصب عينى.. وعرفت أن صديقى من شدة ارتباطه بى وحرصه على صداقتنا يغار على من أن تأخذنى حياتى الجديدة منه ومن الانتباه إلى مشاكله.. فأنا وحدى أعلم بظروفه فهو نشأ فى بيئة قاسية ومشتتة بين أب وأم منفصلين، فمن الصعب عليه أن يفقد الآمان للمرة الثانية فى حياته.. رغم أننى طمأنته أننى سأظل له الخل الوفى الذى سيقف بجانبه فى السراء والضراء ولكنه يبدو أنه قد يأس منى ومن الحياة وبدأ يعاملنى بقسوة ويحرضنى على ترك خطيبتى وإهمالها.. • أرجع سينجل أما وليد أبو الخير (33 عاما) محاسب بأحد البنوك الخاصة فيقول: ليست جريمة أن أحب وأتحب وأخطب.. لماذا يعاقبنى أصدقائى على اختيارى؟! الحب أسمى شىء فى الوجود ولو كانوا جربوا هذا الشعور لما لامونى على أننى أتوق عشقا بفتاة اختارها قلبى.. ولأنهم يرفضون أن يقدموا على هذه الخطوة ربما لعدم ثقتهم فى الفتيات أو لعدم ثقتهم فى أنفسهم أن يظلوا أوفياء لهن، فهم يستكثرون السعادة التى أعيش فيها ويتمنون ولو أعود «سينجل تانى».. لكننى لن أسمح لهم أن يكونوا عقبة فى حياتى أو يحرمونى من السعادة التى ندمت أننى كابرت فى يوم أن اقتنصها من الحياة.. • أزمة نفسية «الله يسهل له يا سيدى ما هو من لقى أحبابه نسى أصحابه»، هكذا قال تامر محمود (29 عاما) طبيب أسنان نقلا عن صديقه إبراهيم الذى ما أن عرف بخبر خطوبتى وهو لا يستطيع أن يسيطر على نفسه فى «التلقيح بالكلام» وكأننى الوحيد الذى ارتبط فى العالم!!.. ويكمل تامر قائلاً: كنت فى البداية أقول لنفسى أنه لا يقصد هذه الكلمات أو أنه يقولها على سبيل الهزار حتى أنه فى لحظة لم يتمالك نفسه عندما لفظ الكلمة التى لم أكن أتخيل أن أسمعها يوما بحياتى من أقرب شخص لقلبى.. فوجئت بإبراهيم يقول لى: أنا بصراحة مش قادر أشوفكم مع بعض..! وقتها لم أصدق عينى أو أذنى ولكن عندما تأملت معانى الكلمات تأكدت أنه لم يستطع حتى الآن التخلص من رواسب أزمته النفسية التى سببتها له حبيبته التى تركته دون سبب.. فهو مازال محبطا حتى وإن تظاهر بعكس ذلك.. •