«التايمز 2024»: جامعة طنطا ال4 محليًا.. وبالمرتبة 66 عالميًا في «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»    حماة الوطن: احتفالنا بإحياء مسار العائلة المقدسة استكمال لجهود الدولة    موعد التقديم للالتحاق بمدرسة مياه الشرب بمسطرد في القليوبية 2024    مصرف قطر المركزي يثبت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية للمرة السابعة توالياً    عمال مصر: مؤتمر الأردن سيشكل قوة ضغط قانونية وسياسية على إسرائيل    إبراهيم عيسى منفعلًا على رد حماس بشأن المقترح الأمريكي لهدنة غزة: «خلل وجنون»    مفوضية الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للاجئين.. وتؤكد أن مصر أوفت بإلتزاماتها    النمسا.. 29 سبتمبر موعدا لإجراء انتخابات البرلمان    كين: منتخب إنجلترا يشارك فى يورو 2024 لصناعة التاريخ ولكن الطريق صعب    قائمة بيراميدز لمواجهة سموحة في الدوري المصري    يورو 2024| البرتغال تبحث عن إنجاز جديد في عهد رونالدو «إنفوجراف»    سموحة يحشد نجومه لمواجهة بيراميدز    بديلا ل ناتشو.. نجم توتنهام على رادار ريال مدريد    أول تعليق من عصام صاصا بعد الصلح مع أسرة ضحية الدهس :«عملت اللي عليا»    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثتين فى المعادى    بالأسماء.. إصابة 5 أشخاص في انقلاب «ربع نقل» على طريق القاهرة - أسوان الزراعي    والد حسام حبيب يوجه رسالة للفنانة شيرين عبد الوهاب بعد خطوبتها.. ما القصة؟ (خاص)    وزير الآثار السابق: مصر استقبلت 14.7 مليون سائح فى 2010.. و60% منهم يقصدون السياحة الشاطئية (صور)    أحمد جمال سعيد يستعد لتصوير مسلسل «وتر حساس» (تفاصيل)    «العناني»: مصر تتميز بمقومات أثرية وتاريخية تجعلها قبلة للسياح الأجانب    رئيس هيئة دعم فلسطين: تقرير الأمم المتحدة دليل إدانة موثق على جرائم الاحتلال    أدعية في سابع ليالي ذي الحجة.. رددها باستمرار لزيادة الرزق    وكيل «صحة الشرقية» يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات بمستشفى كفر صقر    5 فئات ممنوعة من تناول لحمة الرأس في عيد الأضحى.. تسبّب مخاطر صحية خطيرة    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة يتم وفقا للمعايير الدولية    وزير الاقتصاد الألماني يعول على المفاوضات لتجنب فرض عقوبات جمركية على الصين    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    الهروب من الحر إلى شواطئ مطروح قبل زحام العيد وارتفاع نسب الإشغال.. فيديو    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    راية أوتو تطلق سيارات إكس بينج الكهربائية لأول مرة في مصر    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    هيئة الدواء تعلن تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق المستحضرات الطبية في عيد الأضحى    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    "يورو 2024".. البرنامج الكامل من الافتتاح حتى النهائي    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    رئيس جامعة أسيوط يفتتح صيدلية التأمين الصحي لمرضى أورام الأطفال    كريم قاسم يشارك في العرض الخاص لفيلم "ولاد رزق 3 - القاضية" | صور    «الخدمات البيطرية» توضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    حسن مصطفى: تصريحات حسام حسن تحتاج للهدوء وأداء المنتخب يتطلب تحسينات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البيت الأبيض بلا نفوذ على مصر وجيشها
نشر في صباح الخير يوم 20 - 08 - 2013

أجرت الصحافة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية مقارنة غير مباشرة بين الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، والرئيس الأمريكى باراك أوباما وذلك فى محاولة لرصد تطور العلاقات المصرية - الأمريكية فى الفترة الأخيرة.

ولعل عرض ما نشرته بعض من هذه الصحف يساعد - على الأقل - فى تبين وجود تأرجح وربما خلاف داخل دوائر صناعة القرار فى الإدارة الأمريكية تجاه حليف استراتيجى فى الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد - بطبيعة الحال - أننا نحتاج إلى الاهتمام كثيراً بمخاطبة الآخر بدلاً من الاستمرار فى التحدث لأنفسنا!

إدارة غير فعالة

وأبدأ بكلمات صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) التى أشارت إلى أن إدارة أوباما وإن كانت قد شددت وصعدت من لهجتها ضد مصر، إلا أنها لم تعلن عن عقوبات.. مما جعل منتقديها يؤكدون أن السياسة الأمريكية (غير فعالة)، حتى إنها قللت من أهمية الغاء مناورات النجم الساطع بين الجيشين المصرى والأمريكى.

وفى هذا الصدد ذكر جوشو شناتشير - الأستاذ بجامعة كينت والمهتم بالشأن المصرى - أن إلغاء المناورات - التى كان من المزمع البدء فيها خلال شهر سبتمبر المقبل- ليست ذات خطورة كبيرة فى مسيرة العلاقات المصرية - الأمريكية، خاصة أن هذه المناورات - فى الأساس - هى استعراض تجارى لمعدات الجيش الأمريكى، وإن كان إلغاؤها سيؤثر على الصناعة العسكرية الأمريكية، موضحاً أنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها إلغاء المناورات المشتركة فقد سبق من قبل إلغاؤها عام 2011، مشدداً أن هذه المناورات كان من المرجح إلغاؤها نظراً للاضطرابات الأمنية فى مصر خلال الفترة الأخيرة.

وذكرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن الاضطرابات فى مصر دمرت هيبة ومصداقية أوباما فى الشرق الأوسط، بل إنها جعلت البيت الأبيض بلا سلطة أو نفوذ على مصر.

وأوضحت الصحيفة أن قرار تعليق مناورات (النجم الساطع) يحمل حفنة من المخاطر التى تؤثر على إشكالية العلاقة بين واشنطن والقاهرة.

ونظرت الصحيفة لمحاولات واشنطن البقاء على الحياد تجاه الجيش ومناصرى الرئيس المعزول بأنها أدت إلى انعدام تأثير إدارة أوباما على الأوضاع فى المنطقة - خاصة بعد الكلمة التى وجهها العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- مما جعل البعض ينظر إلى سياساتها باعتبارها (بلا مبادئ)!.

واعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن أوباما استخدم أحد أساليب الضغط ل (توبيخ) الحكومة المصرية، موضحة أن الإدارة الأمريكية تواجه خياراً صعباً بين دعم جنرالات الجيش المصرى والإعلان صراحة أن العلاقات المصرية - الأمريكية لا يمكن الدفاع عنها.

وفى مقال ل مارك لينش - أستاذ العلوم السياسية - بمجلة (فورين بوليسى) قال «إن جهود الإدارة الأمريكية فى حفظ قنوات الاتصال مع الجيش المصرى ومحاولة التوسط لحل الأزمة وتمهيد الطريق لعملية سياسية ديمقراطية جديدة باءت بالفشل»، مشدداً على أن «النظام العسكرى الجديد جزء كبير من الشارع المصرى وهم يريدون من الولايات المتحدة أن تتركهم وشأنهم، وعلى واشنطن - هذه المرة - أن تحقق لهم رغبتهم».

أما مجلة (نيوزويك) فأعلنت صراحة أن أوباما (فقد نفوذه فى مصر) واصفة البيت الأبيض بأنه فقد سلطته على الجيش المصرى وهى الأزمة الأولى من نوعها - على حد وصف المجلة الشهيرة - التى تواجه العلاقات الثنائية بين البلدين خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

* الجنرال القوى..

وعلى ذكر مجلة (نيوزويك) وتحليلاتها، فإنها أفردت أيضاً تقريراً إنسانياً مطولا تحت عنوان (الجنرال الهادئ..) عن الفريق السيسى ونشأته، ورؤيتها لشخصيته وأسلوب حياته قائلة «بعد أكثر من شهر على الإطاحة بمرسى، لايزال السيسى غامضاً مثل نظارته الداكنة، لكن لاشك أن مصر تملك الآن رجلاً قوياً جديداً».

ورصدت المجلة المعروفة انتشار صور الفريق السيسى فى شتى ربوع مصر حتى أنها باتت أكثر من هدايا أبوالهول التذكارية، على حد وصف المجلة.. مؤكدة أن فهم شخصية السيسى ضرورة للإجابة عن سؤال (إلى أين تتجه مصر؟).

وذكرت المجلة أن السيسى نشأ فى حى الجمالية بوسط العاصمة المصرية وسط أسرة متدينة - شأنها شأن الغالبية العظمى من المصريين - حيث كان والده يمتلك بازاراً فى منطقة خان الخليلى التاريخية يحمل اسم (السيسى) ويديره الآن شخص يدعى حسين والذى تحدث عن والد الفريق السيسى الذى عاصره لفترة طويلة، وهو يرى أن وزير الدفاع نسخة من والده الذى كان يحب القراءة خاصة فى التاريخ والقانون والاستماع الى أغانى أم كلثوم، وهو شخص محافظ لكن غير متطرف وكان لديه 3 أبناء و5 بنات وكلهم جامعيون.

وقالت المجلة إن أسرة السيسى كانت تطلق على ابنها لقب (الجنرال) منذ صغره وأن الابن أخذ عن والده كيفية الحديث مع أى شخص دون تفرقة، فقد كان يعرف كيف يتعامل مع العامل والطبيب، وفى نفس الوقت كان قادراً على استنتاج ما يريد أن يقوله الشخص بمجرد أن ينظر فى عينيه، ولكنها أوضحت أن وزير الدفاع - على عكس والده - نادراً ما يمزح ويمكنه الجلوس لفترة طويلة دون أن يتحدث، أى أنه مستمع جيد للآخرين.

وأشارت المجلة إلى أنه فى مايو الماضى اجتمعت نخب من المثقفين والصحفيين والفنانين مع السيسى فى مناسبة عسكرية وشجعوه على التدخل لكنه طالبهم بعدم التعجل.. حتى جاءت اللحظة المناسبة ليعطى السيسى مرسى والإخوان الحبل الذى شنقوا به أنفسهم.

ونقلت 77 فى تقريرها المطول عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن المشير محمد حسين طنطاوى ذ وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى السابق، اختار السيسى لخلافته بعد إحالته للتقاعد وانتخاب مرسى رئيساً للبلاد، حيث انطلق الرئيس الجديد لتغيير قيادات الجيش، حتى إن المراقبين للمشهد المصرى تعجبوا من عدم مقاومة القيادة العليا للجيش لقراراته، دون أن يدركوا أنه كان تغييراً فى الأجيال أو ثورة داخل المؤسسة العسكرية نفسها بقيادة السيسى والذى عينه مرسى وزيراً للدفاع معتقداً - على ما يبدو - أنه لا هو ولا غيره من الجنرالات سيختلفون معه طالما أنه يحترم امتيازاتهم الاقتصادية»(!!).

وأوضحت المجلة أنه فى الوقت الذى بدأ فيه مرسى الحصول على سلطات ديكتاتورية وممارسة إقصاء لمعارضيه واندلاع أعمال شغب دموية ودخول البلاد فى مرحلة الفوضى مع انخفاض شعبية النظام، بدأ السيسى فى التصرف فى العلن كلاعب مستقل عن حكومة مرسى ودعا لاجتماع لإجراء حوار بين قوى المعارضة لنظام مرسى وجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية للجماعة - إلا أن مساعى الحوار باءت بالفشل.

وختمت المجلة تقريرها بجملة تقول «فى الخلفية، انتظر السيسى اللحظة المناسبة بصمت، ثم خرج أخيراً - مثل والده - من بازاره إلى النور ليكشف ما كان يبنيه بعناية».

عموماً فإن تحليل المجلة الأمريكية الشهيرة فى رؤيتها للفريق السيسى يكشف بصورة أو بأخرى أن فضيلة الصمت والاستماع التى تمتع بها هذا الرجل كانت السلاح الأقوى فى دراسة اتجاهات الشارع المصرى الذى ضاق ذرعاً بتصرفات الجماعة والتى لم يكن لديها مشروع أو خطة للنهضة وانتشال مصر من كبوتها، فقد كانت مجرد ذراع لآخرين لتنفيذ مشروع تم التخطيط له منذ زمن، ولايزال المخططون يحاولون بشتى الطرق إنقاذ هذه الجماعة وبالتالى إنقاذ خططها فى منطقة الشرق الأوسط كله، فهى تعلم جيداً أن سقوط الجماعة فى مصر يعنى سقوط المشروع فى المنطقة بأسرها، لذا فإن الطريق لايزال طويلاً وصعباً ولكنه ليس مستحيلاً طالما استوعب الجميع هذه المخاطر وتلك المشروعات التقسيمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.