أسرار وحكايات عصر الرعامسة الرعامسة هى تسمية لفترة فى تاريخ مصر القديمة، وتحديدا فى عصر الدولة الحديثة، تضم الحقبة الزمنية للأسرتين التاسعة عشرة والعشرين. سميت باسم الرعامسة نسبة إلى من حملوا اسم رمسيس »بالهيروغليفية: رع مس سيس وتعنى ابن الإله رع« من فراعنة مصر الذين حكموا مصر لمدة 225 سنة، بداية من عهد رمسيس الأول عام 1292 ق.م، وحتى رمسيس الحادى عشر الذي انتهى حكمه وانتهى معه عصر الرعامسة عام 1077 ق.م، ولقد ارتبطت هذه الفترة من التاريخ بأحداث سياسية وحربية ودينية كثيرة.
مومياء رمسيس الاول عودة رمسيس الأول رمسيس الأول هو فرعون مصر مؤسس الأسرة التاسعة عشرة، كان رجلا عسكريا وحكم مصر خلال السنتين الباقيتين من عمره بين 1291 و0139 قبل الميلاد. خلفه ابنه الملك سيتى الأول ثم حفيده الملك رمسيس الثانى. وقد ازدهرت البلاد المصرية فى عهد هذه الأسرة وتبوأت الصدارة الحضارية والعسكرية بين جيرانها فى تلك الفترة.
رمسيس الاول
وقد تمت سرقة مومياء رمسيس الأول بواسطة عائلة عبدالرسول والتى قدم لنا المخرج الكبير شادى عبدالسلام هذه الواقعة من خلال فيلمه (المومياء).. وتم تهريبها إلى أمريكا 0186 م ووضعت بعد ذلك فى متحف نياجرا فولز بكندا. وقد ظلت المومياء مجهولة الهوية، وعرض المتحف محتوياته للبيع وقام بشرائها رجل أعمال كندى عام 1999 م وباع مجموعة الآثار المصرية ومن بينها عدد كبير من المومياوات إلى متحف مايكل كارلوس بمدينة أتلانتا الأمريكية مقابل 2 مليون دولار.
ملك البنائين وأقدم معاهدة سلام
رمسيس الثانى كان ابن ملك مصر سيتى الأول والملكة تويا، وأهم زوجاته الملكة نفرتارى المحبوبة له، كما كان له عدد من الزوجات الثانويات ومن ضمنهن زوجته إيزيس نوفرت. وبلغ عدد ابنائه نحو 09 ابنة وابنا منهم مريت أمن، ست ناخت. ومن أبنائه الأمير مرنبتاح الذى خلف والده كملك على عرش مصر.
قاد رمسيس الثانى عدة حملات شمالا إلى بلاد الشام، وفى معركة قادش الثانية فى العام الرابع من حكمه (1274 ق. م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتراك مع قوات مواتاليس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما، ولكن لم يتمكن أى من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالى ففى العام الحادى والعشرين من حكمه (1258 ق. م.)، أبرم رمسيس الثانى معاهدة مع حاتوسيليس الثالث، وهى أقدم معاهدة سلام فى التاريخ.
- قام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق أى ملك مصرى آخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذى بدأه والده فى أبيدوس ثم بنى معبدًا صغيرًا خاصًا به بجوار معبد والده، ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وفى الكرنك أتم بناء المعبد الذى قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام فى طيبة الرامسيوم وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه .
- وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت فى الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال على 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا فى الصخر لزوجته نفرتارى وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور.
اغتيال رمسيس الثالث
اغتيال رمسيس الثالث - رمسيس الثالث أشهر حاكم فى الأسرة العشرين. حكم مصر للفترة 1183ق. م. - 1152 ق. م.. اقتدى بوالده رمسيس الثانى فى الشروع فى مشاريع إنشائية ضخمة.
فى عهده تجددت أخطار شعوب البحر المتوسط الذين هاجموا مصر، ولكن رمسيس الثالث استطاع هزيمة قواتهم البرية .
وفى هذا الأسبوع أعلن الفريق المصرى لدراسة المومياوات الملكية رسميا عن كشف أثرى مهم حول حقيقة مومياء الملك رمسيس الثالث وظروف وفاته. وقد نشرت اليوم المجلة الطبية الإنجليزية الشهيرة رسميا خبر الموافقة على نتائج البحث الذى استغرق عامين من دراسة النتائج التى توصل إليها الفريق المصرى برئاسة عالم الآثار الدكتور زاهى حواس. وقد تم دراسة المومياء عن طريق جهاز الأشعة المقطعية من خلال الدكتور أشرف سليم والدكتورة سحر سليم - أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة. وتم الكشف والتأكد أن الملك رمسيس الثالث قد قتل بسكين حاد النصل تسبب فى قطع ذبحى فى الرقبة أحدثه القاتل الذى فاجأ ضحيته من الخلف. وقد تم تسجيل الجرح الذى وصل إلى عظام الرقبة.. ويؤكد علماء الأشعة أن وجود الجرح الذبحى كان سابقا لعمليات التحنيط ويفسر الدكتور زاهى حواس الترتيبات الخاصة التى اتخذت عند تحنيط المومياء ووضع التمائم وأماكنها وهى الخاصة بالحماية والحرص وتأمين حياة الملك فى العالم الآخر بأن المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قتل غدرا. ويضيف الدكتور زاهى بأن هذا الكشف يغير فى تاريخ هذه الفترة خاصة لأن هناك بردية شهيرة باسم مؤامرة الحريم تشير إلى قيام الملكة تيا الزوجة الثانوية للملك رمسيس الثالث بتزعم مؤامرة ضد الملك لتنصيب ابنها بنتاؤر ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع الذى كان هو الأمير الوراثى لأبيه. وقد اشترك فى هذه المؤامرة بعض من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش. وتشير البردية إلى اكتشاف المؤامرة ومحاكمة المتآمرين. وقد حكم على شخص بالقتل وترك 01 أشخاص لقتل أنفسهم ومنهم الأمير بنتاؤر الذى قام بشنق نفسه وهناك أيضا 12 شخصا تم شنقهم.
- وقد قام الفريق المصرى بدراسة الحامض النووى لمومياء الرجل المجهولة بالمتحف المصرى بإشراف الدكتور يحيى جاد والدكتورة سمية إسماعيل، وكان قد عثر عليها داخل خبيئة المومياوات وتأكد من خلال الدراسة ارتباط المومياء بصلة الابن للأب أو العكس بمومياء الملك رمسيس الثالث، ولأن الملك رمسيس الثالث بلغ من العمر عندما مات ستين عاما بينما المومياء المجهولة هى لرجل شاب مات فى عمر الخامسة والعشرين لذلك فإن مومياء الرجل المجهولة هى فى الواقع مومياء ابن الملك رمسيس الثالث بنتاؤر والذى كان مشتركا فى المؤامرة على حياة ابيه.
- ومازالت أكبر وأشهر عائلة حكمت مصر (الرعامسة) تبوح بأسرارها والمثير للدهشة أنها لا تبوح بها إلا على يد أحفادها من المصريين.