شهد الرئيس الدكتور محمد مرسى والقائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى حفل تخريج الدفعة «40» من كلية الدفاع الجوى بالإسكندرية «دفعة الفريق محمد إبراهيم حسن سليم» والتى تضم 197 خريجا منهم ثمانية من المملكة العربية السعودية، كما شهدا أيضا حفل تخريج الدفعة الثالثة والستين للكلية البحرية «دفعة الفريق محمد إبراهيم حسن سليم»، والتى تضم 140 خريجين، بينهم ثمانية من مملكة البحرين وأربعة من المملكة العربية السعودية.
بدأ الاحتفال الأول فى مقر كلية الدفاع الجوى بعرض الاشتباك والقتال المتلاحق والدفاع عن النفس من خلال إظهار المهارات الخاصة للخريجين الذين يتميزون بالثقة فى النفس والجرأة والفدائية.
وعقب ذلك بدأ «العرض التاريخى» لبطولات وأمجاد مصر، لاسيما معركة الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر المجيدة، وشمل العرض ناقلة تحمل لوحة تمثل مرحلة العبور العظيم للمانع المائى الصعب واقتحام خط بارليف المنيع وتحطيم الصلف والغرور لدى العدو، وكذلك مجموعة تمثل ضباط الدفاع الجوى حديثة التخرج قبل الحرب مباشرة متسلحة بالخبرات العملية.
بعد ذلك تواجدت بلاغات من محطات الرادار عن اقتراب الطائرات المعادية وانطلقت صواريخ قوات الدفاع الجوى لتفاجئ طائرات العدو واشتعلت سماء المعركة بنيران الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، وتهاوت الأسطورة مع تساقط طائرات العدو فى كل مكان وأصدر العدو أوامره إلى طياريه بتحاشى الاقتراب من القناة لمسافة 51 كيلو مترا شرق القناة.
ومرت أمام المنصة الرئيسية ناقلة تحمل لوحة تمثل ملحمة قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر المجيدة حيث أظهرت أنه مع تقدم قواتنا البرية شرق القناة عبرت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات لتمتد مظلة حمايتها لقواتها البرية القادمة لتطوير الهجوم وتمكنت قواتنا من صد وتدمير الضربات المضادة المعادية ولاحت علامات النصر وارتفع العلم المصرى على أرض سيناء الحبيبة واااعترف العدو بأن طيرانه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات دون أن يصاب بخسائر فادحة.
ومرت أمام المنصة عربة تحمل مدفعا رشاشا عيار نصف بوصة الثنائى وتجر خلفها الرشاش الرافعة الذى كان له دور كبير فى توفير الدفاع الجوى المباشر عن مواقع كتائب الصواريخ وكتائب الرادار خلال حرب أكتوبر والذى نجح فى إسقاط العديد من الطائرات، كما مرت ناقلة تحمل إحدى نقاط المراقبة الجوية «الحزام الأسود» الذى أزعج العدو ونجح خلال المعركة فى الإبلاغ عن طائرات العدو الجوى التى تطير على ارتفاعات منخفضة جداً وتحركات قواته البرية شرق وغرب القناة، وكذلك أحد مواقع النظام الصاروخى «سام 7» أو «الضبع الأسود» الذى مثل مفاجأة كبيرة للعدو الجوى غرب وشرق القناة ونجح فى إسقاط وتدمير عدد كبير من طائراته.
كما مرت أمام المنصة عربة تحمل الرشاشات من عيار «41 مليمتر» الثنائى وتجر خلفها الرشاش «14» أحد عناصر المدفعية المضادة للطائرات والتى كان لها دور كبير فى الدفاع الجوى المباشر عن القوات البرية غرب وشرق القناة وفى العمق كما مرت ناقلة تحمل أحد المدافع من طراز «23 مم، م ط ذاتى الحركة، شيلكا»، أحد عناصر الدفاع الجوى المتوفرة الدفاع الجوى للتشكيلات المدرعة غرب وشرق القناة وكان لها دور كبير فى إسقاط عدد كبير من الطائرات المعادية.
وتم استعراض المدفع «20 مم، الفردى الثابت» الذى شارك فى تأمين الأهداف الحيوية والمواقع الهامة والمدفع «23 مم، الثنائى» التى وفرت الدفاع عن التشكيلات البرية، وكذلك المدفع 57 الثنائى ذاتى الحركة أحد عناصر المدفعية التى كان لها دور كبير فى تأمين العبور والتقدم شرقا بالإضافة إلى المدفع «20 مم، المتحرك» الذى شارك فى معركة المدفعية المضادة للطائرات فى تأمين المواقع والأهداف الحيوية والمدفع 37 مم الفردى عصب كتائب الدفاع الجوى عن التشكيلات البرية غرب وشرق القناة.
مهارات الدفاع الجوى
عقب ذلك تم عرض المهارة فى استخدام معدات الدفاع الجوى والذى أظهر كفاءة أطقم القتال فى العمل الجماعى وارتفاع مستوى التدريب القتالى التخصصى أثناء تحميل الصواريخ المختلفة والعاملة ضمن منظومة الدفاع الجوى المتكاملة والتى تتميز بسهولة المناورة وخفة الحركة وصغر زمن التجهيز للاشتراك مع الأهداف الحيوية حيث تم الانتهاء من تجهيز المعدات وتحميل الصواريخ فى أزمنة قياسية استعدادا للاشتباك مع هدف جوى.
وظهرت فى سماء العرض أربع طائرات اكتشفتها أجهزة الرادار وتتبعها استعدادا للاشتباك معها بالصواريخ والمدفعية، حيث تم اشتباك جميع المعدات مع الهدف الجوى وتدميره، وقام رجال الدفاع الجوى بفك وتجهيز المعدات استعدادا للخروج من أرض البيان فى الأزمنة المحددة لذلك وطبقا لمعدلات الأداء.
ثم أعلن مدير إدارة شئون ضباط القوات المسلحة قرار تعيين الخريجين ومنح الأنواط مشيراً إلى تصديق رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى على قرار تعيين الخريجين بالقوات المسلحة، ومنح أوائل الخريجين نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية بعدها أدى الخريجون يمين الولاء.
وألقى مدير كلية الدفاع الجوى اللواء أركان حرب محمد أبو بكر الشافعى كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى والقادة والضيوف فى كلية الدفاع الجوى إحدى قلاع العلم العسكرى.. قائلا: إن الكلية تواصل دورها الرئيسى فى إعداد حماة سماء مصر.. مشيراً إلى أن الخريجين سيحملون أمانة المسئولية فى الزود والدفاع عن سماء مصرنا الحبيبة واضعين أمن مصر واستقرارها فى أعلى مراتب الوطنية وأسمى الأهداف القومية.
وهنأ اللواء أبو بكر الخريجين على انضمامهم لمقاتلى الدفاع الجوى المرابطين فى مواقعهم والمنتشرين فوق أرض الكنانة وأوصاهم بالاستمرار بالأخذ بأسباب العلم والمعرفة والانضباط العسكرى لتظل قواتهم المسلحة درعا يحمى مصر وحدودها ومجالها الجوى، ويزودون عن المقدسات ويحافظون على الإنجازات، ويحفظون للوطن كرامته وللأمة هيبتها.
ولفت إلى أن التحديات التى تمر بها الأمة والعالم تلقى عبئا كبيراً وتحتم مسابقة الزمن فى إعداد الأجيال القادمة القادرة على مواجهة هذه التحديات.
وعقب ذلك عزف السلام الوطنى ثم التقى الرئيس محمد مرسى والمشير طنطاوى بعدد من الخريجين وأسرهم لتهنئتهم بالتخرج والالتحاق بالقوات المسلحة.
تقاليد البحرية
أما احتفال الكلية البحرية فجاء هو الآخر وفقا للتقاليد البحرية إذ بدأ الحفل بأداء التحية لرئيس الجمهورية باستخدام أعلام الإشارة الدولية وأنواع الموريس والصادرات البحرية والمشاتل الضوئية بالوحدات البحرية بالبحر، ثم تم سحب أعلام الإشارة من على الصارى وظهرت كلمة مرحبا بالرئيس.
وتلا ذلك تقدم عدد من اللنشات السريعة من البحر تحمل علم القوات المسلحة، تليه أعلام الأفرع الرئيسية للقوا ت المسلحة، فيما اصطفت فى المواجهة بالبحر الوحدات البحرية التى تمثل تشكيلات القوات البحرية، والتى يتم تنفيذ التدريب العلمى لطلبة الكلية البحرية عليها أثناء فترة دراستهم بالكلية.
وبدأ العرض البحرى بظهور فى مواجهة المنصة لعدد من اللنشات السريعة، التى تتميز بخفة الحركة والسرعة العالية والمناورة الحادة فى تشكيل خط واحد بالعرض.. كما تقدم أيضا عدد آخر من العائمات واللنشات السريعة من طرازات مختلفة والمنضمة للخدمة حديثا، والتى قامت بعدد من التشكيلات البحرية المختلفة أظهرت المرونة فى الأداء والقدرات العالية على المناورة السريعة، التى تساعدها على تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة ودقة عالية تمكنها من تنفيذ دورها فى الأعمال القتالية وتأمين المياه الإقليمية والموانى ضد أية أعمال عدائية، وتأمين منصات البترول والغاز فى عرض البحر ومكافحة التلوث البحرى وتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس.
ثم ألقى مدير الكلية البحرية اللواء أركان حرب أسامة منير ربيع، كلمة هنأ فيها الرئيس محمد مرسى على ثقة الشعب الغالية بانتخابه رئيسا للجمهورية قائلا: إن الاحتفال بتخريج الدفعة «36» بحرية يأتى بعد أربع سنوات من الجهد والعرق فى دراسة العلوم البحرية والعسكرية المتقدمة وتحت إشراف ضباط مدرسين أكفاء.. مشيراً إلى أن الخريجين نالوا اليوم شرف الانضمام لتشكيلات ووحدات البحرية المصرية والبحرينية والسعودية لتزدهر بهم القوات المسلحة المصرية والعربية.
حضر حفل التخرج رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق سامى عنان، وقائد القوات البحرية الفريق مهاب مميش، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وعدد من الوزراء وكبار القادة ومحافظ الإسكندرية الدكتور أسامة الفولى، وعدد من السفراء المعتمدين بالقاهرة، فى ختام الحفل عزف السلام الوطنى.