جلسنا جميعا فى استراحة بين فيلمين فى مهرجان السينما وكان المكان كافيتريا الهناجر، وإذا بصوت عذب يأتينا.. عزف على آلة أدركنا أنها آلة نفخ. اقتربنا من الصوت: نجوان عبداللطيف ونجلاء بدير، وإذا بشابين صغيرين يعزفان بالكلارينيت والكمنجة ألحان للموسيقار محمد عبدالوهاب. سألت الجرسون: هل هما تابعان للأوبرا؟ فاجأنى رده لأ على العكس فإنهما يعزفان لمجرد العزف، فقد تصورت فى البداية أنهما يعزفان لضيوف المهرجان فى لفتة جميلة متوقعة من دار عريقة مثل الأوبرا. اقتربنا منهما وجلسنا وقد كانا منشغلين بالعزف، وعندما انتهيا سألناهما لمن تعزفان فقالا إننا هواة علمنا أنفسنا بأنفسنا وجلسنا هنا وهذه أول مرة.. أمسك نادر مجدى الطالب بالثانوية العامة.. وظل يعزف ويعزف، وعلمنا أنه يعشق آلة الكلارينيت عشقا خاصا، فقرر أن يتعلمها بنفسه، وبالفعل خاض التجربة بمفرده. قال نادر: لا أنوى الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، فأنا لدى الموهبة التى تجعلنى أعزف أى شىء أسمعه وأفضل الموسيقى التركية وأعشق الفنان التركى (حَسنو سيلنيدرتش) الذى قام كثير من المطربين المصريين بالسرقة من ألحانه دون ذكر اسمه، وذكر لنا بعض الأسماء لنتأكد من المعلومة. سألناه إلى أى كلية ستنتمى فقال: كلية الهندسة، لأنى أفضل أن يظل الكلارينيت هواية فقط، لأنها لا تؤكل عيش على حد تعبيره، وأكد حديثه زميله عازف الكمنجة ياسر سعدى عشرون عاما.. ولأقرب الآلة إلى القارئ فإنها من فصيلة الفلوت الذى عزف عليه حليم فى فيلم شارع الحب، فالكلارينيت محببة إلى قلوبنا ويدركها جيدا عشاق العندليب الأسمر. قال نادر أفضل حضور عروض الموسيقار عمر خيرت، ولا أفوت له حفلا فسألته زميلتى نجوان عبداللطيف أليس غريبا أن تعشق عمر خيرت وأنت العازف للموسيقى الشرقية، فقال إننى أستمتع بعزف عمر خيرت ولا تناقض فالاثنان فى النهاية فنون. عاد نادر أكثر من مرة للحديث عن حَسنو سيلنيدرتش وقال إنه يتمنى لو يحيى حفلا فى القاهرة على غرار حفلات (يانى). • آخر حركة نادر مجدى وياسر سعدى، شىء جميل أن يحلم الإنسان ويعمل على تحقيق حلمه.. •
