علي الرغم من صغر سنهم إلا أنهم أبطال يستحقون التقديم والتقدير، ففريق عمل السبورة الذكية المتطورة يعد نموذجا مشرفا، فالأبطال الخمسة طلبة في المرحلة الإعدادية ولكن لم يكتفوا بحبهم للكمبيوتر واللعب عليه فقط، ولم يكتفوا بكونهم طلبة في مدرسة الخلفاء الراشدين الخاصة يتلقون العلم فقط ويشغلون أوقات فراغهم في اللهو واللعب، وإنما استثمروا حب الكمبيوتر وبادروا لتلبية نداء مديرة المدرسة في عمل مشروع قومي واشتركوا في تطوير السبورة الذكية لتنشر في مدارس مصر خلال الثلاث سنوات القادمة بتكلفة أقل ب90%، فهذه السبورة المتطورة تستطيع إعادة الدرس للطالب الغائب كما أنها محملة بجميع المواد الدراسية بلغة AVAJ صوت وصورة وحركة مما يجعلها أكثر جاذبية في الدراسة ونحمل عليها خرائط جيولوجية ومعامل كيميائية وفيزيائية، فتعاون كل من جورج مع محمد بمنتهي الحب ليصنعا هذا العمل الجميل.. محمد أشرف عبدالحسيب، أحد الفرسان الخمسة كما لقبتهم مديرة المدرسة، تحدث معنا عن دوره المختص به في إعداد السبورة الذكية المتطورة حيث قال : لدي 15 عاما وأنا في الصف الثالث الإعدادي، والدي موظف بإحدي شركات الأدوية كما أن والدتي تعمل معلمة رياضيات لصفوف الابتدائي وأنا أكبر إخوتي ألعب ألعاب قوي في النادي الأهلي وحصلت علي المركز الثالث في ألعاب القوي علي مستوي الجمهورية أعشق الكمبيوتر من صغري فمنذ الصف لأول التمهيدي وأنا متميز في الحاسب الآلي إضافة إلي أن تحصيلي الدراسي في المواد العلمية دائما أعلي من المواد الأخري.. وعن كيفية اشتراكه في اختراع السبورة الذكية المتطورة مع المديرة وزملائه يقول: في يوم تحدثت المديرة في الطابور الصباحي وقالت إن هناك مشروعا برئاستها وبالاشتراك مع2 من المدرسين وأن هذا المشروع سيكون مشروعا قوميا وسيفيد مصر.. وفي نفس اليوم ذهبت لأشترك معهم في المشروع وبالفعل وافقوا علي كعضو في مجموعة العمل وأسند إلي دور تصنيع القلم IR وهو قلم يعمل بأشعة تحت الحمراء.. وابتسم ابتسامة نصر وشرح كيفية تصنيعه قائلا: أحضرت زر limited switch ثم قمت بعمل دائرة كهربائية فأصبح القلم جاهزا مع أي جهاز إرسال واستغرق العمل في السبورة حوالي أسبوعين وكانت مراجعنا هي الدروس التي درسناها في مادة العلوم بالإضافة إلي بعض المعلومات التي استندنا إليها عن طريق الإنترنت. • أحببت فكرة العمل الجماعي والفارس الثاني الذي أسندت إليه المديرة دورا كبيرا واستطاع اجتيازه هو جورج مجدي فوزي الذي قال: أحب أن أهدي هذا المشروع إلي كل مصر مسلمين وأقباطا وأود أن أهنئ الأقباط بالعيد المجيد وأتمني أن نظل إخوة مسلمين وأقباطا مدي الحياة ولا يزعزعنا أحد أو يفرقنا أي شيء، فنحن في المرة قبل الحلوة سنكون سويا يدا واحدة.. ثم أكمل حديثه عن المشروع قائلا: أنا أيضا في الصف الثالث الإعدادي أسكن جوار المدرسة ووالدي يعمل موجه رياضيات لكن والدتي لا تعمل فهي خريجة كلية الإعلام وفضلت أن تجلس معنا في البيت لتراعينا، أما عن إخوتي فأنا أصغرهم فلدي أخت في تربية إنجليزي وأخ في الثانوية العامة أحب لعب كرة القدم، كما أنني أحب أيضا جميع المواد العلمية والأدبية فأنا والحمد لله من طلبة المدرسة المتميزين. اشتركت في المشروع عندما أحسست أنه سيخدم مصر وكان دوري هو ضبط جهاز أشعة تحت الحمراء لكي يرسل أشعته مع موجات الراديو ليستقبلها جهاز الكمبيوتر والقلم الضوئي وبالطبع هذا كله في وجود بروجيكتور ويعتبر عندها أن الحائل هو جهاز الكمبيوتر والذي يعمل بالقلم الضوئي فحولنا الحائل إلي شاشة تعمل بلمس القلم الضوئي . نجاح هذا المشروع جعلني أشعر بفرحة كبيرة وإنني قادر علي فعل أي شيء إذا توافرت الإمكانيات والدراسة والقيادة الجيدة في ظل مجموعة عمل نشطة إضافة إلي أن أهلي جميعهم أصبحوا أكثر افتخارا بي أتمني في يوم من الأيام أن أصبح دكتورا مشهورا. • لا يأس وكانت تحميل البرامج هي المسئولية التي تولاها محمد صابر أحمد في الصف الثالث الإعدادي والذي كانت سعادته بالغة وقال: أنا سعيد لدرجة لا توصف بأنني استطعت فعل شيء ناجح سيخدم مدرستي ومدارس مصر بأكملها أشعر بالاعتزاز والفخر من الجميع وخاصة أهلي الذين شجعوني عندما علموا أنني سأشترك في هذا المشروع وكان والدي هو أول من علم باشتراكي لأنه وكيل مدرستي أما والدتي فهي ربة منزل وسعدت كثيرا عندما علمت بقبولي في مجموعة العمل. ثم بدأ يتحدث عن نفسه قائلا: أنا أكبر إخوتي ولدي أخ رضيع وأخت في الصف الرابع الابتدائي أمارس رياضة كرة القدم وأعشق كل ما يرتبط بالكمبيوتر فأنا أول الجمهورية في مسابقة الكمبيوتر في عام 2008-2009 ، أما عن تحصيلي الدراسي فأنا في العام الماضي حصلت علي الترتيب الثالث علي فصول الأولاد. ثم قطع الحديث عن نفسه ليكمله بقصة اشتراكه في المشروع وهو يسرد التفاصيل باستمتاع شديد قائلا: عندما تقدمت إلي المشروع الذي طرحته مديرة المدرسة كنت واثقا من نجاح المشروع ولم أيأس لأنني أعلم أنه لا يأس مع الحياة ولم أضع في رأسي أن هناك عراقيل ستعيق المشروع وبالفعل كنت المسئول عن تحميل برامج منهج الثالث الإعدادي لمادة العربي عن طريق الإنترنت بلغة ال JAVA أي صوت وصورة وحركة وهكذا مواد عدة وعندما زارنا محافظ القاهرة دكتور عبد العظيم وزير سعدت كثيرا وهنأني العديد كما وعدنا المحافظ بأجهزة لاب توب لكل طالب تشجيعا منه علي جهودنا وهو ما أسعدنا كثيرا ولكن لم نستلمه حتي الآن. وتقدم إلي صلاح ممدوح صلاح ليعرفني بنفسه قائلا: أنا في الصف الثالث الإعدادي والدي يعمل في مصنع طيران أما والدتي فهي دكتورة في البحث العلمي كما أنني أكبر إخوتي أمارس رياضة كرة السلة في مدرستي وحصلت علي المستوي الأول علي الإدارة التعليمية أحب جميع المواد ومتميز فيها تم اختياري لأسافر إلي الأردن في المؤتمر العالمي لأطفال العرب واختاروا أحسن 4 مواهب علي مستوي الجمهورية ليقوموا بتمثيل مصر لأنني لدي مواهب عديدة مثل الرسم وتأليف الشعر والإلقاء فحصلت علي المركز الأول في الإلقاء لذلك عندما أذاعت المديرة خبر المشروع الذي سيقومون به اشتركت علي الفور لأنني أحب الأنشطة وأحب الكمبيوتر جدا كما أنني سأستفيد كثيرا عندما أشترك في عمل جماعي سيعلمني هذا المشاركة والصبر وعدم اليأس وروح الجماعة. وأنا فخور بما صنعت، فأنا كنت المسئول عن كيفية استخدام القلم الضوئي وكيفية الكتابة علي السبورة الذكية المتطورة وأكثر ما زاد فرحي أنني استطعت فعل شيء لمصر التي استحملتني15 عاما وجعلتني أرد الجميل لها في يوم من الأيام حتي لو بشيء صغير فخدمة مصر بأي شكل يزيد المرء اعتزازا وفخرا وشرفا. • اشتركت لحبي في المواد العلمية أما إسلام ممدوح محمود في المرحلة الإعدادية والده يعمل مشرف كنترول في شركة أسمنت ووالدته ربة منزل، هو أكبر إخوته ولديه أخوان أحدهما في الصف الأول الإعدادي والآخر في المرحلة التمهيدية والذي لاحظت عليه علامات الفرح بمزيد من الاتزان والهدوء، هو أول الجمهورية في النشاط الكشافي وحصل علي المرتبة الخامسة علي مستوي الفصل في العام الماضي. أما عن سبب اشتراكه فقد قال لي: اشتركت في المشروع لأنني أحب أي شيء يتعلق بالكمبيوتر وأي أنشطة تتعلق به أكون من أوائل المشاركين وما دفعني للاشتراك أيضا هو حبي إلي المواد العلمية والتي استخدمتها في المشروع فأنا كنت المسئول عن ضبط البروجكتور ومشاركة محمد أشرف في تصنيع القلم الضوئي وضبط الدائرة الكهربائية. وأكمل مضيفا: الأنشطة دائما ما تغير في الطلبة فتجعلهم اجتماعيين بشكل أكبر وأكثر جرأة لتعاملهم مع أعمار مختلفة ومع مجالات عديدة لذلك أحب تنمية مهاراتي دائما بالاشتراك في الأنشطة وأنا سعيد بروح الجماعة التي ظللنا نعمل بها طوال شهرين إلي ثلاثة شهور فهي زادت من رباط الصداقة أكثر وجعلتنا نتقابل مع أصدقائنا بشكل أكبر وجميع من حولنا فرحوا مما صنعناه تحت إشراف ورعاية صاحبة الفكرة المهندسة مديرة المدرسة التي شجعتنا كثيرا وقدمت إلينا دعما كبيرا أتمني أن أكون مهندس كمبيوتر وأقوم باختراع أشياء عدة تخدم مصر وتفيدها وأود إهداء هذا النجاح إلي والدي ووالدتي ومدرستي. وكان لنا لقاء مع صاحبة الفكرة ومديرة مدرسة الخلفاء الراشدين المهندسة أماني كمال وقالت: سافرت كثيرا إلي الخارج في مؤتمرات علمية عدة وفي عام 1991 شاهدت السبورة الذكية في أمريكا والتي تتلخص فكرتها في وجود حائل ولاب توب وبرجكتور، ويتم توصيل الجهازين وعرضهما علي الحائل وبدأت هذه السبورة تدخل مصر في المدارس العالمية مثل المدرسة الأمريكية وغيرها ولكن منذ 10 سنوات ومنذ أن رأيت هذه السبورة وهي تشغل تفكيري كثيرا، فأول ما شاهدتها أخذت قرارًا، وعزمت النية أن أكون السبب في نشرها في مصر لنحدث ما يسمي بثورة التعليم والتطور التكنولوجي فلا يصح أن نكون في الألفية الثالثة ونكتب بالطباشير وكأننا من العصر الحجري. ومنذ سنتين تحديدا بدأت بدراسات عديدة وتجميع معلومات عدة عن كل ما يخص السبورة الذكية وتعهدت أن أطورها في بلدي ومنذ سبعة أشهر اقترحت هذه الفكرة علي المهندسة صفاء مشرفة ومهندسة شبكات الإنترنت في المدرسة والمسئولة عن قسم التطوير التكنولوجي وعلي المهندس عمرو المسئول عن البرامج والأستاذ وليد وكيل قسم الأنشطة بالمدرسة وأعجبتهم كثيرا، وبدأ كل منا تجميع قاعدة كبيرة من البيانات للعمل عليها وكنا ننزل جميعنا لشراء الأدوات اللازمة والتي سنحتاجها في التجربة. وقبل البدء في المشروع بثلاثة أشهر نزلنا لشراء مستلزمات التجربة وأدواتها من لاب توب وبرجكتور وأدوات صنع القلم الضوئي وريموت الأشعة تحت الحمراء وهي نفس أدوات السبورة الذكية ولكن فكرة تطورها تكمن في تزويدها بمميزات عدة لتتلافي عيوب أي سبورة أخري، فبرامجها مطورة أكثر إضافة إلي أن تكلفتها 10% من قيمة السبورة الذكية، وذلك بدون كمبيوتر أو برجكتور يعني إذا كان ثمن السبورة الذكية 20000 جنيه فالسبورة المتطورة 2000 جنيه فقط لذلك تحمست أكثر وأذعت في طابور الصباح اننا سنبدأ في عمل مشروع كبير خاص بالكمبيوتر وسيكون يوما ما مشروعا قوميا يخدم مصر بأكملها، وأن كل من يري نفسه في هذا المشروع يتقدم، وبالفعل تقدم مجموعة وقمنا بعمل امتحانات واخترنا أفضل 5 طلاب في المجموعة لندربهم علي أن يستفيدوا بما درسوه عملي ويجربوا بأيديهم وأسندنا إلي كل طالب مهمة ونزودهم بالمعلومات ونعمل معهم ونوجههم في حالة الخطأ فكنا بمثابة دور تعليمي ومراقب علي اشتراكهم.. وبدأت المهندسة صفاء والمهندس عمرو بتزويدنا ببرامج ومواقع لتحميل مناهج الدراسية بلغة JAVA صوتا وصورة وحركة لتعطي متعة و3 MAX وتطويرنا أيضًا جاء عن طريق تحميل القصص التاريخية والخرائط الجيولوجية وبرامج المجسمات إضافة إلي وجود معامل فيزيائية وكميائية متحركة.. كما أن مميزاتها عدة أولها طريقة العرض الشيقة والدراسة الممزوجة بمتعة، ستخدم أكثر قسم ذوي الاحتياجات الخاصة التواصل مع أي مكان في العالم عن طريق المحادثات المرئية اختصارًا للوقت والجهد، إمكانية إرسال الدروس للطلبة الغائبين عن طريق الإيميل، إمكانية عمل الشيت بسهولة عن طريق طبع الصفحة المعروضة علي الطلبة وغيرها من المميزات. إضافة إلي أننا سنستعد لاختراع أكبر وتطوير السبورة ثانية، ولقد طلبت من الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة والذي أعجب كثيرا بما رآه، وشجعنا أن يدعوا أبناء كلية هندسة قسم كمبيوتر في الجامعات أن يكون مشروعهم عبارة عن تحويل الكتب الدراسية المختلفة إلي صفحات إلكترونية فيفيدوننا ويستفيدون وبادرت الأكاديمية البحرية بمصر الجديدة باستعدادهم بتحويل الكتب الدراسية إلي إلكترونية ليسهل علينا وعلي المحافظ نشر هذه السبورة في مدارس القاهرة كما تعهد ابتداء من العام الدراسي الجديد وخلال ثلاث سنوات ستنتشر هذه السبورة في جميع مدارس القاهرة كما أطلب بإنشاء قناة تعليمية لتقوم بتدريب المعلمين علي كيفية استخدام البرامج والسبورة.