سيدة مصرية من السيدات اللاتى ظهرن ونجحن فى مجال كان مقصورا فيما مضى على الرجال دون سواهم، فقد استطاعت أن تثبت ذاتها فى مجال العمل المصرفى وتوجد مكانا لنفسها فى مقدمة الصفوف على الرغم من أنها اقتحمت هذا المجال منذ أمد ليس بالبعيد، وعلى الرغم أيضا مما يتصف به هذا المجال من صعوبات شديدة ومشاق كبيرة يصعب على سيدة وزوجة وأم اجتيازها بسهولة. عملت نيرمين فى أماكن متعددة ومجالات مختلفة بداية بإحدى الشركات العالمية لإدارة الفنادق ثم مجموعة شركات منصور ثم انتقلت للعمل بالبنك المركزى المصرى، وهو العمل الذى أكسبها خبرات إدارية وفنية كبيرة وساعدها فى ذلك عملها بصورة مباشرة مع كبار المصرفيين المصريين، كان على رأسهم الأستاذ طارق عامر نائب المحافظ فى ذلك الحين، وكوكبة من المصرفيين المتميزين، وقد أصقلت تلك الفترة خبراتها ومنحتها قدرة كبيرة على اتخاذ القرارات والعمل تحت ضغط لفترات ممتدة، وعند تعيينه رئيسا للبنك الأهلى المصرى حرص على انتقال فريق عمل للعمل معه فى موقعه الجديد، ومع أن هذا الانتقال كان من بنك إلى آخر، إلا أنها وجدت اختلافا كبيرا فى طبيعة المؤسسة وأسلوب إدارتها ونوعية الأعمال التى تؤديها مما كان له أكبر الأثر فى اكتسابها مزيدا من الخبرات الجديدة والمتنوعة، وقد تدرجت فى العمل إلى أن أسندت إليها مهمة قيادة فريق عمل قطاع التسويق والعلاقات العامة وبرامج دعم المجتمع بالبنك الأهلى كواحد من أهم البنوك فى الشرق الأوسط، وتفاعلت مع مهام هذا القطاع بصورة إيجابية. وحرصت على تدعيم ذلك بالعلم فحصلت على دبلوم فى التسويق الدولى من جامعةINSEAD فى باريس وسخرت من أجل عملها كل إمكاناتها وخبراتها فى هذا المجال واندمجت مع أعضاء فريق العمل وكان من أكبر تحدياتها أن يصبح هذا القطاع من أنجح قطاعات البنك الأهلى والقطاعات المثيلة فى البنوك الأخرى فى السوق المصرفية. أما عن أهم انجازاتها فى عملها بالبنك الأهلى فقد حققت شهاب وفريق العمل بالقطاع أعمالا كثيرة متميزة وناجحة كانت محل اشادة وتقدير إدارة البنك فقد قامت بتنظيم حملات إعلانية وتسويقية متميزة كان آخرها الحملة التليفزيونية «قوم اطمن على فلوسك»، التى أذيعت خلال شهر رمضان الماضى والتى تفاعل معها الجمهور بصورة كبيرة وردد مفرداتها وأحدثت تأثيرا إيجابيا على نشاط البنك حيث حصلت هذه الحملة على المركز الأول بين الحملات الإعلانية التى أذيعت معها خلال الشهر المذكور.. ومع هذا النجاح إلا أن أقرب الأعمال إلى نفسها هو المشاركة فى إدارة ملف تبرعات البنك ودوره فى مجالات المسئولية الاجتماعية، فقد كان لها الشرف بالمشاركة كممثلة للبنك فى دعم وتطوير العديد من المستشفيات الجامعية والعامة فى جميع أرجاء الجمهورية وإمدادها بالأجهزة العلاجية والتشخيصية بما يمكنها من تقديم خدماتها الطبية للفقراء بالمجان، وكذلك المشاركة فى تطوير بعض المناطق العشوائية وفى دعم وتطوير بعض المدارس فى المناطق الشعبية وبعض الجامعات الاقليمية بهدف تخفيف العبء عن كاهل الفقراء ومحدودى الدخل وفك كرب الغارمين. بعد أن أصبح دور البنك لا يقتصر فقط على تمويل شراء المعدات والأجهزة بل يشمل معاونة المستشفيات فى جميع المراحل حتى تمام التعاقد والاستلام والتركيب والتشغيل وتدريب العنصر البشرى بما يضمن الاستمرار بكفاءة لفترات طويلة. وهو الأمر الذى يثبته قيام البنك بالتبرع بما يزيد على نصف المليار جنيه خلال السنوات الخمس الماضية، مما يؤكد أن البنك الأهلى يضع مسئوليته الاجتماعية على رأس أولوياته. كما كان لهذا النجاح صدى فى أن تم ترشيحها لتمثيل البنك فى لجنة «التنمية المستدامة» باتحاد بنوك مصر التى تعمل أيضا فى مجال التنمية المجتمعية. تحرص نيرمين شهاب الدين على متابعة شئون أولادها فى جميع النواحى من مذاكرة وتدريبات رياضية حيث يساعدها ويساندها فى ذلك زوجها الذى قالت عنه فى كلمات رشيقة ورقيقة كشخصيتها «لقد كنت إنسانة محظوظة حقا بهذا الرجل الذى لا يدخر جهدا فى تشجيعى ومؤازرتى والتخفيف عنى واقتسام أعباء الحياة معى، فأنا أعترف بأن مشاركته لى تعد أهم أسباب نجاحى فلولا وجوده بجانبى ما توصلت لما أنا عليه الآن».•