احتشد آلاف المصريين بشوارع وميادين مصر للاحتفال بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر المجيد فيما حاول تنظيم الإخوان وأنصاره تعكير صفو الاحتفالات الرسمية والشعبية من خلال مسيراتهم الاحتجاجية «غير السلمية» لاحتلال الميادين والمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى مهما كلفهم هذا الأمر من إراقة المزيد من الدماء وإثارة الفوضى والتخريب وممارسة العنف والقتل. إلا أن قوات الشرطة المكلفة بتأمين الاحتفالات بمعاونة الجيش، تصدت بقوة وحسم لتلك المسيرات التى دعا إليها التحالف الوطنى لدعم الشرعية فكشفت عن تراجع شعبية الإخوان بدرجة كبيرة وفشل قدرتهم على الحشد لدعم شرعية زائفة أطاح بها طوفان 30 يونيو.
∎ اشتباكات رغم الاحتفالات
رغم الاحتفالات الكرنفالية التى تصدرت المشهد إلا أن الاشتباكات التى دارت بين أنصار تنظيم الإخوان من ناحية، وقوات الأمن والأهالى من ناحية أخرى أضفت على المشهد بعض الحزن على القتلى والمصابين الذين سقطوا جراء ذلك، ورصدت «صباح الخير» أهم هذه الاشتباكات التى وقعت بمختلف ميادين مصر وكيف تصدت لها الأجهزة الأمنية.
تمكنت قوات الأمن من إحباط محاولتين لاقتحام ميدان التحرير من قبل مسيرتين لأنصار تنظيم الإخوان، المحاولة الأولى كانت اقتحام الميدان من ناحية مستشفى قصر العينى.
أما المحاولة الثانية فكانت اقتحام الميدان من ناحية ميدان طلعت حرب إلا أن قوات الأمن تمكنت من منع مسيرة الإخوان من اقتحام ميدان التحرير، ونجحت فى تفريقهم.
وفى منطقة «السيدة زينب»، قام الأهالى بمطاردة أعضاء تنظيم الإخوان وأجبروهم على الفرار.
وشهد حى الدقى اشتباكات عنيفة بين أهالى الحى والمشاركين فى مسيرة لأنصار تنظيم الإخوان بسبب تعمد الإخوان كتابة عبارات مسيئة للجيش على جدران المنازل والأسوار.
كما وقعت فى حى الأزهر اشتباكات بين سكان الحى ومسيرة لأنصار تنظيم الإخوان، انطلقت من مسجد «الرحمن الرحيم» بطريق صلاح سالم، بعد ترديد الإخوان لهتافات معادية للشرطة والقوات المسلحة.
وشهدت منطقة شبرا اشتباكات بين سكان المنطقة ومسيرة لأنصار تنظيم الإخوان، بعد قيام بعض المشاركين فى المسيرة بتعطيل حركة «مترو الأنفاق» بمحطة كلية الزراعة.
أما الاشتباكات التى شهدها ميدان رمسيس القريب من ميدان التحرير، فتعد أكثر الاشتباكات عنفا، حيث تحول الميدان لساحة حرب بعد أن قام أحد المشاركين فى مسيرة لأنصار تنظيم الإخوان بإطلاق أعيرة خرطوش على قوات الأمن والأهالى مما أدى إلى وقوع إصابات، فيما تمكنت قوات الأمن من تفريق المسيرة وأجبرت المشاركين بها على التراجع من ميدان رمسيس إلى غمرة.
وفى مدينة نصر، قام العشرات من أنصار تنظيم الإخوان بقطع الطريق بشارعى مصطفى النحاس وعباس العقاد وتعمدوا تعطيل حركة المرور، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من السيطرة على الموقف وقاموا بفتح الطريق أمام المارة وحركة السيارات.
ولم يختلف الأمر كثيراً خارج محافظتى القاهرةوالجيزة، ففى الإسكندرية وقعت اشتباكات بين الأهالى وأنصار تنظيم الإخوان بمناطق متفرقة من الإسكندرية.
وتكرر نفس مشهد الاشتباكات بين الأهالى ومسيرات أنصار تنظيم الإخوان فى محافظات ومدن أخرى، مثل السويس وبورسعيد والبحيرة ودمياط والغربية والفيوم وسوهاج والمنى والوادى الجديد.
∎ تعكير أجواء ذكرى النصر
وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم: إن بعض الكيانات غير الشرعية - التى كشف الشعب المصرى زيفها وتطرفها - أصرت على ترويع الآمنين من خلال دعوات لفعاليات غير مسئولة تزامناً مع احتفالات نصر أكتوبر المجيد، إلا أن الأجهزة الأمنية تصدت بشكل حاسم لتلك المحاولات التى استهدفت احتلال ميادين التحرير (بوسط القاهرة)، والنهضة (غرب)، ورابعة العدوية (شرق) من ناحية، وتعكير أجواء الاحتفالات بشكل متعمد من ناحية أخرى.
ونوه وزير الداخلية بالجهود الأمنية التى بذلتها جميع أجهزة الوزارة حالياً لإقرار الأمن فى إطار سعيها لفرض الأمن والاستقرار فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها البلاد وتواجه خلالها العديد من التحديات الصعبة التى تفرضها حروبها الشرسة ومواجهاتها العنيفة مع العناصر الإرهابية والتنظيمات المتطرفة.
من جانبه، كشف مصدر أمنى مسئول بوزارة الداخلية عن قيام مجموعات من المنتمين لتنظيم الإخوان «يوم الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر» بإثارة الشغب بمناطق الدقى وبين السرايات بمحافظة الجيزة والتعدى على عدد من سيارات المواطنين وإضرام النيران بمكتب مرور الدقى وتحطيم واجهات مركز البحوث الزراعية وهيئة النظافة والتجميل وعدد من المحال التجارية والاشتباك مع المواطنين قاطنى تلك المناطق وإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش بكثافة.
وأضاف: إن قوات الشرطة تدخلت وتعاملت مع الموقف وتمكنت من إحكام السيطرة وضبط 180 من العناصر المتورطة فى تلك الأحداث وبحوزة عدد منهم بندقية آلية وخرطوش، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، لافتا الانتباه إلى قيام مجموعات أخرى بإثارة الشغب بشارعى رمسيس والجلاء، وشارع الكورنيش ومنطقة فم الخليج بمحافظة القاهرة، والتعدى على المواطنين مما نتج عنه حدوث اشتباكات بين الأهالى وأنصار تنظيم الإخوان التى استخدمت الأسلحة النارية والخرطوش، فتدخلت على إثرها قوات الشرطة لفرض السيطرة على هذه الاشتباكات مستخدمةً الغاز المسيل للدموع مما حال دون تفاقم التداعيات.
وأفاد المصدر بأن جهود الأجهزة الأمنية أسفرت عن ضبط 344 من المشاركين فى تلك الأحداث وبحوزة أحدهم بندقية آلية فيما أسفرت الاشتباكات عن وقوع عدد من الوفيات بلغ 35 قتيلا بمحافظات القاهرةوالجيزةوالسويس والمنيا وبنى سويف، وإصابة172 آخرين تم نقلهم بسيارات الإسعاف إلى المستشفيات لتلقى العلاج.
∎ عودة العنف
من جهته، أعرب مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى اللواء أشرف عبدالله عن أسفه للاشتباكات التى أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين أثناء احتفال الشعب المصرى بانتصارات أكتوبر المجيد، قائلا: إن أحداث العنف عادت مرة أخرى بسبب محاولات أنصار تنظيم الإخوان الخروج فى مسيرات «غير سلمية» لإفساد فرحة المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر ومحاولاتهم الفاشلة لاقتحام الميادين للاعتصام بها.
وأضاف عبد الله: إن الميادين والشوارع فى مصر ستعود إلى طبيعتها بعد انتهاء الاحتفالات لكن قوات الأمن ستظل محتفظة بالاستعداد الكامل للتعامل السريع مع أى حدث غير متوقع، مشيرا إلى أن جميع القيادات الإشرافية فى جميع الأجهزة الأمنية على مستوى المحافظات ستقوم بالمرور على الخدمات بشكل دورى للاطمئنان على الحالة الأمنية.
ورأى شفيق أن جميع محاولات عناصر الإخوان لإفساد فرحة احتفالات المصريين بانتصار أكتوبر المجيد باءت بالفشل، مشددا على أن وزارة الداخلية ستتصدى بكل حزم وحسم لإفشال مخطط إفساد فرحة الشعب المصرى وجارٍ استمرار الجهود الأمنية لضبط جميع العناصر المثيرة للشغب واتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين المنشآت والممتلكات العامة والخاصة لتفادى حدوث أى عمليات تخريبية.
وعلق مدير مركز الجمهورية للدراسات والسياسات الاستراتيجية سامح سيف اليزل قائلا: إن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ستظل رمزا للنصر وتاريخا أبديا للعزة والكرامة وباعثا على الفخر فى تاريخ مصر والأمة العربية، منوها أن إصرار الإخوان على إثارة الفوضى والعنف فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد هو الإعلان الأخير بوفاتهم وخروجهم عن الصف الوطنى بدليل إصرارهم على الخروج فى مسيرات غير سلمية بأسلوب يتنافى مع أبسط مشاعر الوطنية والانتماء.
وخلص إلى القول إن هذه المسيرات خرجت لتفسد على المصريين فرحتهم بذكرى انتصار أكتوبر المجيد، معتبرا أنها ستضاف إلى جرائم جماعة الإخوان المسلمين التى لفظها الشعب المصرى وأسقط مشروعها القمعى لحكم مصر.