خلال زيارتها لمصر.. مايا مرسي تستقبل قرينة رئيس دولة البوسنة والهرسك    وزير التعليم ومحافظ القاهرة يفتتحان المعرض السنوي وورش عمل طلاب مدارس التعليم    أستاذ جامعي: إصلاح التعليم يتطلب تخفيض أعداد المقبولين بكليات الآداب والحقوق والإعلام والتجارة    إزالة 29 حالة تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في الشرقية    هل تنخفض أسعار المقررات التموينية خلال مايو ؟.. «التموين» تُجيب    توريد 77283 طن قمح في كفر الشيخ    الرئيس السيسي يستقبل أمير الكويت اليوم    استشهاد «حسن».. سائح تركي يطعن جندي إسرائيلي في القدس (التفاصيل)    مقتل خمسة أشخاص وإصابة العديد الآخرين جراء الفيضانات بولاية «جامو وكشمير»    حقيقة العرض الأوروبي ل محمد عبد المنعم مع الأهلي    «بكاء ومشادة».. مفارقة مورينيو تهدد صلاح بالرحيل عن ليفربول    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. «سيدات الأهلي» يواجه سان دوني    مصرع شخص دهسه قطار الصعيد في أبوقرقاص بالمنيا    الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم وموعد ارتفاع درجات الحرارة    توقعات برج الثور في شهر مايو 2024: تحديات ومشكلات على كافة الأصعدة    إحالة حرامي الهواتف بالموسكي للمحاكمة    مدبولي: العلاقات الوثيقة بين مصر وبيلاروسيا تمتد في جميع المجالات    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    رئيس "كوب 28" يدعو إلى تفعيل الصندوق العالمي المختص بالمناخ    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    فالفيردي: جاهز لمواجهة بايرن ميونيخ    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    أسعار السمك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم الثلاثاء    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    تتزعمها سيدات.. مباحث الأموال العامة والجوازات تُسقط أخطر عصابات التزوير    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    رئيس الوزراء الفلسطيني: لا دولة بدون قطاع غزة    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    "البيئة" تطلق المرحلة الثالثة من البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    ميدو يعلق على الجيل الجديد في كرة القدم    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    وزير التجارة والصناعة يرافق رئيس الوزراء البيلاروسي خلال تفقد الشركة الدولية للصناعات    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    «الثقافة» تطلق النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» للأغنية الوطنية    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السجاير «الصايصة».. الوكر فى باب البحر!
نشر في صباح الخير يوم 07 - 05 - 2013

الصدفة وحدها قادتنى لإجراء هذا التحقيق، حينما وقعت عيناى على «المنادى» الذى يقوم بتحميل الركاب فى الميكروباصات فى موقف عبدالمنعم رياض وعلى الرغم من صوته الجهورى الحاد لا تتوقع أن هذا الصوت خرج من هذا الشاب النحيل القصير الذى لا يتعدى الثانية عشرة من عمره والذى يمسك بالسيجارة ويدخنها كشاب فى الثلاثينيات من العمر!.. ومن هنا كانت وجهتى وبدأت رحلتى عندما طلب سائق الميكروباص من هذا الشاب أن يحضر له سجائر «صايصة». وعندما سمعت الطلب استوقفنى للحظات هذا الطلب واعتقدت أن السائق يستهزئ من أحد أنواع السجائر الملقبة ب «كوكو الضعيف» فوجدت خطواتى تسبقنى بالذهاب وراء هذا الشاب فوجدته مقابل 10 جنيهات قام بشراء 3 علب سجائر ماركات مختلفة وغريبة وشكلها براق وجميل والعلبة الخارجية مصنعة بشكل «شيك»، وأفضل من علب السجائر المحلية..

ولكن سعر السجائر هو ما أثار شكوكى وجعلنى أنطلق باحثة عن كيفية دخول هذه السجائر إلى مصر ومكوناتها وتحليلها من خلال الجهات المختصة.. وأنا على علم ويقين بأن كل أنواع التدخين مضرة وتأثيرها سلبى على المدخن ومن حوله، ولكن أصبحت المعادلة الآن سجائر مضرة وسجائر أكثر ضررا أو لنقل سجائر «مميتة» وسجائر «الانتحار» أو الموت السريع.. ولكن ليس الضرر الوحيد هنا هو صحة الإنسان التى بيديه اختار أن يضرها وإنما تأثير دخول هذه السجائر المهربة على صناعة السجائر المحلية والخسائر التى سنجنيها من خلال المنتج الوحيد «المصرى» 100٪ أو المنتج المحلى الوحيد الذى نستطيع القيام بإنتاجه وتصديره وهو صناعة التبغ والمعسل ... فحتى هذا المنتج «حسدتنا» عليه الصين وزاحمتنا فيه.

ومن خلال هذا الشاب النحيل الذى حمل علب السجائر المغشوشة إلى السائق تحدثت معه لكى ألتقط أسماء علب السجائر.

فأجاب: الراجل اللى هناك ده بيبيع سجاير مستوردة حلوة أوى وفى منها بالكريز، النعناع والشيوكولاتة خفيفة يعنى عشان «الحريم» تشربها.. فسألته: هى السجاير اللى معاك دى بطعم ولا عادية؟ وإيه الفرق بينها وبين المصرى.. فقال: لا يا أستاذة الرجالة زينا بيشربوا العادية من غير طعم وفى «حريم» بيقدروا عليها، أما الفرق بينها وبين المصرى فهو أن المصرى أغلى ..شكرته بشدة ومضيت فى طريقى إلى بائع موقف عبدالمنعم رياض الذى يفترش أحد الأرصفة لبيع الجرائد والسجائر وطلبت منه شراء سجائر بالكريز فقال: لأ معنديش يا أستاذة.. فرددت: يعنى معندكش سجائر صينى.. فأجاب: لا يا أستاذة.. فأخبرته أن الشاب الذى اشترى منذ قليل للسائق هو من أخبرنى عن وجود هذه السجائر لديك وعن الأطعمة المختلفة للسجائر التى تبيعها وبعد الإدلاء بمواصفات الشاب قام بعرض السجائر علىّ، وعندها تأكدت أن هذه السجائر فيها إن، وأنها تعاملمعاملة «المخدرات» وكأننى ذهبت إلى «وكر» الشراء فيه للمعارف خوفا من «الحكومة».. وبالفعل اشتريت 3 علب سجائر ب 21 جنيها لأن سعر العشرة جنيهات لسائقى الموقف فقط! ومن أسماء السجائر التى قمت بشرائها Capital , j.m , king size، وعندها التقطت بعينى أسماء سجائر مختلفة أخرى مثل تقليد «المارليبورو» اسمها Malmibo وسجائر باسم أحد الأندية العالمية اسمها «مانشيستر» بالإضافة إلىRoyal و Queen وDenver وking، وعندما سألت البائع عن الأكثر مبيعا قال: تتصدر المبيعات كل منCapital و Malimbo فسألته عن الأفضل السجائر المحلية أم هذه المستوردة فقال: والله يا أستاذة السجاير «أمزجة» فى ناس لازم تشرب نوع معين وميحبوش يغيروا وناس عادى بتدخن والسلام أنا عن نفسى جربت الاتنين الصينى «غلافها شيك» ومعبأة «بنظافة» والمصرى أغلى وعليه رسومات وزارة الصحة «التلفانة» وفى الآخر الاتنين سجاير معتقدشإن فيها النافع والتانى ضار كلها خطر على الصحة.. فطلبت منه معرفة المكان الأساسى الذى يأخذ منه البضاعة جملة حتى أساعد شابا ببيع هذه المنتجات فوصف لى المكان فى شارع رمسيس بمنطقة «باب البحر».. وبالفعل ذهبت إلى ذلك المكان وأنا على علم ببعض أنواع ماركات السجائر ولم أسأل على طريق الشارع لأن الشارع واضح من رائحة التبغ والطاولات الممتلئة بعلب السجائر مختلفة الأسعار، الأحجام، الألوان والأشكال والنكهات وعندها وقفت أمام أول طاولة سجائر وسألت البائع عن اسم علبة معينة فلم أجدها عنده وقال: هناك عند «العتيل» هتلاقى كل الأنواع والأصناف .

∎ ضبطيات المباحث

واستكمالا لمعرفة جميع خيوط السجائر الصينى ذهبت إلى اللواء أحمد موافى - مدير مباحث التموين - الذى قال: نحن الآن فى زمن الغش بكل أنواعه فلا استغراب فى قضية السجائر المغشوشة، ثم استكمل قائلا: أعمل مع مديريات الأمن المختلفة والفروع الجغرافية وعندما نضبط كمًا من السجائر لا يتم التصرف فيها إلا بعد صلح من المحكمة ولا يتم الإفراج عنها.. ففى خلال 3 شهور تم ضبط 2520432 علبة، والمصدر الأساسى للتوريد هو منطقة «باب البحر» فى رمسيس التى تعتبر مخازن متنقلة للسجائر المغشوشة وفى خلال الأسبوع الماضى تم ضبط كمية كبيرة.. للأسف الصين أصبحت مصدرة للسجائر المغشوشة المجهولة المصدر قمنا بتحرير 76 قضية لضبط 42182 علبة مجهولة المصدر وعمل قضية غش وتهريب من خلال ضبط 1449000 علبة.
ولن تستطيع مباحث التموين وحدها فعل كل شىء مادامت «الجمارك سايبة الحنفية مفتوحة».. فالتهريب مسئولية الجمارك وبعد دخولها ينسى الجميع الجمارك وتصبح مسئوليتى وحدى ويجب علىَّ أن أضبط كل ما تم دخوله فى حاويات الجمارك ولن أستطيع أنا «غلق الحنفية من عندى».

للأسف ليس فقط السجائر الصينى هى التى تحمل اسما غريبا وشكلا مختلفا وإنما للأسف استطاعت الصين تقليد السجائر المحلية مثل الكليوباترا وتقليد المارليبورو التى يتم تصنيعها فى الشرقية للدخان وتم ضبط 3930 علبة سجائر كليوباترا فى يوم 9-4 فى باب البحر ورقم المحضر 1632.

∎ حماية المستهلكين :

توجهت إلى اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك التابع لوزارة التموين للحديث عن تأثير السجائر المغشوشة على المستهلك فقال: منذ اندلاع الثورة وانفلات الأمن معدلات تهريب المنتجات الصينية المغشوشة إلى السوق المصرية ارتفعت إلى مستوى قياسى، لاسيما منتجات التبغ والسجائر فهناك «18 ألف مصنع صينى تورد سجائر مغشوشة إلى مصر».

وأشار إلى أن خسائر مصر من تهريب السجائر بلغت 4 مليارات جنيه تعادل 592.5 مليون دولار بجانب ما تنفقه الدولة على علاج المدخنين على نفقتها».

واعتبر اللواء يعقوب: أن عمليات تهريب السجائر الصينى تستهدف الاقتصاد المصرى.

كما قال: بعيدا عن النظرة الاقتصادية فأنا مسئول عن حماية المستهلك الذى يستعمل سجائر مجهولة المصدر ومغشوشة وفى النهاية يطلب علاجا على نفقة الدولة فتتحمل الدولة خطأ المواطن مرتين، الأول بشربه سجائر مجهولة فأثر على الاقتصاد بعمل عجز والثانية بمعالجته على حساب الدولة وهى تكلفة زائدة، لذلك أوجه تحذيرا لمستخدمى السجائر الصينى بأنها تحتوى على سم قاتل، فالتبغ المستخدم ردىء ومعطن ومن أسوأ أنواع التبغ فهم يستخدمون إمكانيات رخيصة حتى يقوموا بالبيع بأسعار رخيصة مقارنة بالمنتج المحلية، وعلى الرغم من بيع السجائر الصينى ب 3 جنيهات متوسط سعرها على الرغم أن لهم فيها مكسبا عاليا ..كما أن المادة اللاصقة تحتوى على مواد كيماوية مسرطنة تؤدى إلى الإصابة الفورية بالسرطان.. والفلتر المستخدم فى السجائر الصينية مصنوع من القطن وليس من الكتان وبالتالى مستخدمه أكثر عرضة لدخول المواد الكربونية فى صدره.

نحن قمنا بعمل حملة مع وزارة الداخلية ومباحث التموين وتمكنت مباحث التموين من ضبط عدد كبير من السجائر الصينية وعمل محاضر بها ونحن نناشد الشركة الشرقية للدخان لعمل علامات معلنة ومميزة حتى يستطيع المواطن التفرقة بين المنتج المغشوش والمهرب والمنتج المحلى.. وللأسف الانفلات الأمنى قلل من فرص التعاون الجاد من الجهات الرقابية على ما يتم بيعه على الأرصفة.. لابد من القضاء على الباعة الجائلين وعمل أسواق مخصصة لهم والرقابة عليهم لأنهم هم السبب فى انتشار السجائر الصينى

∎ التدخين الصينى أسوأ بكثير

وانتقلت فى رحلتى إلى إدارة مكافحة التدخين التابعة لوزارة الصحة، حيث تقابلت مع دكتور باسم عبدالمنعم - المستشار الفنى لإدارة مكافحة التدخين - الذى قال: هذه السجائر الصينية من الأصل لا يسمح بها لعدة أسباب، أولها أنها غير مصرح لدخولها فى الأسواق المصرية من قبل الجمارك والتجارة العالمية، فدخولها بشكل غير قانونى ومهربة من المنافذ المختلفة.. وأخضعت عينات منها فى المعامل المركزية لوزارة الصحة وكانت غير مطابقة لمواصفات السجائر المحلية وحتى إن كانت مطابقة للمواصفات فسنحاربها كإدارة تدخين، فالسيجارة مكونة من كم هائل من المركبات يصل عددها إلى 4000 مركب وهذه المركبات تتعرض منذ بداية حصاد التبغ كزرع به مبيدات ومواد كيميائية مختلفة وتفاعلات معظمها مركبات ضارة وتؤدى إلى نشوء أورام سرطانية.. بالإضافة إلى كونها مجهولة المصدر، فلا يحمل بعض هذه السجائرالصينى معلومات عن نسبة النيكوتين أو القطران، بالإضافة إلى عدم وجود صورة تحذيرية تابعة لوزارة الصحة ولا يوجد بها الخط الساخن للإقلاع عن التدخين.. وبذلك تصبح هذه السجائر الصينى مخالفة لاشتراطات وزارة الصحة فى تعبئة وبيع منتجات التبغ وأيضا مخالفة للقانون بسبب التهرب الضريبى والجمركى فعلبة السجائر المحلية أكثر من نصف ثمنهايذهب إلى الضرائب ودخول سجائر مجهولة المصدر تخل بالاقتصاد بسبب التهرب من الضرائب والجمارك.

بعكس الشركة الشرقية للدخان فجميع منتجاتها مرخصة وتحت سيطرة وزارة الصحة، فتضع الصور التحذيرية والتحذير الكتابى وتتابع مع الوزارة فى حال إصدار تعليمات جديدة للتبغ.. ولكن للأسف الشركة الشرقية حالها كحال باقى المصانع والشركات لا تطبق الاشتراطات الصحية.

∎ إيسترن كومبانى «موتسيان»

ومن أهم المحطات الرئيسية فى رحلة الكشف عن السجائر الصينى كانت الشركة الشرقية للدخان المعروفة ب «إيسترن كومبانى» والتى فيها تقابلت مع الأستاذ محمد عثمان مدير قطاع التسويق ب الشركة الشرقية والذى قال: هناك أكثر من 041 صنفا صينيا مغشوشا داخل البلد وبالطبع دخول هذه السجائر يضيع على الدولة الكثير، ففى خلال عامى الثورة خسرنا 5 مليارات جنيه، بالإضافة إلى أنها مخالفة صحيا ومخالفة قانونا لتهربها من الجمارك والضرائب.. ودليل أن السجائر الصينى التى دخلت هى مهربة من الجمارك هو عدم وجود «الاستيكر» الأزرق الذى يدل على مرورها من الجمارك.. إضافة إلى أن الصين أيضا قامت بتقليد سجائرنا المحلية الكليوباترا العادى والبوكس بنفس الاسم وشكل الكرتونة وأيضا بالصور التحذيرية وإرشادات وزارة الصحة فهى مقلدة لدرجة أن لا أحد يستطيع التفريق بينها وبين العادية إلا «شاربوها» فقط هم من يلاحظون الفرق وأيضا مصلحة الكيمياء التى قالت إن التبغ الموجود بها محتوى على نسبة عالية من الأتربة والشوائب ووجود هذا المنتج المقلد والمهرب أيضا له تأثير سلبى على الشركة والدولة وقمنا بتحرير العديد من القضايا ففى خلال العام الماضى حررنا أكثر من 36 قضية بكل من جنح «حدائق القبة، النزهة، الهرم، الأزبكية، المطرية، حلوان، دمنهور، برج العرب، قصر النيل، إمبابة، العجوزة، الوايلى، البساتين، الطالبية، الدقى، شبرا الخيمة، البحيرة، الدقهلية، مطروح، مطوبس، طنطا ثان، القنطرة غرب وطلخا»، ونتج من تحرير تلك القضايا ضبط عدد 3270670 علبة مهربة.. وهذا العدد المضبوط قليل جدا على الكمية الفعلية الموجودة بمصر والتى دخلت من الحاويات أو البحر أو ترانزيت ليبيا.. وبعد دخولها أيًا كانت الطريقة، إما إلقاء البضائع فى البحر أو دخولها و«تسليكها من الجمارك» تذهب إلى باب البحر وهى المنطقة التى يعمل فيها الأغلب فى السجائر المهربة «جملة وقطاعى»، وهى المنطقة التى يصعب على الداخلية أو مباحث التموين اقتحامها لأسباب ودواعٍ أمنية أصبحت الآن أشبه ب «الباطنية».. أما إذا تحدثنا عن السجائر المغشوشة فهناك أكثر من مكان يتم فيها غش السجائر مثل سنغافورة، جبل على بدبى والمساعد فى ليبيا وفيتنام والصين.

وأنا أرجع دخول السجائر المهربة فى مصر ليس فقط للانفلات الأمنى والانفلات الجمركى، وإنما السبب فى ارتفاع الضرائب التى جعلت البعض يبتعدون عن السجائر المحلية ويقدمون على السجائر الصينية المغشوشة لأنها أرخص من «السجائر الشعبى» الكليوباترا فكلما تزيد الضريبة على السجائر هامش التهريب يزيد ويتم إغراق للسوق بالكامل والدولة تأخذ منا 18 ملياراً فى السنة كاش.. كما أن قانون الضرائب الموضوع على السجائر غير عادل ويأخذ من الفقير أكثر من الغنى وذلك لأن الضرائب على السجائر 1.25 على أى علبة سجائر هذا غير 50٪ سعر بيع المستهلك على الإجمالى فتكون الحسبة كالتالى 1.25 ضريبة ثابتة 010 تأمين صحى، 3.25 خصم 50٪ من السعر الأصلى وفقا لسعر البيع للمستهلك إذن إجمالى ما تأخذه الضرائب أو الدولة 4.60 جنيه من سعر العلبة 6.50 جنيه إذن المتبقى 1.90 جنيه تأخذ الشركة 1.70 جنيه لتغطية التكلفة وأجرة العمال ويأخذ التاجر 0.20 قرش، أما إذا تم تطبيق نفس النسبة على السجائر التى سعرها 14.5 مثل المارليبوروسنجد أن خصم الضرائب 52,1 و01,0 قروش تأمين صحى 50٪ سعر بيع المستهلك أى 7.25 جنيه سيكون الباقى 5.90 التاجر يأخذ 0.30 قرش والمكسب 5.60 جنيه، وذلك يعنى أن الفقير بيدفع فى العلبة بالشكل الفعلى أكثر بسبب الضرائب وهو ما جعل نسبة التهريب والمغشوش تتزايد.

والسجائر التابعة للشركة الشرقية معروفة فهى «الكليوباترا بنوعيها البوكس والعادى والمعسل والسيجار ودخان البايب، أما السجائر الأخرى مثل المارليبورو والميريت وغيرها من السجائر المعروفة يتم تصنيعها بالآلات والعمال التابعين للشركة الشرقية أما الدخان والخامات مستورد.

نحن الآن نحاول التصدى لوجود هذه السجائر المهربة والأهم هو تقليد الكليوباترا، لذلك سنقوم بتغيير فى الديزاين حتى يستطيع المواطن التفرقة بين التابع لنا والمقلد وسنوجه تحذيرا لمستهلكى الكليوبترا لملاحظة الفرق بين الأصل والتقليد وكلما حاولوا التقليد سنغير فى التصميم وليس لنا حلول أخرى، بالإضافة إلى أن الصور التحذيرية الموجودة الآن والتى نجبر على استخدامها من وزارة الصحة هى الصور التالية فقط «صور القدم المصابة، وسرطان اللسان والشيخوخة المبكرة والطفل الذى يرتدى قناع الأوكسجين» غير هذه الصور لا ننتج.


∎ الجودة والبحوث

وتحدثت مع المهندس سيد شعبان رئيس قطاعات المعامل والبحوث والجودة فى الشركة الشرقية للدخان فقال: عندما نضبط سجائر مغشوشة ومقلدة لمنتجنا أو سجائر مجهولة المصدر نقوم بطرحها على مصلحة الكيمياء التى تقر بالتالى أن المضبوطات مغشوشة ومقلدة لشركتنا وأن المضبوطات لا تتبع المعايير والمواصفات القياسية المصرية لمنتجات السجائر والصادرة من الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة والتابعة لوزارة التجارة والصناعة وأن المضبوطات من السجائر استخدمت مواد رديئة الجودة وغير مطابقة للمواصفات التدخينية مما لها أثر سلبى على المدخنوغير صالحة للاستهلاك الآدمى.. فمن ضمن المعايير التى يجب الالتزام بها هى ألا تتعدى نسبة القطران 15 ولا يتعدى نسبة النيكوتين 1، فالسجائر مكونة من دخان، ورق ومادة لاصقة وتمر السجائر بعدة مراحل قبل بيعها ولكل مرحلة أهمية ولابد من الالتزام بها لضمان سلامة صنع السيجارة والتى لا تلتزم بها الدول المنتجة للسجائر مجهولة المصدر التى تهرب إلينا.. ففى بداية الأمر يتم تجهيز الدخان، فالتبغ يكون على شكل ليف يدخل مفرمة فيخرج بالشكل المفتت الناعم ويتم مرحلة تصنيع السيجارة وضع التبغ والتوليفة فى الورق وإغلاقها بمادة لاصقة وفى نهاية التصنيع يتم التعبئة فهى عملية معقدة وتحتاج إلى تكنيك عالٍ وأداء جيد وإلا لن تطابق السجائر المواصفات القياسية الموضوعة لصناعة التبغ وهو ما حدث فى السجائر الصينى المهربة.

∎أزمات القلب

وكان أمرا مهما أن نتوجه لجراح قلب ليشرح لنا الأزمات التى يتعرض لها المدخن العادى وتضاعف هذه الأزمات مع مدخنى التبغ المجهول والمغشوش فقال دكتور أحمد حسونة جراح القلب: جسم المدخن يتفاعل بسرعة مع المادة الكيماوية التى يمتصها من السجائر فيبدأ التدخين بالإضرار بالبدن منذ الدقائق الأولى، وليس بعد سنوات، حسبما ورد فى دراسة أمريكية نشرتها دورية «بحوث كيماوية فى علم السموم» فأهم هذه الأضرار أن النيكوتين يزيد من احتياج عضلة القلب للأكسجين أول أكسيد الكربون الذى ينشأ من احتراق ورقة السيجارة يسبب زيادة فى الأكسجين اللازم لعضلة القلب وتحول نسبة من هيموجلوبين الدم الذى يحمل الأكسجين إلى أوكسى كربون الهيموجلوبين الذى لا يقدر على حمل الأكسجين.

كما تزيد لزوجة صفائح الدم اللازمة للالتصاق بالجدار المبطن للشرايين عند إصابتها من التدخين لوقايتها من مزيد من التلف، ولكنها تكون سببا لتجلط الدم فوقها أو ترسيب الكوليسترول عليها وتختفى هذه اللزوجة عند الامتناع عن التدخين، ولكنها تكون أحد أسباب تصلب الشرايين إذا استمر المدخن فى التدخين.

وتثبت أيضا أن التدخين يزيد من نسبة بعض المواد الأساسية المجلطة للدم، والتى تساعد فى منع النزيف عند حدوثه ولا تعود تلك النسبة إلى مستواها الطبيعى قبل سنين.. كما يؤثر القلب أيضا على الرئة ويتسبب فى حدوث تصلب شريانى وتلف الرئة تماما.

∎تلف المخ

أما دكتور محمد فتحى أستاذ المخ والأعصاب بجامعة الأزهر فقال: يحتوى الدخان على مواد تمتص بوساطة الأوعية الدموية المنتشرة فى الرئة إلى الدم الذى يحملها إلى المخ، وتعتبر مادة النيكوتين التى تنتقل عن طريق الدم إلى خلايا المخ المادة التى تؤدى إلى استمتاع المدخن بالتدخين والتى تجعله يرغب فى ممارسة التدخين والإدمان عليه. وتدل الدراسات على أن النيكوتين يمتص بسهولة من خلال الأغشية المبطنة للفم وبوساطة الأوعية الدموية المنتشرة فى الرئة، ويقل امتصاص النيكوتين بوساطة أغشية المعدة والأمعاء، ويصل النيكوتين من الرئة إلى المخ بعد 5,7 ثانية من جذب أنفاس السيجارة، وهذا يفسر سرعة تأثير النيكوتين على المخ، حيث يؤثر على بعض مراكزه ويسبب الاستمتاع وزيادة التركيز الفكرى والتغلب على التوتر والقلق والتعب، كما يساعد على ارتخاء العضلات، وينخفض معدل النيكوتين فى الدم إلى النص بعد حوالى 20 دقيقة من إطفاء السيجارة وهذا يفسر رغبة المدخن فى إشعال سيجارة أخرى بعد مدة قصيرة من إطفاء السيجارة السابقة.

الجمارك تهربت

وكانت الخطوة التالية فى رحلة البحث عن السجائر الصينى هى الذهاب إلى مصلحة الجمارك، وعندها لم أستطع مقابلة رئيس مصلحة الجمارك لانشغاله باجتماع واضطررت للقاء أحد المسئولين فى قطاع الجمارك والذى حاول التهرب من الإجابة بأكثر من شكل، أحدها تعطيلى عن العمل وتركى لساعات حتى الانتهاء من عمله ومن ثم طلبت رقمه للاتصال به لمعرفة الضبطيات والأحراز التى ضبطتها الجمارك من السجائر الصينى وبعد الاتصال والتحجج بعدم أخذ إذن رئيس المصلحة لم يستجب بالرد على الهاتف مرة أخرى ولم يساعدنى بالإدلاء عن أى بيانات وكانت النتيجة الامتناع من معرفتى بيانات عن السجائر الصينى فى الجمارك.

«العتيل» كلمة السر فى المهرب

حقا هناك ستجد نفسك أمام بؤرة التدخين، فالأغلب هناك نشاطه بيع السجائر خاصة المهربة منها والمجهولة المصدر والسجائر المصرية المزورة، كما أن المنطقة بأكملها يدخنون هذه السجائر نساءها، رجالها وأطفالها.. وعندما ذهبت إلى «العتيل» بالفعل وجدت عنده الصنف الذى طلبته وسألته: ممكن أن آخذ بضاعة بالأجل لإعطائها لشخص على باب الله وما الضمانات المقدمة وطريقة تعامل الباعة معهم.. وعندها فسر لى «العتيل» أنه لابد أن أقوم بإحضار هذا الشخص وأن أقوم بالإمضاء على إيصالات بقيمة البضاعة ومقابل بيع 5 علب سجائر للبائع علبة مجانا إذا أراد بيعها وأخذ ثمنها أو شربها وللبائع ربح فى كل علبة نص جنيه .. ولأن «فلوسها حلوة» الكل فى المنطقة قام بتغيير نشاطه إلى بائع سجائر.. وعندها وجدت طفلا ولكن ضاعت براءته عندما أمسك بأنامله الصغيرة سيجارة أخذ يلتقط منها الأنفاس فيخرجها تارة من فمه وتارة أخرى من أنفه أو يحبسها تماما.. وكانت نهاية رحلتى فى باب البحر هى البداية لأخذ الخطوات تجاه المسئولين وأنا محملة بعلب السجائر الصينى للبحث عن هويتها وقصة دخولها.

النتيجة بعد التحليل

وبعد تحليل عينة من السجائر الصينى فى معامل مختصة بالمركز القومى للبحوث تحت إشراف الأستاذة الدكتورة خيرية نجيب، والتى قامت بعمل التحاليل على أنواع مختلفة من السجائر الصينى منها revlis reveneD,retsehcnaM,ssenisub layoR,neitalp,latipaC ,namesoR,namhciR layoR , dnegel naciremA,JM ,obmilam - وخلاصة ما تم لوحظ وجود 24 مركبا مجهولا تم التعرف على 11 مركبا منها بنسب تأكيدية عالية فى مستخلص السجائر المهربة.. وبدراستها وجد أن أحد هذه المركبات ومشتقاته له تأثير ضار على تلف الحمض النووى DNA، مما يؤدى إلى حدوث طفرات ينتج عنها عدم انتظام انقسام الخلايا وتكوين الأورام السرطانية فى أنسجة الإنسان كما تم التعرف على مركب آخر منها ووجد أن له تأثيرا ضارا على سلوك الجهاز العصبى للإنسان.. وحددت الدراسة أخطر خمسة مركبات مسببة للسرطان من بين إجمالى المركبات التى تم التعرف عليها وهى، نافتالين بروبانول، «lonaporp enelahthpaN» - 1 وتم اكتشافه فى عينات السجائر المهربة وهناك تأثير ضار على الجهاز العصبى للإنسان، طبقا لما أكدته الوكالة الدولية لبحوث السرطان بفرنسا، والذى استشهد به تقرير المركز القومى للبحوث، الذى أضاف: يسبب مركب أول ورابع وتاسع ميثانونازيولين namhcir و ezisgnik sseinisuB الإصابة بسرطان أنسجة الرئة والمخ والمثانة والخصية.

أضرار الصينى والعادى

بعد النتائج التى أظهرت وجود 11 مركبا تم التعرف عليه وسط العديد من المركبات تؤدى إلى حدوث طفرات فى ال «دى. إن. إيه»، مما يسبب أوراما كان علينا أن نحمل هذه النتائج إلى دكتورة علا خورشيد أستاذ الأورام بمعهد الأورام القومى قالت: بداية الإصابة بالورم السرطانى قد تستغرق عشر سنوات كاملة، لا تتمكن خلالها أجهزة الأشعة من رؤيته إلا عندما تصل مساحة الورم إلى مساحة واحد سنتيمتر على الأقل، وفى تلك المرحلة لا يشعر المريض بأى ألم فيظل الورم يتكاثر، حتى يصل لمرحلة قد يصعب السيطرة عليها، وعن أعراض الإصابة بالسرطان بين مدخنى هذه السجائر قالت: ابتدأ بنقصان فى الوزن، وصداع، وزغللة، وتؤثر على عمل القلب والأوعية الدموية، علماً بأن الإصابة بالأورام السرطانية الناتجة عن التدخين لا تقتصر على المدخنين فقط، بل تمتد للمحيطين بهم، ممن يُصابون بالسرطان نتيجة التدخين السلبى.

و السجائر بها 200 مادة مسرطنة .. وتؤدى إلى أورام الدم.. لثة.. لسان.. حنجرة رئة انتهاء بالمثانة والدم.. كما أنه قد يكون هناك مؤثرات أخرى تقوم بتنشيط الخلايا السرطانية فى أجسامنا مثل التلوث الهوائى والغذائى وللأسف من أهم عيوب التدخين وأضرارها انخفاض نسبة الإخصاب وزيادة معدلات العجز.
آخر إحصائية

وعن آخر إحصائية لنسبة المدخنين فى مصر أعلنت عنها وزارة الصحة المصرية أن عدد المدخنين وصل إلى 31 مليون مدخن فى مصر، يمثلون نسبة 21٪ من عدد السكان، من بينهم 439 ألفا من الأطفال يستهلكون ثمانين مليار سيجارة سنويا، ويسببون خسائر اقتصادية لمصر تعادل مليون يوم عمل - 60٪ من الطلبة مدخنون منهم 81٪ من الذكور، 19٪ من الإناث - تنفق الأسرة المصرية 5٪ من دخلها على السجائر وتتكلف الحكومة المصرية ثلاثة مليارات جنيه سنوياً تنفق على علاج الأمراض المتعلقة بالتدخين ويتسبب المدخنون فى نشوب حوالى 30٪ من إجمالى الحرائق من خلال إلقاء أعقاب السجائر المشتعلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.