شهر أبريل (نيسان) الذى نعيش أيامه الجارية حاليا يحفل بالعديد من التواريخ المهمة فى حياة المصريين. والجميع يعرفون أن شهر أبريل يبدأ دائما بكذبة أول أبريل التى يتفنن المصريون فى توليفها وحبكها لتنطلى على الآخرين حتى يستلقوا على قفاهم من الضحك.. ومن اللافت للنظر أن شهر أبريل الجارى لم يتفنن فيه المصريون لاختراع الأكاذيب التى تثير الضحك، فقد كفاهم المشهد السياسى التفكير فى ابتكار الأكاذيب! ويقف الشعب المصرى اليوم متفرجا ومتابعا للمشهد السياسى الذى يتغير ويتطور فى محاولات بائسة لأطراف عديدة للفوز بالعرش والجلوس فى مقعد الرئيس!! [فاطمة اليوسف]
والمتابع للمشهد السياسى يرى ويلحظ بورصة الأسماء تعلو وتهبط فى محاولات يائسة للفوز بقلب الشعب المصرى.. والشعب المصرى الذى ظن الجميع أنه لن تقوم له قائمة انفجر وبدون مقدمات ليقدم ثورة التف حولها الشعب والجيش وهرب البوليس ليقف مكانه أبناء اللجان الشعبية وبمهارة فائقة أشرفوا على المرور وبالأخص فى ميدان التحرير.. والغريب والذى يثير الدهشة أن الشعب المصرى وصل يوم الثامن من شهر أبريل وهو آخر موعد للتقدم بأوراق الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وأمامه اسمان يتقدمان كل المرشحين.
ويكاد يجزم الكثيرون بأن آخر المتقدمين بأوراق الترشيح هو صاحب الاحتمال الأكبر للفوز بالمنصب!!
على كل حال السباق مازال قائما والتنافس على أشده، وقد تكون البرامج هى الفيصل فى اللحظات الأخيرة. ولكن الاحتمال الأقوى أن الأوفر حظا فى هذا السباق لن يكون من الوافدين الجدد بل وجه واضح المعالم يعرفه المصريون ويعرفه العالم لأنه سيكون صاحب طريق الاستقرار والمصارحة والمصالحة، ولكن يميزه عن الآخرين أنه يستطيع العمل وبكفاءة منذ اليوم الأول بعد حلف اليمين الدستورية لتصريف أمور البلاد والعباد. [د. جمال حمدان]
الثامن من أبريل عام 1970 قام العدو الإسرائيلى بإلقاء القنابل الحارقة على مدرسة بحر البقر الابتدائية وكانت من دور واحد فهدموها وأصابوا أطفالها الأبرياء بالحروق والموت بالقنابل الحارقة وهى القنابل المحرم استعمالها دوليا.. هذه الجريمة ارتكبتها إسرائيل وجيشها يوم الثامن من أبريل عام 1970، وحتى اليوم لم تقم الحكومات المصرية المتعاقبة باتهام إسرائيل بهذا الجرم واستخدام أسلحة محرمة دوليا، ولم تدفع إسرائيل تعويضات عن هؤلاء الضحايا أطفال بحر البقر ماتوا قبل أن يصبحوا ورودا متفتحة فى جناين مصر.. وسيكون يوم الثامن من شهر أبريل «نيسان» هو اليوم الذى قدم فيه ذلك المرشح المحظوظ أوارق الترشيح.. وهذا يعود بى إلى ما بدأت به كلامى معكم من أن شهر أبريل هو أكثر شهور السنة الميلادية ازدحاما بالتواريخ المهمة.
ويوم الثامن من شهر أبريل عام 1958، فارقتنا السيدة الفاضلة فاطمة اليوسف، والتى أسست مجلة روزاليوسف أولى المجلات السياسية فى العالم العربى يوم 25 أكتوبر عام 1925 بعد حياة حافلة فى التمثيل المسرحى جعل النقاد يطلقون عليها: سارة برنار الشرق!
وسارة برنار - إن كنت لا تعلم - كانت فى ذلك الزمان أشهر ممثلة مسرحية فى باريس وزارت مصر فى تلك الأيام.. كما شهد يوم الثامن من شهر أبريل عام 1996 افتتاح مستشفى قصر العينى الجديد فى وجود الرئيس شيراك ورئيس مصر فى ذلك الوقت حسنى مبارك.. وخلال الأيام الأولى من شهر أبريل 2012 انتقل إلى رحمة الله العالم الكبير الدكتور محمد عبدالفتاح القصاص الأستاذ بكلية العلوم والذى اشتهر باهتمامه بعلوم البيئة، تماما كما فعل زميل دراسته وعمره الدكتور رشدى سعيد العالم الجيولوجى والذى اشتهر بحبه ودراسته لنهر النيل والذى يعيش اليوم فى مدينة واشنطن بأمريكا.. عبدالفتاح القصاص ورشدى سعيد زهرتان أنجبتهما كلية العلوم جامعة القاهرة فى النصف الأول من القرن العشرين وقدما لمصر والعالم العربى العلم والبحث العلمى والفكر الخلاق والاهتمام بالشأن العام.
[صلاح جاهين] وقديما سجل لنا التاريخ أن الإسكندر الأكبر وضع حجر الأساس لمدينة الإسكندرية يوم السابع من شهر أبريل، كما وضع محمد على حجر الأساس للقناطر الخيرية يوم التاسع من أبريل. كما أن العاشر من شهر أبريل شهد وفاة مصطفى أمين.. كما شهد العاشر من شهر أبريل عام 9002 وفاة الممثل والمخرج والفنان القدير الكوميدى السيد راضى.
وشهد الخامس عشر من شهر أبريل عام 2001 وفاة الفنان الرقيق يوسف فرنسيس.
ويوم السادس عشر من شهر أبريل عام 1993 شهد وفاة الأستاذ الدكتور جمال حمدان صاحب موسوعة شخصية مصر وعبقرية الزمان والمكان.
أما التاسع عشر من شهر أبريل عام 1923 فقد شهد صدور دستور 1923 أول دساتير مصر فى العصر الحديث والذى يجرى الحوار والنقاش اليوم حول كتابة دستور جديد لمصر ليحل مكان دستور عام 1971.. أما يوم 20 من شهر أبريل عام 1983 فقد شهد وفاة الدكتور عبدالله الكاتب رائد الجراحة الحديثة فى مصر.
وشهد الحادى والعشرون من شهر أبريل وفاة زميل العمر والصديق الغالى والفنان القدير صلاح جاهين عن عمر لم يكمل السادس والخمسين.
ومن المصادفات الغريبة والعجيبة أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى فى نفس يوم الحادى والعشرين من شهر أبريل عام 1997 الفنان المطرب والملحن سيد مكاوى صديق ورفيق درب صلاح جاهين فى الفن.
أما يوم الثانى والعشرون من شهر أبريل عام 1982 فقد شهد وفاة الفنان القدير ومعلم الإلقاء واللهجات وصاحب الأدوار التى لاتنسى فى السينما والمسرح عبدالوارث عسر.. ويوم الثالث والعشرون من شهر أبريل عام 1980 شهد وفاة قاسم أمين محرر المرأة المصرية.
وشهد يوم 25 أبريل عام 1859 بدء حفر قناة السويس المجرى المائى الهام الذى جعل البحر الأحمر متصلا بالمتوسط وعلى ضفاف القناة نشأت مدن السويس القديمة وبور توفيق وبور فؤاد وبورسعيد.. وشهد السادس والعشرون من شهر أبريل عام 1937 تولى الملك السابق فاروق الأول عرش مصر.. وشهد الثامن والعشرون من عام 1936 وفاة الملك أحمد فؤاد الأول ملك مصر.
وعام 1591 يوم الثلاثين من شهر أبريل توفت إلى رحمة الله السيدة نبوية موسى ناظرة أول مدرسة حكومية للبنات فى مصر،لأن أول مدرسة خاصة للبنات فى مصر أنشئت عام 1960 وأنشأها البابا كيرلس الرابع والذى سمى أبو الإصلاح.
وهكذا نرى أن التواريخ والأحداث التى جرت فى خلال أيام شهر أبريل (نيسان) عبر السنين فى مصر كثيرة وعديدة ومتنوعة وجرت قبل الميلاد وبعده.
كم من الأحداث ياترى سيحمل أبريل الجارى وأشهر أبريل فى قادم السنين والقرون ؟! الله أعلم ولكن مهما حمل شهر أبريل من أحداث تجرى فى أيامه، فإن ثورة الخامس والعشرين من يناير التى جرت أحداثها فى مصر عام 2011 تحولت بعد عام وأربعة شهور إلى فكرة، وهذه الفكرة لن تحدث، فالفكرة لا يمكن القضاء عليها إلا بفكرة أقوى، وثورة 25 يناير 2011 أصبحت فكرة قوية فى وجدان الشعب المصرى الذى كسر بفضلها حاجز الخوف، ولن نعود إلى الوراء مهما كانت نتائج انتخابات الرياسة المقبلة.
الشعب المصرى اليوم يعيش فكرة الثورة مستمرة، وعلى الجميع أن يعوا ذلك.