حالة من الجدل والهجوم الشديد على مواقع التواصل الاجتماعى بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل «قلوب» على شاشة قناة النهار بسبب الإيحاءات التى توجد به من الألفاظ التى يصنفها البعض على أنها خادشة وغير معتادة على الدراما المصرية والعربية ومناقشة موضوعات يعتبرها المجتمع من المحرمات مثل الجنس.. يتحدث العمل عن علاقة عدد من السيدات ببعضهن البعض خصوصا أنها علاقة صداقة تجمعهن منذ الطفولة... تشارك فى بطولته علا غانم وإنجى المقدم وجيهان عبدالعظيم وريهام سعيد، ومن إخراج حسين شوكت وإنتاج ممدوح شاهين. وتردد فى الفترة الأخيرة أن رئيس قناة النهار إبراهيم حمودة قد طالب المخرج والمنتج بتقليل الألفاظ الخادشة فى الحلقات التى مازالت تصور حاليا بسبب الهجوم الذى ناله المسلسل والذى يعرضه على قناته لكى يستطيع عرض باقى الحلقات.. توجهنا بالأسئلة إلى النقاد وعلماء الاجتماع لتحليل هذه الظاهرة، وهل دور الفن هو نقل الواقع بكل مساوئه أم الارتقاء بالذوق العام، ولماذا حالة الجدل والهجوم المثارة حاليا على صناع العمل. الناقد طارق الشناوى صرح قائلا: الذى استوقفنى فى هذا العمل هو ثرثرة درامية أكثر ما يتواجد بها دراما ومحاولة ملء الفراغ الدرامى «بأى كلام» هذه هى المشكلة التى استوقفتنى أكثر من الجدل القائم بأن العمل به تجاوزات أخلاقية. وعن الهجوم الذى يتعرض له العمل بسبب الألفاظ قال الشناوى: السنوات الأخيرة وهذا الأمر ليس له علاقة بثورة يناير هناك مساحة فى الأعمال الدرامية للألفاظ غير المعتادة لم تكن الدراما يتواجد بها، هذه الأشياء وعلى الرغم من تواجدها فى الشارع فإنها بعيدة عن الشاشة والآن انتقلت لها، والمشكلة هنا ليست فى تواجد الألفاظ فى الأعمال الدرامية ولكن الأزمة الحقيقة فى الإسراف فى استخدامها. وأضاف الشناوى قائلا: فى رأيى الشخصى لا نستطيع فصل ما يدور فى الشارع عن الدراما وأن يوجد دراما «معلنة» لابد أن يتواجد بها الألفاظ التى تتداول، لكن بحساب وعدم المبالغة فيها مثل ما يحدث أيضا فى أعمال أخرى خصوصا المسلسلات الخاصة بغادة عبدالرازق ومصطفى شعبان.
أما الناقدة ماجدة موريس فقالت: المسلسل يتحدث عن فتيات من الطبقة الوسطى ولكن لديهن تحرر فى أشياء كثيرة مثل شرب السجائر ولديهن جرأة فى مناقشة مشاكلهن، وهناك شىء يجب الانتباه له أن هذا المسلسل مأخوذ عن عمل أجنبى وتم تمصيره وبالتالى هناك جزء منه يخص مجتمعاً آخر وكان يجب على المؤلف أن يراعى أنه يقدمه فى مجتمع مختلف ويراعى أن يقدمه دون أن يشعر المشاهد بالغربة، والشىء الآخر أن المسلسل يقدم مجموعة من الفتيات، وكان يوجد تغافل فى عرض مثل هذه النماذج فى الدراما من قبل خوفا من رفض المجتمع لهذه النماذج على الرغم من أن مصر حاليا يوجد بها جميع أنواع الفتيات وهناك عائلات متحررة كثيرا، كما يوجد أخرى متحفظة وثالثة متطرفة.
وأضافت ماجدة موريس قائلة: الشىء الذى يستوقفنى هو حال المشاهد الذى يشاهد أنماطا كثيرة من الأعمال التركية والأجنبية والعربية إذن هو مهيأ أن يشاهد جميع الأنواع المتحرر والمتحفظ عنده، فما هى المشكلة بالنسبة له من رؤية دراما مصرية مختلفة.
وفى سياق متصل قالت موريس: الشىء الغريب أن المشاهد المصرى يحدث بلبلة عند عرض أى عمل يتعارض مع النوعية السائدة أو المفاهيم الخاصة به يحرص على مشاهدته ويظل يهاجمه أيضا المفروض على المشاهد شىء يرفضه يمنع نفسه من مشاهدته خصوصا أن الخيارات كثيرة الآن بعد تواجد مئات القنوات الفضائية التى تبث طوال 24 ساعة أفلاما وبرامج ومسلسلات. أما الفنانة آثار الحكيم فتقول: شعرت أن مسلسل «قلوب» هو استنساخ لمسلسل «حكايات بنات» الذى عرض منذ عامين ولكن مع اختلاف الموضوعات التى يناقشها ويعرضها من خلال الفتيات المشاركات فى العمل.
وأضافت آثار قائلة: أنا أرفض أى تجاوز لفظى أو حركى أو شكلى داخل العمل الفنى لأن دور الفن فى اعتقادى أن يرتقى بالذوق العام ينقل الواقع ولكن يهذبه أيضا، وأتذكر أن هناك فيلما شديد الأهمية فى الثمانينيات اسمه «انتبهوا أيها السادة» كان بطولة حسين فهمى ومحمود ياسين وإخراج محمد عبدالعزيز وكان يتحدث عن أن قيمة الإنسان فى العصر القادم الذى يقيمها الفلوس أو الناحية الفكرية والعلمية من خلال مقارنة بين أستاذ فى الجامعة وبين عامل نظافة وكيف بدأ تحول قيمة الإنسان بالفلوس ومع ذلك لم نسمع ولا لفظا خادشا.
وقالت الحكيم: معظم الأعمال التى تتجاوز يقال إنها تنقل الواقع وليس معنى أن هناك فئة معينة تتحدث بهذا الشكل أن يتم نقله لجميع الفئات وهذا مرفوض اجتماعيا وأخلاقيا ودينيا.
وفى ختام كلامها قالت آثار الحكيم: عندما نشاهد أى فنان من الذين يتلفظون بألفاظ خادشة للحياء فى حوار تليفزيونى لا يقول مثل هذه الألفاظ ويحاول أن يظهر نفسه بأنه شخص راقٍ ومتحضر وهذه ازدواجية شديدة وعندما يسأل عن ذلك يقول إنه يقدم الواقع، وهذا بالنسبة لى عذر أقبح من ذنب، وأتمنى أى فنان أو فنانة أن يعرف أنه قدوة لأشخاص كثيرة فى المجتمع وأن يحافظ على ذلك ولا يحاول أى منهما خدش الآخر بلفظ أو موقف فى أى عمل فنى وأن يرتقى بالواقع مهما كان أليماً.
أما عن تأثير هذا النوع من الدراما على الأسرة المصرية فقالت خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية دكتورة هبة قطب: أنا لم أشاهد للأسف المسلسل ولكنى سأعلق على مثل هذه الأعمال التى تحتوى على ألفاظ خادشة للحياء، وبالنسبة للحجة المتداولة دائما أن هذا نقل للواقع أريد الرد عليهم بأن الراحل أسامة أنور عكاشة قدم تشريحا للمجتمع والعلاقات بين الأفراد فى ملحمته «ليالى الحلمية» ولم يوجد لفظ خادش وإلى الآن مرتبطون بهذه الأعمال الرائعة.
وأضافت قطب قائلة: أريد توجيه سؤال لهم لماذا تجنون على الناس بعرض هذه الأعمال ومعظم الأسر المصرية تشاهد التليفزيون فى وجود أطفالهم مما يعرضهم لسماع ألفاظ قد تكون خادشة للحياء تفتح أذهانهم على أشياء لا تناسب عمرهم؟!