تقول الإشاعة.. أننا شعب لا يجيد العمل الجماعي.. وأننا لا ننجح إلا كأفراد.. بل إن هؤلاء الأفراد لا ينجحون نجاحًا حقيقيًا إلا خارج مصر. والحقيقة أن واقعنا- فى الكثير من جوانبه- يؤكد هذا المفهوم. ولكن.. هناك أيضًا فى الواقع ما ينفى هذا الكلام. لدينا فى الواقع تجارب مهمة نجحت نجاحًا كبيرًا ومستمرًا.. وجماعيًا أيضًا. ربما كانت هذه التجارب تبدأ فى خيال شخص واحد.. ولكن الحقيقة أن هذه التجارب لم يكن من الممكن أن توجد أو تستمر أو تنجح بدون جهد جماعى متميز. نظرنا حولنا.. وقررنا أن نختار لكم خمسا من قصص النجاح الجماعى المصري. .. وكان من الطبيعى أن نختار إنجازًا طبيًا عملاقًا.. متمثلاً فى أفضل مستشفى سرطان أطفال فى العالم وهو مستشفى 57357.. والحقيقة أن القيمة الأخرى المضافة إلى هذا العمل.. هى أنه عمل خيري. إنه لم يكن فقط عملاً جماعيًا بحكم عدد العاملين فيه.. ولكنه عمل جماعى بحكم عدد المتبرعين فيه والذين أمدوه بالحياة منذ نشأته وحتى اليوم. .. ومن عالم الفضاء المصري.. تحدثنا مع الدكتور حسين الشافعى عن القمر الصناعى المصري.. هذا الإنجاز الذى تم عبر سنوات وفى سرية تامة وشارك فيه أكثر من مائتى شاب مصرى «مع العلماء الروس»، وقبلوا أن ينكروا ذواتهم حتى إننا لا نعرف لهم اسمًا أو شكلاً.. وهم يشكلون الآن اللبنة الأساسية فى وجود برنامج فضائى مصري. .. ومن عالم الإعلام.. توقفنا عند تجربة غاية فى الخصوصية اسمها «راديو مصر».. لا يوجد منا من لم يستمع إليها.. ولا يوجد من بيننا من لم يلجأ إليها كقناة متميزة تجمع بين الخبر والغناء.. وتجتذب نجوم الإعلام الذين لا يستغنون عن وجودهم فيها رغم نجاحاتهم المرئية عبر الفضائيات. .. ومن عالم الرياضة وجدنا فريقًا مصريًا تم تسجيله فى موسوعة جينيس كأفضل فريق جماعي.. بسبب عدد البطولات التى حصل عليها.. برغم أنه فريق غير قاهري. إنه فريق هوكى الشرقية صاحب البطولات المحلية والإقليمية والقارية، التى لم يستطع أن يحققها فريق آخر. .. وإن توقفنا مع الثقافة.. فكان من الضرورى أن نتجه إلى الساقية التى تسقى فكرًا.. إنها ساقية الصاوي.. هذا المكان الذى يتوهج بالفكر والشعر والغناء والموسيقى والرسم وبقية الفنون. اتجهنا إلى هناك.. وحضرنا حفلات الساقية وتناقشنا مع شبابها الذين يديرونها بالحب والعلم. وهكذا يا عزيزى القارئ.. نضع بين يديك خمس قصص لنجاح العمل الجماعى فى مصر.. مع وعد أن ننقل لك قصصًا أخرى تثبت أننا نستطيع أن ننهض بمصر من خلال هذا النمط من النجاح الذى نتمنى أن يسود فى جميع أرجاء المحروسة.