فوجئنا جميعا فجر الأربعاء الماضى بالحادث الإرهابى الغادر الذى استهدف لانش صواريخ تابعا للقوات البحرية المصرية بعد خروجه من قاعدة بورسعيد البحرية.. تكاثرت الأقاويل والاجتهادات الشخصية التى رأينا أنها تضر بأمننا القومى بشكل أو بآخر، وللأسف لم تصدر أى جهة أمنية تقريرا يقطع الفرصة على الاجتهادات التى من الممكن أن تؤثر تأثيرا سلبيا على الوضع الحالى. حاولت الاتصال بعدد من المصادر المطلعة للوصول إلى الحقيقة، فتوصلت للآتى: فجر يوم الأربعاء خرج لانش صواريخ تابع للقوات البحرية من دمياط، واستقر فى عمق البحر المتوسط، وبالتقريب 40 ميل بحرى شمال ميناء دمياط، وذلك لتأدية نشاط تأمينى يقوم به كل يوم ضمن الخطط التأمينية التى تقوم بها القوات البحرية المصرية فى إطار خطة تأمين السواحل المصرية والمياه الإقليمية الخاصة بنا. ففوجئ اللانش بأربعة بلنصات صيد على متنها رجال يرتدون ملابس صيد، ويطلقون عليهم النيران من كل اتجاه. كان أمام طاقم اللنش المكون من 13 من أبناء القوات البحرية ما بين «ضباط وصف ضباط وجنود» الهرب وترك اللانش البحرى، لكنهم دخلوا فى معركة بكل استبسال وشجاعة، واشتبكوا فى معركة غير متكافئة أمام أكثر من 65 مسلحا. فقاموا بالمواجهة ردا على إطلاق المسلحين النار المكثف عليهم بعد حصار اللانش، ولم يكتف الإرهابيون بذلك، بل استخدموا الصواريخ المحمولة على الكتف، التى تم توجيهها إلى الأفراد المصريين. - أثناء الاشتباك، أبلغ أحد أفراد الطاقم قيادة القوات البحرية بالموقف وطلبوا النجدة، لكنهم فى هذه الأثناء لم يتوانوا أبدا عن أداء واجبهم، وقاتلوا بكل شرف وشجاعة. لم تتأخر النجدة طويلا، فعلى الفور تحركت طائرات مقاتلة ومروحيات مسلحة لمواجهة البلنصات الإرهابية التى هاجمت القطعة البحرية. وبالفعل تعاملت المقاتلات ونجحت القوات فى تصفية أكثر من 30 مسلحا وقبضت على 32 آخرين يمثلون الآن للتحقيق أمام الجهات المختصة. •التحقيقات الأولية أكد لى مصدر مطلع أن القيادة العامة للقوات المسلحة أعلنت حالة الاستنفار على مستوى أسلحة الجيش كلها، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى، والفريق صدقى صبحى أمرا بتشكيل لجنة خاصة للوقوف على ملابسات الحادث ورفع تقارير خاصة بالحادث بصفة مستمرة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقال أيضا: إن النتائج الأولية للتحقيقات تشير إلى تورط دولة أجنبية فى الحادث، لأنه حسبما ذكر فاحترافية العمل الإرهابى الذى تم تشير لأجهزة مخابراتية قامت بتدريب العناصر الإرهابية، وتزويدها بأجهزة دقيقة لرصد أماكن تواجد القطع البحرية والكشف عنها. سألته أيضا: كيف لم تتمكن أجهزتنا المخابراتية من الكشف عن الجناة قبل تنفيذ مخططهم؟ فأكد لى أن الجناة تسللوا داخل حدود مصر قبل وقت طويل، وارتدوا يوم الحادث ملابس صيادين وهذا معتاد من الصيادين فى دمياط، ويعتاد عليه أفراد قواتنا البحرية، ولذا فلم يعطوهم خوانة. وأضاف المصدر أن القوات المسلحة ستعد بيانا كاملا مفصلا عن الحادث تشرح فيه جميع التفاصيل لتقطع أى مجال للاجتهادات التى تضر بالأمن القومى. • تركيا وداعش تحدثت مع اللواء مختار قنديل-الخبير العسكرى، فقال لى: كنت أتمنى أن تنشر القوات المسلحة بيانا تطلع فيه الناس على الأحداث لكن بما لا يؤثر على سير التحقيقات والمعلومات السرية، وذلك لقطع الفرصة على الناس الذين يؤلفون قصصا وحكايات خيالية بما فيها من تخوين. وأنا أرى أنه انتصار للقوات البحرية، فيكفى ماحدث بأنهم قتلوا وأسروا الإرهابيين، رغم مباغتتهم أيضا عندما تمت الاستغاثة من قبل اللانش تحركت على الفور المقاتلات الجوية، والصاعقة البحرية وصفت الإرهابيين، وأسرت البعض ثم ضربت البلنصات وأغرقتها، فضلا عن اللانش نفسه الذى استبسل أفراده ودخلوا فى معركة غير متكافئة مع الإرهابيين، ولم يهربوا من مواقعهم، فهذا انتصار للقوات المسلحة والقوات البحرية ولابد من تكريم الأبطال على ذلك. وأنا أعتقد أن كلمة السر هى تركيا، فالعناصر الإرهابية سواء أنصار بيت المقدس، أو داعش من الممكن أن يكونوا قد تدربوا فى تركيا واشتروا منها الأسلحة، وغرضها فى ذلك إحراج مصر أو السيطرة على المنطقة الاقتصادية حيث الغاز والنفط، ولذا فتركيا هى الاحتمال الأوقع لأن الاحتمال الوحيد الآخر هو غزة، لكن إسرائيل تحاصرهم، ولن يتمكنوا من التدريب هناك لذا فهو احتمال مستبعد.. والأهم من ذلك هو أن تركيا معروف أنها تساعد داعش وتسمح للمتطوعين القادمين من أوروبا لداعش بالتجمع فى أرضها حيث لديها حدود مع سوريا والعراق، تركيا أيضا تشترى النفط السورى والعراقى من داعش مقابل أموال طائلة، وهذا تصورى لكنه أقرب إلى الصحة. وعن خطاب عبدالله البغدادى زعيم داعش إنه سوف يتمدد فى مصر، فأنا أقول له: لو حاول عبور الحدود وهذا غير منطقى سنقطع له يده وأرجله. لكن فى النهاية أنا أرى أن العملية فشلت ولن يعيدوا تكرارها مرة أخرى، لأن قواتنا المسلحة برهنت على يقظتها واستعدادها فى أى وقت لأى إرهابى يحاول التعدى على أرضنا.. وأنا أقترح ضرورة تكريم أبطال البحرية والجوية لاستبسالهم وشجاعتهم، وأقترح أيضا عرض صور المتهمين المقبوض عليهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم. • شهيد البحرية عقب الحادث أعلن العقيد محمد سمير المتحدث العسكرى أنه تم نقل خمسة من الأفراد المصابين إلى المستشفى العسكرى، وأعلن عن ثمانية مفقودين، لكن الأكيد هو استشهاد النقيب بحرى محمد صلاح الصواف 28عاما، والمنتمى إلى منطقة شبين القناطر حيث أصر الشهيد على القتال، وعدم الهرب من اللانش الرغم من توجيه الصواريخ إليه، وعدم تكافؤ المعركة.. رحم الله الشهيد، وشهداء مصر جميعا، لأننا لو فقدناه الآن.. فهو حى عند ربه يرزق.•