ابتهالية جميلة لجارة القمر لله تعالى، إله الخير والمحبة الذى يرسل للإنسان احتياجاته الروحية والمعنوية والمادية بطرقه الخاصة وفى الوقت المناسب الذى يراه هو بحكمته اللامتناهية. كيف؟، وأين؟ ومتى؟ ولماذا؟ كلها أسئلة لا يجب أن نشغل بالنا بها لأن منبع الخير والإحسان الذى فى السموات يدبرها لنا فى حينها الحسن. فقط نؤمن بأنها قادمة وأنه لا ينسانا ويهتم بكل احتياجاتنا ويحل كل مشكلاتنا ويذلل كل صعاب حياتنا. الأغنية جاءت فى توزيع كورالى أوبرالى رائع استخدم فيه الرحبانيان أصوات الكورس استخداماً مذهلاً يندر أن يتكرر فى الأغانى العربية والموسيقى الشرقية عامةً. الأغنية قدمت فى مسرحية (المحطة) عام 3791.. تبدأ الابتهالية بنغمة حالمة تشدو معها الفيروزة أنه مهما تأخر الذى ننتظره فهو قادم فى وقته الصحيح. الخير قادم ولن يضل طريقه إلينا، علينا فقط أن ننتظره وسيطل بغتة من خلف الضوء ومن خلف الغيم ليعيد الفرح لحياتنا. تبدأ (سفيرتنا إلى النجوم) كما أُطلِقَ عليها بحق فى الابتهال لله تعالى وتصفه بأنه (بحر الليل) وهو تشبيه غريب بعض الشىء ولكنه يحمل معه معانى الاتساع اللامتناهى الذى نعجز عن سبر أغواره العميقة بعقولنا البسيطة فيظل بالنسبة لنا محوطاً بالأسرار والغموض. تقول الفيروزة لبحر الليل إن إيمانها ساطع به ولا يمكن أن يضعف ( لاحظ التقابل بين كلمتى الليل وساطع). وأنها تؤمن بصانع عجائب الشمس والمدى أو الفضاء الواسع والليل نفسه بكل ما به من غموض. وأن إيمانها لا يتكسر ولا يضعف لأنها تعلم أن الخالق المبدع لا ينساها. يدخل الكورس فى خط الأغنية فى تناسق رائع ليكرر كلمات الأغنية وتتداخل أصواته مع جارة القمر. تفسر الفيروزة لنا سر إيمانها فتقول أنها تؤمن أن الفرح الواسع مترامى الأرجاء قادم، وأن الربيع لا بد أن يقبل ويظهر من خلف العواصف. وتختم رسالتها الواثقة أنها وإن كبرت أحزانها ونسيها الكل فإنها واثقة من الخالق المحب أنه لم ولن ينساها أبداً. تعود أصوات الكورس فى إطار أكثر روعة وتوزيع مبدع لا يستطيعه إلا الرحابنة الكبار (المعلمين) كما كان يدعوهما عن حق الموسيقار الراحل عمار الشريعى. هذا التوزيع تداخلت فيه الأصوات الرائعة مع صوت الفيروزة هبة السماء ليضع نهاية ملحمية لهذه الومضة الجمالية القصيرة المذهلة ويتركنا وقد تشبعنا بالأمل والثقة بأن الأيام القادمة ستحمل لنا الخير الذى سيصل لنا بغتة من خلف كل العواصف المحيطة بنا ويضىء أيامنا. مهما اتأخر چايى مابيضيع اللى چايى عا غفلة بيوصل من خلف الضو من خلف الغيم ما حدا بيعرف ها اللى چايى كيف يبقى چايى إيمانى ساطع يابحر الليل إيمانى الشمس... المدى... والليل مابيتكسر إيمانى ولا بيتعب إيمانى إنت اللى مابتنسانى الكورس: إيمانى ساطع......... ∎∎ أنا إيمانى الفرح الوسيع من خلف العواصف چايى ربيع إذا كبرت أحزانى... نسينى العمر التانى إنت اللى ما بتنسانى ∎ الكورس وفيروز: (إيمانى ساطع.........) ؟ ∎ أومن تبدأ الأغنية بأصوات الكورس الكنسى يعلن إيمانه أنه يرى فى الحبات الوادعات قليلة الأهمية مستقبلها الزاهر بعدما ستزهو وتتفتح عن جنات وارفات من أشجار مثمرة. ويؤكد أن سراج الفجر سيعلو بعد ظلمات الليل عاتى الأمواج. ويجدد إيمانه بأن القلب الملقى فى الأحزان سيفرح فى النهاية ويلقى الاطمئنان والدعة والحنان. وبينما يصدح الكورس بأن يقينه كله إيمان.. تتداخل جارة القمر معلنة إيمانها بالمستقبل لأن هناك شفاها لأناس أتقياء تتلو الصلاة وقت المعاناة والريح الهوجاء، صلاة نابعة من القلب لا بد وأن تلقى استجابة الله المحب الذى يصغى لنا من خلف صمت الكون المقفل. وتؤكد لنا أنها ترى الأضواء صافية وتتعالى حولها الألحان السماوية عندما ترنو للسماء طالبة العون من مصدر العون، وتتعالى صيحتها أن كلها إيمان لتتداخل معها أصوات الكورس مكررة هذه الكلمات لتؤكد لنا أن فجر الأيام القادمة سيبدد طبقات الظلام المتراكمة التى أطبقت على نفوسنا ووطننا. أومن أن خلف الحبات الوادعات ... تزهو جنات أومن أن خلف الليل عاتى الأمواج... يعلو سراج أومن أن القلب الملقى فى الأحزان ... يلقى الحنان كلى إيمان ... إيمان... إيمان أومن أن خلف الريح الهوجاء شفاه... تتلو الصلاة أومن أن فى صمت الكون المقفل... من يصغى لى إنى إذ ترنو عيناى للسماء تصفو الأضواء... تعلو الألحان كلى إيمان ... إيمان ساعدنى يا نبع الينابيع ابتهالية أخرى للرحبانيان لله تبارك اسمه بصفته نبع المعونة والمساعدة، غنتها فيروز التى لعبت دور الفتاة (غربة) فى مسرحية (جبال الصوان) عام 9691 الفتاة (غربة) عادت إلى جبال الصوان وطنها بعد طول اغتراب لتساعد أهلها البسطاء غير المسلحين فى الكفاح ضد المحتلين الغزاة المسلحين بقيادة القائد الغاشم (فاتك المتسلط). غربة هى آخر سلالة عائلة استشهدت بأكملها أثناء مقاومة الغزاة، ورغم علمها ويقينها أن مصيرها المحتوم هو الموت على بوابة جبال الصوان كأبيها (مدلج) وباقى العائلة المنذورة للاستشهاد على هذه البوابة، رغم يقينها أن الاستشهاد هو مصيرها إلا أنها عادت لتموت ويعيش وطنها. ابتهلت غربة لنبع الينابيع لا لكى ينقذها من مصيرها المحتوم بل لكى يساعدها لتنقذ وطنها الغالى وأهلها الذين أحبتهم حتى المنتهى. نلمح فى هذا ومضة تذكرنا بتأثر الرحابنة ولو فى عقلهم الباطن بصلاة السيد المسيح الأخيرة على جبل الزيتون قبل صلبه حيث ابتهل لكى يساعده الأب السماوى أن يكمل رسالته لا لكى يهرب من مصيره الذى كان يعلمه علم اليقين منذ بدأ رسالته. هذه الأغنية الابتهالية لا يمكن تصورها أو تصديقها إلا بالصوت والأداء الملائكى لجارة القمر. تشترك هذه الأغنية مع ابتهالية (يا ساكن العالي) من مسرحية (أيام فخر الدين) فى خاصية مهمة هى كونهما أقرب إلى النثر منهما إلى الشعر. تبدأ الأغنية بنغمات بسيطة للبيانو تدخل بعدها فيروز وتبدأ فى الابتهال لنبع الينابيع وسيد العطايا أن يساعدها. تقول لها أنها ما أتت إلا طاعة لأوامره هو الذى أرسلها لتعود لوطنها الغالى بعد طول غيبة قاطعة المسافات البعيدة على مر الليالى الطويلة لتحكى لأبناء وطنها عن حب الخالق المنّان وعن كرمه الذى لا يبرح بالها. تذكر لنا (غربة) إحسانات الله الذى يعول العصافير التى تلعب وتقتات وتطير فى حقول الخالق الواسعة، كما يروى ظمأ اليمامة الوديعة التى تشرب من نبعه فى الصباح الباكر. تستطرد الفيروزة فى سرد إحسانات مبدع الكون فتقول له إن الراعية السعيدة المنطلقة فى حرية فى براح مراعيه هى أغنية من عينيه وأن حتى شجرة الحور التى تقف وحيدة فى الغابة تقف واثقة لأنها تتطلع إلى السماء، إلى وجه الخالق الوحيد الذى يهبها عونه. تنحو الكلمات إلى منحى آخر عندما تتذكر (غربة) الناس الموعودين بالخلاص الذين ضيعهم الضباب وضلوا الطريق للخلاص. وتنهى (غربة) الأغنية بالتوسل فى رقة شديدة لنبع الينابيع أن يساعدها. ساعدنى يا نبع الينابيع... ياسيد العطايا... ساعدنى... ساعدنى؟ وديتنى جيت.. قطعت الليالى عن حبك حكيت وكرمك ببالى العصافير بتلعب وبحقولك بتطير واليمامة بتشرب من نبعك بكير الراعية السعيدة غِنّية من عينيك والحورة الوحيدة عم تتطلع عليك الناس الموعودين ضيعهن الضباب وعيون المقهورين سهرانة عاالأبواب من غيرك أنا وحيدة خدنى بإيدى... واجعلنى أنا قصة الموعودين... قنديل التعبانين وفوق البيوت المهدومة ضوى فجر الناطرين حبر الرسالة... والع ببالى حبر الرسالة... أمانة ببالى أمانة ببالى... أمانة ببالى... حبر الرسالة يانبع الينابيع... يا سيد العطايا ساعدنى .......