على طريقة الفواجع الهندية العظيمة زمان، حيث تقع كل كوارث الدنيا على دماغ البطل أو البطلة، فيتكوم ولا دكر البط الفطسان، ودون منطق درامى، اللهم إلا منطق الفاجعة، متجاوزين بذلك الصراع الميتافيزيقى فى الدراما اليونانية القديمة، حيث يتصارع البشر والآلهة، فيبدو البطل حاملا بذرة سقوطه منذ اللحظة الأولى، يقدم لنا المؤلف تامر حبيب فاجعة الموسم وكل المواسم «طريقى» الذى جمع كل المصائب والبلاوى، ولفها حول عنق البطلة، وظل يسحبها إلى نهاية الفاجعة، فى تحول درامى غريب ومفاجئ، بحيث تصبح البطلة مأساة تمشى على قدمين. دليلة بطلة المسلسل، فتاة تعشق الغناء، لكنها تصطدم بسيطرة الأم، وعجز الأب وسلبيته التقليدية، فتتزوج رجلاً فى سن أبيها وتهرب معه، ولابد أن يكون هذا الرجل شريرا فاسدا - كده لوحده خلقة ربنا - فيذلها ويعذبها معنويا ويقتل أحلامها، وهى مستسلمة تماما، دون حتى أى انفعال - لم تنجح شيرين فى التعبير عن تلك اللحظات دراميا - وتبدأ الفواجع واحدة وراء الأخرى، بشكل يدعو للدهشة والسخرية، فيتم قتل أخيها محمود، بينما أخوها الثانى سيد بلطجى ونصاب بطبعه - خلقة ربنا برضه - ومع ذلك توافق على أن يقوم بإدارة أعمالها، ويقوم سيد ببيع كل ما تمتلكه الأم، وبالطبع يموت الأب، وتصاب الأم بالجنون ولا حول ولاقوة إلا بالله. وتتواصل الكوارث والمصايب، فوق دماغ البطلة، التى تجرى على الولايا واليتامى، فبعد أن يموت زوجها، وتتزوج من المذيع، تفاجأ بأنها مصابة بورم حميد، يمنعها من الغناء، ولاعبدالحليم حافظ، لكنها.. تقرر أن تغنى، هى موتة ولا أكتر، ومادايم إلا وجهه، وتنتهى الفاجعة والحمدلله.. أن البطلة ما تحرقتش، وبنتها اتخطفت، وصاحبتها جالها فيروس سى، وجوز صاحبتها وقعت بيه الطيارة، انتهت الفاجعة المملة، التى عجز الإخراج عن أن يدفعها إلى مناطق أكثر سخونة، تمتلك أبجديتها الفنية، بعيدا عن تلك اللقطات التى تفتقد الخيال، شيرين فى ثانى تجاربها.. مطربة أكثر منها ممثلة، محمد ممدوح «سيد البلطجى» نجح فى التعبير عن تلك الشخصية فى مراحلها المختلفة ببساطة وعفوية.•
