«زينب الغزالى» تلك العلامة والنموذج المثالى للمرأة المثابرة، القوية، شديدة الإيمان برب العالمين، تلك الرائدة والزعيمة التى وهبت حياتها لنصرة الإسلام وتعاليمه إلى أن وافتها المنية ورحلت عنا عن عمر يناهز ال88 عاماً.. الكثير والكثير من التفاصيل والملامح المعنوية والشكلية التى تميزت بها تلك الشخصية، والتى تستحق منا كل التقدير والاحترام، لهذا كان لابد من إحياء ذكراها من خلال عمل يتناول باستفاضة حياة تلك الشخصية بمختلف مراحلها حتى تظل باقية راسخة فى مواجهة هذا الطوفان القوى من الجهل وضعف الإيمان، وقد تم اختيار النجمة «رانيا محمود ياسين» لتجسيد العظيمة «زينب الغزالى» فى مسلسل «أم الصابرين». بعد اعتذار الفنانة «آثار الحكيم» لتبدأ من هنا النجمة «رانيا ياسين» التحضير لهذه الشخصية التى تعود بها بعد عام كامل من الاختفاء عن جمهورها من خلال عمل ضخم بكل عناصره..
[رانيا]
وقد كان لنا هذا اللقاء مع «رانيا» التى صرحت عن مدى سعادتها بالدور والكثير من التفاصيل عن العمل خلال السطور القادمة.
*« زينب الغزالى» زعيمة الأخوات المسلمات، شخصية مفعمة بالتفاصيل وتحتاج إلى مجهود مكثف، فكيف كان تحضيرك للدور؟
- التحضير لهذا العمل سيكون صعباً جدًا ويحتاج إلى تركيز، وأنا بالفعل بدأت فى التحضير من خلال الإطلاع على وثائق للحاجة زينب كانت قد قامت بتسجيلها بصوتها قبل رحيلها، فمن خلالها اطلعت على قصة حياتها والكثير من تفاصيل رحلتها الطويلة فى الدنيا من الطفولة إلى الممات، وهذا بالإضافة إلى اللقاء مع شخصيات من عائلة الحاجة «زينب الغزالى» والتعرف على طبيعة تلك الشخصية فى الواقع، كما اطلعت على كتاب «أيام من حياتى»، والذى يحمل الكثير من المعلومات عن تلك الشخصية وكل هذا من أجل التعرف على طريقة سردها وحديثها لأى حكاية قامت بسردها فى حياتها، إحساسها وروحها والكثير من التفاصيل التى لابد من الإطلاع عليها قبل بدء التصوير. [لقطات من المسلسل]
* لاحظت من خلال حديثك أن اهتمامك مُكرس للجانب المعنوى أكثر من الجانب الشكلى، فماذا عن المظهر الخارجى للشخصية وخاصة أنك ستقدمينها بمراحل عمرية مختلفة من الطفولة إلى الشيخوخة؟
- فعلاً فإن اهتمامى بالجانب المعنوى لا يضاهى اهتمامى بالجانب الشكلى والمظهر الخارجى للشخصية، لأن إحساس وروح السيدة «زينب الغزالى» يمثل صعوبة كبيرة للوصول إليهما حتى تستطيعى إقناع المشاهد بما تقدمين والوصول إلى قمة الروحانية والإيمان اللذين كانت تتمتع بهما هذا أكبر نجاح بالنسبة لى، فالمظهر الخارجى لا يتسم بالكثير من التفاصيل لمدى بساطته، فقد كانت العظيمة دائمة لارتداء الحجاب والعبايات فى الكبر، أما فيما يخص فترة الشباب فقد كانت ترتدى القبعة خلال تواجدها فى الاتحاد النسائى، أما الملابس فهى قريبة الشبه من الملابس المعاصرة لجيلنا، لهذا الصعوبة من وجهة نظرى تكمن فى أعماق تلك الشخصية.
* كان من المفترض تقديمك لشخصية «هدى شعراوى» خلال أحداث المسلسل فكيف جاء تغيير الترشيح، وحصولك بعدها على بطولة العمل؟
- هذا الكلام صحيح، فقد كنت مرشحة للقيام بشخصية «هدى شعراوى» والنجمة «آثار الحكيم» كان من المفترض تجسيدها لشخصية «زينب الغزالى»، ولكن دون معرفة السبب وراء اعتذار النجمة «آثار الحكيم» عن العمل فوجئت بمخرج العمل «أحمد إسماعيل الحريرى» يطلب منى القيام بتلك الشخصية بدلاً من «آثار الحكيم» باعتبارى الأنسب لتجسيد شخصية الحاجة «زينب الغزالى» وأننى قريبة من روحها ولدى نفس التدفق المتواصل فى الحديث وعلى الفور وافقت على العمل. [-]
* ماذا عن أكثر المراحل التى تخشين ردود الأفعال عنها؟
- بالتأكيد مرحلة الكبر فقد عاشت «زينب الغزالى» حتى ال88 عامًا، وأنا «رانيا» سوف أحتاج للكثير من التحضيرات سواء الشكلية أو المعنوية حتى أتمكن من إقناع المشاهد بما أود توصيله من تلك المرحلة لهذا سوف أجتهد كثيرًا لتوصيل الرسالة المطلوبة من مرحلة الكبر نظرًا لكونها مرحلة فاصلة ومهمة فى حياة «زينب الغزالى».
* فى ظل المشهد الحالى من سيطرة التيار الدينى وأقصد من حديثى الإخوان على الخصوص، ألم تخشى الصعوبات والهجوم الذى قد تتعرضين له لتجسيدك لشخصية زعيمة الأخوات المسلمات؟
- أنا أتفهم حديثك ولكن أنا أنظر لهذه السيدة من منطلق القدوة والنموذج الحى للمرأة الصبورة المليئة بالبركات والنفحات والتى صبرت على البلاء، لهذا فهى تستحق تقديمها فى عمل ضخم لتظل راسخة، فنحن فى حاجة إلى نماذج مثل «زينب الغزالى» لها دور كبير فى حياتنا وفى محيط المجموعة التى كانت تنتمى إليها بكل إيجابياتها وسلبياتها بغض النظر اتفقت مع تلك المجموعة أو اختلفت، وبالتالى لا شىء يقلقنى من جانب التيارات الدينية والعمل لا يُعد مغازلة فى هذه التيارات وإنما نحن نتغزل فى شخصية تستحق كل التقدير والاحترام.
* توقيت عرض العمل خلال رمضان القادم وسط كل هذا التزاحم من الأعمال التى سيتم تقديمها خلال هذا الشهر الكريم، فهل أنت معى أنه ربما يظلم العمل ولا يحصل على نسبة المشاهدة المتوقعة؟
- فى البداية التوفيق بيد الله وجميع فريق العمل سوف يعمل كل ما يستطيع عمله للوصول بالعمل إلى بر الأمان ونتمنى أن تحل بركة الحاجة «زينب» على العمل وحتى فى ظل هذا الزحام الرهيب فى رمضان فأنا على ثقة أنه سينال حقه سواء فى رمضان أو بعده، فهو عمل يستحق المشاهدة لأكثر من مرة فأنا متفائلة جدا بهذا العمل.
* بعيدا عن «زينب الغزالى» لماذا الغياب من حين لآخر؟
- أنا دائمًا أبحث عن عمل جيد، وأعتقد أن «زينب الغزالى» كان العمل الذى طالما انتظرته، ولكن للعلم فقد كنت دائما على ثقة أنه لايزال هناك الأفضل، فأنا لم أقصد الغياب وقد اكتشفت مؤخرًا أن البقاء بلا عمل أفضل كثيرا من مجرد التواجد دون اقتناع بما أقدمه، والمضحك ملاحقة شائعة الاعتزال حولى طوال الوقت وحتى الآن لا أعلم من وراءها ولكن أنا سعيدة «بزينب الغزالى» وسوف أجتهد عليها حتى تظهر بأفضل ما يكون.
* هذا فيما يخص الدراما، إذن أين أنت من السينما؟
- لقد كنت أستعد لفيلم «بلطجية 82 يناير»، ولكنه توقف على أن يتم استئناف العمل قريبا، كما أنه تم عرض عمل آخر على، ولكننى أحسست أنه سيخالف طبيعة دورى فى «أم الصابرين» وذلك قد يفقدنى المصداقية، ولكننى فى انتظار عمل جيد يقدمنى للسينما على نفس مستوى الحاجة زينب فى الدراما، فأنا دائما أتمنى تقديم تركيبة مختلفة تلعب على الجانب النفسى مثل «بئر الحرمان» أو عمل كوميدى ولكن ليس تافها وإنما عمل ذكى تلعب فيه كوميديا الموقف الدور الرئيسى.
* بنت الوز عوام، فماذا عن المسرح؟
- المسرح هو عشقى الأول والأخير ولكن فى الوقت الراهن، المسرح فى حالة انهيار ولا يجد من يقف إلى جانبه للنهوض به من جديد، فأنا أشعر أننى ملكت الكون عندما أكون على خشبة المسرح، فقد أسعدنى الحظ بالوقوف أمام سيدة المسرح «سميحة أيوب» بأكثر من عمل، وقد كانت وصيتها لى أن أقدم شخصية «ترويض الشرسة» على المسرح لأنها رأت منى القدرة على تقديمها بأفضل صورة، وسوف أحرص على تنفيذ وصيتها لى، فقد كانت بمثابة الأم الروحية بالنسبة لى ولحين الحصول على العمل المناسب فى المسرح سوف أكرث كل مجهودى ووقتى لتقديمه.
