إذا كنت من محدودى أو معدومى الدخل، فلا سبيل أمامك لتحصل على لعبة لابنك أو ابنتك إلا من مكانين، الرصيف ومقالب القمامة، وفى هذه الحالة.. لا مجال للحديث عن الرقابة ووسائل الأمان والصحة. ففى الدويقة.. يفرح الأطفال بأقل لعبة حتى لو كانت مستعملة.. قد يبحثون عنها فى صناديق القمامة، ويفرحون إن وجدوها، ويجتهدون فى محاولة إصلاحها، ليعودوا بها إلى بيوتهم ويشاركوا إخوتهم اللعب. أما مسدسات المياه، العربات، الرشاشات البلاستيك، الدبابات والعرائس الجلد.. فكلها موجودة على الأرصفة، وجميعها صناعة صينية رخيصة الثمن. الأمر نفسه بالنسبة للباعة والمشترين، فهم يبحثون عن الشيء نفسه.. لعبة رخيصة، ولا يتخيل الواحد منهم أن حجم هذه التجارة يصل إلى المليارات. • الدولار أشعل الأسعار (عم محمد) بائع الألعاب، يأتى من الزقازيق ليفترش رصيف سور الأزبكية ببضاعته، ويعرض ألعابه، (قرد صغير جالس على دراجة تسير بالبطاريات، دب يسير بالزنبلك يقول: سوق ألعاب الأطفال فى تراجع بسبب ارتفاع الأسعار، والإقبال ضعيف جدا، ظروف البلد أثرت على حركة البيع والشراء . يتفق معه أحمد متولى صاحب محل لعب أطفال بالجملة بمنطقة الموسكى فى ركود تجارة لعب الأطفال، بعد ارتفاع أسعار بعضها من 36 جنيها، إلى أكثر من 50 جنيها، مرجعا السبب إلى ارتفاع أسعار المواد البترولية وتكاليف الشحن والنقل وارتفاع الدولار، فأغلب هذه البضاعة مستوردة من الصين. مليارات على الرصيف سألت يحيى محمود - أب لثلاثة أطفال أكبرهم عمره سبع سنوات، كان يقلب هو الآخر فى بعض اللعب - عن مدى اطمئنانه إلى سلامة هذه اللعب على أطفاله، فقال: كان من الأولى أخاف عليهم من الأكل المليان بالكيماويات والصبغات والألوان الصناعية، والمياه الملوثة. أما عن الأضرار التى تسببها ألعاب بير السلم المصنوعة من مواد بلاستيكية غير معروفة المصدر على صحة أطفالنا، فتقول منال سمير - استشارى طب الأطفال: إن كثيرًا من متاعب الجهاز الهضمى عند الأطفال، يرجع إلى هذه الألعاب البلاستيكية الرديئة، المصنوعة من مخلفات المصانع، فهى تصيب الأطفال بالتسمم، وتؤدى إلى القيء والإسهال، لأن الطفل يضعها فى فمه، بما تحمله من ميكروبات وجراثيم، فيصاب بالنزلات المعوية. بينما يؤكد الخبير الاقتصادى "صلاح جودة" أن بيزنس لعب الأطفال فى مصر يقدر بنحو مليار ونصف المليار دولار، أى ما يعادل 10 مليارات جنيه، يضاف إلى هذا الرقم ما يعادل نصفه تقريبا للبضاعة المهربة من هذه اللعب، وأغلب المهرب هو ما يعرض على الأرصفة، ومنها نظارات الشمس، والألعاب النارية التى تستورد منها مصر سنويا ما لا تقل قيمته عن مليار جنيه. ويلفت جودة إلى أن السوق المصرية بها مأكولات على شكل ألعاب، وتسبب الأمراض، وتستورد منها مصر ما قيمته سنويا 5 مليارات جنيه، مطالبًا الدولة بمساعدة المصانع لإنتاج هذه اللعب وفقا لمعايير الجودة، من خلال تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتكون بديلا لهذه السلع، كما يطالب الدولة بتشديد رقابتها على اللعب المستوردة، وتشجيع الأسر وأصحاب المشروعات الصغيرة على إنتاج ألعاب الأطفال من منتجات البيئة.•