قد يكون عنوانا صادما.. وقد يكون أول سؤال يطرأ فى ذهنك أيها القارئ الذكورى العزيز.. أى حقوق تلك التى تبحثون عنها أهناك بعد المساواة حقوق؟ بلى.. هناك.. هناك حقك بالحمل والإنجاب والإرضاع.. هناك حقك برعاية الزوجة والبيت والأبناء.. هناك حقك بممارسة مسئوليات الأبناء من مذاكرة وأنشطة وتمارين.. هناك حقك بممارسة أعباء اجتماعية لا تنتهى.. هل تناسيت كل تلك الحقوق وتذكرت فقط حقى بالعمل وقيادة السيارة.. أينعم حقوق المرأة وأكذوبة مساوتها بالرجل - غير العادلة - تلخصت فى العمل والقيادة وتفننت أنت يا عزيزى فى الأساليب الماكرة لتجعلها تتنازل عنها.. فابتدعت الطرق التى تجعلنا نلعن اليوم الذى قررنا فيه تعلم القيادة أو اليوم الذى تعلمنا فيه وقررنا النزول لمعترك الحياة غير الآدمية الملقبة «بعمل المرأة». كيف أتساوى أنا معك وأنا أتحمل ثلاثة أضعاف أعبائك اليومية.. حان الوقت لأن تطالب أنت بأن تتساوى معى.. كان من الممكن أن تكون سطورى القادمة مجرد «فضفضة ستات»، ولكن لكى أعلن عن عبقرية بنات حواء الفائقة الحدود.. والعابرة للقارات قررت أن نقدم الحلول.. لا المشكلات وليس عليك سيدى الرئيس القادم سوى أن تكلف الوزارات المعنية لتطبيقها.. أعدك بحلول عملية ليست فى صالح المرأة فحسب.. ولكنها فى صالح الوطن ككل بنصفيه الناعم والخشن.. المدلل والطامح فى التدلل.
المفاجأة التى كانت بالنسبة لى.. أن نصف المجتمع الذى أنتمى إليه عندما فكر فى أخذ حقوقه كانت أغلبها من أجل النصف الآخر.. وعجبى.
∎ أوضتين وصالة للعيال
تتحدث معى السيدة منار تقول.. أنا أم فى الثلاثين من عمرى أعمل طبيبة ولى طفلان أكبرهما فى عمر الخمس سنوات عانيت كثيرا منذ بداية زواجى فى أن أنجز رسالة الدكتوراة بسبب أعباء البيت والأطفال وبالفعل حصلت عليه وحين انتهيت منها كان على أن أثبت نفسى فى عملى إلا أننى لا أستطيع ذلك بسبب أطفالى فأنا أضطر لأخذهما معى إلى المستشفى وإضافة إلى تعرضهما للعدوى أكثر من مرة لتواجدهما فى مكان مثل ذلك إلا أننى اخذت أكثر من جزاء ولفت نظر بسبب تواجدهما ولعبهما أو لتخصيصى إحدى الممرضات لرعايتهما.. أضيفى إلى ذلك نظرة زملائى الرجال لى وسخريتهم المستمرة.. وللأسف ليس لدى أقارب أستطيع ترك أطفالى عندهم، ومرتبات الحكومة لا تسمح لى بأن أدخلهما حضانة محترمة أو أن أجلب مربية فى البيت ولا استطيع بعد كل ما عانيته فى سنوات الدراسة أن أترك العمل وأجلس بالبيت.. أليس من الممكن تخصيص غرفة أو اثنتين فى أى شركة أو مؤسسة لتستوعب تلك المشكلة ويمكث بها أبناء العاملات مع تخصيص عدد من المربيات لرعايتهما.. أعتقد أن هذا الحل غير مكلف للدولة وغير صعب وسيوفر أكثر من فرصة عمل جديدة ويجعل عطاء المرأة فى عملها أعظم وأهم لأنها ستعمل بعقل خال من القلق والمشكلات.
∎ نصف أسبوع عمل
أما أمانى.. سيدة شابة فى أواخر العشرينيات تعمل فى مؤسسة حكومية كموظفة إدارية لديها طفل عمره عام وتسرد مشكلتها كمشكلة عامة يشترك بها أغلب زميلاتها فى المؤسسة وتشركنا فى الحل الذى توصلنا إليه.. تقول المشكلة تتلخص فى أننا نجلس طوال اليوم فى العمل بلا عمل حقيقى فنحن عددنا سبعة فى نفس الغرفة، والعمل الموكل إلينا يحتاج لإنجازه اثنين أو ثلاثة على الأكثر.. والعمل بالنسبة لى ليس سوى وسيلة لشغل الفراغ والراتب شىء ثانوى ولدى بيت وطفل يحتاج إلى رعايتى ولكننى أخشى الملل لو جلست فى المنزل وأخاف أيضا أن أحتاج إلى وظيفتى فى المستقبل فلا أجدها فكرنا كثيرا ووجدنا حلا مناسبا لماذا لا نقتسم أنا وزميلاتى أيام العمل أى يحضر نصفنا.. ثلاثة أيام فقط فى الأسبوع بالتبادل ونتقاضى نصف الأجر الحالى بهذه الطريقة نستطيع أن نوفر فرص عمل أكثر لسيدات فى نفس ظروفى ولن نمثل أى عبء مالى على الشركات هذا بالإضافة إلى شىء مهم جدا تلك الفكرة من الممكن أن تحقق بعض السيولة المرورية وعدم الاختناق فى وسائل المواصلات.
∎ ربة منزل سعيدة
تقول مدام حنان.. أنا ربة منزل فى عمر الثلاثين لم أرغب فى النزول إلى العمل وترك أولادى بمفردهم فضحيت بمستقبلى المهنى من أجلهم ولكن مع مرور الوقت بدأت أن أشعر بالملل وعدم الرضا عن نفسى فلدى وقت فراغ كبير لا انجز فيه شيئا مهما.. والحقيقة فكرتى التى سأطرحها قررت تنفيذها كمشروع خاص بى.. قررت فتح مركز متنوع الأنشطة خاص فقط بالمرأة وأطفالها يوفر فرص تعلم الأشغال اليدوية أو الرسم أو العزف على الآلات الموسيقية.. بالإضافة إلى صالة رياضية ومكتبة ومكان للعب الأطفال، بهذه الطريقة تستطيع أى ربة منزل أن تعمل أشياء مفيدة مع أطفالها وتطور منهم ومن نفسها فى نفس الوقت بالإضافة أيضا إلى توفير فرص عمل للخريجين الجدد من الكليات الفنية والرياضية.. وتضيف أهم شىء فى هذا المشروع أن يتم فتحه فى كل منطقة فى جمهورية مصر العربية لأن مشروعا كهذا سيساهم بشكل كبير فى ترقية الذوق العام واكتشاف المواهب عند الكبار والصغار ويجب أن تكون تلك الخدمة مقدمة من الدولة بتكاليف معقولة غير مبالغ فيها مثل المراكز الخاصة حتى لا تكون عبئا على ميزانية الأسرة المصرية.
∎ مواصلات حريمى
السيدة هند.. فى الثلاثين من عمرها.. تقول أنا أعمل بائعة فى محل أستقل يوميا الأتوبيس حتى مكان عملى وأتعرض للتحرش يوميا لدرجة أننى كرهت العمل والنزول إلى البيت.. الحكومة تعلم جيدا أن المواصلات سواء الأتوبيس أو الميكروباص مزدحمان للغاية وتعلم أيضا أننا إذا أردنا القضاء على مشكلة التحرش نحتاج سنوات وسنوات.. لماذا لا يتم تخصيص أتوبيسات للسيدات مثل عربات المترو.. الفكرة ليست صعبة أو مستحيلة إنها فقط تحتاج بعض التنظيم.. الناس فى مصر لا تبحث عن دستور أو ديمقراطية أو انتخابات رئاسية نزيهة بقدر ما تحتاج إلى أن الحياة اليومية تصبح أيسر وأرقى.
∎ بيبى سيتر حكومى
تقول السيدة ندى.. موظفة فى بنك فى أواخر الثلاثينيات، أنا أم لثلاثة أطفال ولا يستطيع أحد أن يتحمل ثلاثة أطفال بالإضافة إلى أعبائه الأخرى وأنا لا أحب الاعتماد على أحد فى تفاصيل حياتى اليومية.. وعملى مجهد ويحتاج إلى عدد ساعات طويلة ولا يستطيع البيت الاستغناء عن راتبى.. فلم يكن أمامى حل إلا الاعتماد على الخادمات والمربيات وتلك هى المأساة بعينها، فالخادمات فى مصر أسوأ شىء ممكن أن يقابلك، فبالإضافة إلى مشاكلهم المتكررة ومشاكل مكاتب التخديم وعدم الاستقرار والفراغ الذى تتركه كل خادمة حتى تأتى من بعدها، اضف إلى ذلك الظروف الأمنية التى نعيش بها الآن التى تجعل تركى لأولادى مع الغرباء كابوسا يوميا لا أفيق منه وأتوقع كل يوم حدوث مصيبة مثل التى نقرأ عنها لماذا لا تقوم الحكومة بفتح شركة حكومية لإرسال الخادمات والمربيات إلى المنازل يكون بها جزء متخصص للاستعلام عن الأسرة المتقدمة لطلب الخادمة.. وجزء آخر متخصص للاستعلام عن الخادمات.. وجزء متخصص بتدريب الخادمات وآخر للمربيات لضمان مستوى الخدمة سواء للمنزل أو للأطفال وأن تكون الشركة حكومية نستطيع أن نضمن أيضا أسعارا مناسبة.. تخيل هذه الفكرة كم من الممكن أن تحل من المشكلات المتعلقة بالأمان أو الأسعار وستوفر فرص عمل لقطاع كبير من النساء وسيضفى بعض الاحترام لهذه المهنة التى ظلمت كثيرا على الرغم من أهميتها القصوى.
∎ جوازة على الموضة
سارة آنسة لها وجهة نظر أخرى أنا فتاة فى منتصف العشرينيات مخطوبة منذ عامين ويتوقع أن تطول الخطوبة لعامين قادمين أو ننفصل تماما هذا لأن عائلتى وعائلة خطيبى لا تمتلكان المال الكافى لاتمام الزواج وليس نحن الأبناء الوحيدين، فلدى أخوة ولخطيبى أيضا أى أن المأساة ستتكرر أكثر من مرة.. ومشكلتنا تتلخص فى التقاليد الباليةالتى تخاف العائلتان أن تتنكرا لها خوفا من كلام الناس.. ولكن إذا أصبح التنكر للتقاليد عرفاً عاما يسايره كل الناس لن يتردد أحد فى إتمام الزواج فكرتى أن يتم طرح حملة قومية تدعو للزواج بأقل التكاليف دون فرح.. دون شبكة.. دون نيش يتم الزواج فى شقة استوديو غرفة وصالة.. هل تتخيلين حجم المبالغ التى ستوفر إذا طبقت تلك الفكرة.
بما أن امرأة سعيدة تعنى رجلا سعيدا.. ورجل سعيد يعنى رجالاً منتجا.. ورجل منتج يعنى أسرة أطفال أفضل.. أطفال أفضل يعنى مستقبلا مشرقا وحمل بالخيرات.. مستقبل مشرق يعنى مصر أجمل.. إذا أسرة سعيدة تعنى مصر أجمل.