حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.علي جمعة: لابد من استمرار حالة التوحد والحب وللمسلمين الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
نشر في صباح الخير يوم 11 - 01 - 2011


د. علي جمعة في حوار مهم ل «صباح الخير»:
لابد من استمرار حالة التوحد والحب.. وللمسلمين الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
يجوز للمسلمين الاحتفال بميلاد السيد المسيح عليه السلام كما يحتفلون بميلاد النبي محمد «صلي الله عليه وسلم» فالإيمان بالسيد المسيح ركن من أركان الإيمان في الإسلام.. بهذه الكلمات الموجزة والموحية بدأ فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية خطبة الجمعة التي ألقاها يوم الجمعة الماضي في مسجد السلطان حسن قبل سفره للهند بساعات قليلة، والتي أكد خلالها أن مرتكبي جريمة الإسكندرية لا ينتسبون للإسلام، محذرا إياهم من الكذب علي العالم بالادعاء بأنهم مسلمون، لأن الرسول يتبرأ منهم - صباح الخير التقت د. علي جمعة عقب خطبة الجمعة في هذا الحوار المهم عن هموم المصريين وقضاياهم..
كيف نعمل علي عدم تكرار جريمة كنيسة القديسين ؟
نحن في دار الإفتاء نبين دائما للناس أن الإسلام حرم الاعتداء علي الأبرياء ودور العبادة، بغض النظر عن ديانتهم وجنسياتهم وأعراقهم، داخل دور العبادة، وخارجها، فالإسلام قد حرم الاعتداء علي الحيوان، فما بالنا بالإنسان الذي قال الله تعالي في حقه «ولقد كرمنا بني آدم»، فالإنسان مكرم عند الله، وفي الصحيحين «دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض»، ولاشك أن الإنسان أشد حرمة من الحيوان، فقاتله مجرم وقتاله فساد.
كما أن الإسلام حرم الاعتداء علي معصومي الدماء من الآدميين ممن ليسوا في حرب مع المسلمين، والله تعالي يقول «من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، والرسول «صلي الله عليه وسلم» يقول «إذا أمن الرجلُ الرجلَ علي نفسه ثم قتله، فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا»، ويقول «صلي الله عليه وسلم» أيضا «من أمن رجلا علي دمه فقتله، فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة»، وعليه فأعمال التخريب والقتل والإرهاب والاعتداء علي الأبرياء في الكنائس وغيرها من دور العبادة الخاصة بغير المسلمين داخل بلاد الإسلام وخارجها مخالفاً للشرع.
وكما قلت في خطبة الجمعة الماضية أن ميلاد السيد المسيح معجزة آمن بها المسلمون، وأن القرآن تحدث عنه بأنه كلمة الله وروح منه، وأن الإيمان بالسيد المسيح ركن من أركان الإيمان في الإسلام، وأن عيسي عليه السلام هو النبي الوحيد الذي ذكرت أمه في القرآن، وأطلق عليها لقب الصديقة.
وأضاف فضيلته أنه يجوز للمسلمين الاحتفال بميلاد السيد المسيح كما يحتفلون بميلاد محمد «صلي الله عليه وسلم»، وهؤلاء المجرمون لا ينتسبون إلي الإسلام، ومحذرا إياهم بأن يكذبوا علي العالم ويقولوا أنهم ينتسبون إلي الإسلام لأن الرسول «صلي الله عليه وسلم» تبرأ منهم.
ونحن نحتفل في هذه الأيام بعيد الميلاد المجيد، ما يميز العلاقة بين فضيلتكم و قداسة البابا شنودة ؟
- علاقة أخوة وترابط، وبالفعل قمت بتهنئة قداسة البابا شنودة، وجميع الإخوة الأقباط داخل مصر وخارجها بعيد الميلاد المجيد، فميلاد السيد المسيح كان ميلاد خير وسلام ومحبة ليس للمسيحيين فقط، وإنما للمسلمين وسائر البشر، ولاشك أن الأعياد عامة تكون بمثابة فرصة جديدة لنشر الحب والسلام والترابط والأخوة بين أبناء الوطن الواحد.
- ولاشك أن الحالة التي شعر بها المجتمع المصري بعد هذا الحادث الأليم من التعايش والحب والوحدة شيء جيد ينبغي أن يستمر علي الدوام، وهذا لن يحدث إلا إذا تمسكنا، وخلقنا حالة من الاتحاد وتوحيد الجهود، والتعايش الطيب وحسن الجوار مع بعضنا، وأن نقف يدا واحدة ضد جميع أشكال التعصب والتطرف والإرهاب.
في ظل تعدد جهات الفتوي، وما نشاهده من سيل الفتاوي علي الفضائيات المختلفة، هل تأثرت دار الإفتاء ؟
- دار الإفتاء المصرية مؤسسة راسخة أنشئت عام 1895، وتولي الإفتاء فيها عبر تاريخها الطويل خيرة العلماء، والدار لها طريق واضح ومحدد فيما يتعلق بمصادرها وطرق البحث، وشروطه، كما أنها صاحبة عقلية علمية تميزت بها عبر هذه الفترة، ولها خبرة في إدراك الواقع، ولذا فدار الإفتاء لا يمكن أن تتأثر بهذا السيل من الفتاوي المتضاربة، ولن تهتز أمامها، فالدار لها منهج وسطي، وهي مؤسسة لديها القدرة علي إدراك مصالح الناس في مقاصد الشرع، وبالنسبة لدعاة الفضائيات.
- «يضيف فضيلة المفتي» نؤكد أن : هؤلاء أحدثوا فوضي في الخطاب الديني وليست في الفتاوي الحقيقية، فأنت تشاهد برنامجا يتحدث عن الدين، وإذا بك أمام شيخ متشدد، وتحول المحطة لتجد متسيبا، وتحولها لتجد وسطياً، وتحولها لتجد من يحصر الدين في الروحانيات، وتحول لتجد آخر يحصر الدين في السياسة، ولذا الناس تحيرت وتبلبلت من اختلاف الآراء في الخطاب الديني فأسمينا هذه الحالة «فوضي للفتاوي»
وما الذي يصنع فوضي الفتاوي، وكيف نقضي عليها، في رأي فضيلتكم ؟
- فوضي الفتاوي تحدث عندما نسمي الإجابة عن أي سؤال بأنها فتوي، فمثلا عندما يسألني أحد عمن كان مع الرسول «صلي الله عليه وسلم» في الغار، فهذه ليست فتوي، قس الأمر علي ذلك، والناس تسميها فتوي، ونحن وراءهم نسميها كذلك، لكن الفتوي هي أمر يتعلق بالعمل، والتفريق بين المسائل والقضايا، وبين الرأي والفتوي، وإجابة السؤال أمر مهم جدا، لكن لا نقول عليه فتوي، لأن الأصل في إصدار الفتاوي هو أن تعتمد علي ثلاثة أركان، هي المصادر والواقع الذي تسقط عليه الفتوي، وكيفية الوصل بينهما، فالواقع جزء من الفتوي وركن من أركانها، والوصل يتم عن طريق دراسة المصالح والمقاصد الشرعية، مادام مسئول إليه هذه الفتوي، ونحن دائما ما نتحري ذلك لأن هذه أصول الفتوي.
كيف يحصل الناس علي الفتوي الصحيحة، وبماذا ترد فضيلتكم علي مقولة إن المؤسسة الدينية في مصر فقدت مصداقيتها؟
- الناس يحصلون علي الفتوي من العلماء أصحاب المعرفة بأمور الدين، والفقه الإسلامي، وواقع الحياة، والعلماء هم الذين يتمكنون من الربط بين الفقه. والحياة، والمؤسسة الدينية لم تفقد مصداقيتها، فالشعب مرتبط ارتباطاً حقيقياً بالعلماء.
وبماذا ترد أيضا بأن هناك من يمارس ضغوطا سياسية علي المؤسسة الدينية في إصدار بعض الفتاوي المؤيدة لوجهة نظر الحكومة ؟!
- إطلاقا، لا توجد أي ضغوط، وكل المفتين يشهدون بذلك، فنحن من عام 1895 إلي يومنا هذا، لا يوجد فتوي أيدت شيئا يتعلق بالحاكم أو الحكومة، والحقيقة أنني لم أجد مطلقا أي لون من الخلط بين الفتوي والسياسة وعلي مدي 112 سنة لم يحدث أي نوع من الضغوط السياسية أو غيرها، وإن كان الشائع غير ذلك، والذي ندعو إليه التثبيت والحقيقة.
هناك اتهام موجه إلي دار الإفتاء، بأنها تركت شيوخ القنوات الفضائية يتناولون العديد من القضايا الاجتماعية والدينية والإفتاء فيها دون أن يكونوا مؤهلين للفتوي؟
- نحن لا نسمح لمرتادي الفضائيات بالفتوي فما يصدر عنهم في البرامج ما هو إلا آراء شخصية، ونظراً لإيماني الكبير بأهمية الإعلام في عصرنا الحالي، ولأننا أصبحنا لا نستطيع التخلي عن الإعلام، لذا أنشأنا المركز الإعلامي التابع لدار الإفتاء المصرية، للرد علي القضايا المثارة، ولتوصيل رسالتنا إلي الأمة، وتوصيل المعلومات الدينية الصحيحة إلي الناس، وكذلك تصحيح الأخطاء في الأحكام، هذا بالإضافة إلي تنظيم العلاقة الإعلامية بين الدار وغيرها من المؤسسات الإعلامية المحلية والعالمية، وأنا أعتقد أن الصحافة هي أحد أهم الروافد التي يقوم عليها التغيير إلي الأفضل، لكن في الوقت نفسه في بعض وسائل الإعلام لا نجد بناء العقلية الإنسانية هدفاً حقيقياً لها، وتتخذ هذه الوسائل من الإثارة غير الموضعية هدفاً لأغراض خفية وخبراء الإعلام يقولون إن الإثارة جزء من الإعلام الغربي، ونحن للأسف رغم اختلافنا عنهم في القيم والمبادئ والعادات والتقاليد، إلا أننا نستورد منهم هذه الإثارة غير الهادفة.
عندما يفتي شخص ليس أهلاً للفتوي، في أمر يضر بمصالح المجتمع لماذا لا يوجد قانون لمعاقبته؟
- لا يوجد تشريع لمحاربة الفتاوي غير الدقيقة ونتمني إصدار تشريع للحد من هذه الفتاوي، ولكن الحل الحقيقي لعدم انتشارها يتمثل في الثقافة والإعلام بشرط البعد عن الإثارة.
في رأي فضيلتكم ما هو المدي المقبول لتداخل السياسة والدين؟
- السياسة لها معنيان، الأول معني يختص برعاية شئون الأمة، والمعني الآخر هو المعني الحزبي، ونظراً لأن الدين يرعي شئون الأمة فهو يتعرض للسياسة من هذه الناحية، لكن لا يتدخل أبداً في السياسة الحزبية، والعمل الحزبي أبداً لأن هذه أدوات تتغير بتغير الزمان والمكان.
وما رأي فضيلتكم في الجماعات التي ترفع شعار الدين، كجماعة الإخوان المحظورة مثلاً؟
- الاستراتيجية التي نتبعها في عملنا، هي البعد عن الثنائيات الممثلة في الحكومة والمعارضة، أو السلطة والشعب، وكل صور الثنائيات فنحن جهة مستقلة، نقدم خدماتنا للجميع بغض النظر عن اختلاف المذاهب والأراء.
ما المنهج الذي تسيرون عليه في الإفتاء، وكيف يتواكب مع المصالح المستجدة للأمة؟!
- منهجنا في الإفتاء هو أننا ملتزمون بالمصادر الإسلامية التي تتمثل في القرآن والسنة، هذا بالإضافة إلي الإنتاج الفكري الفقهي لعلماء المسلمين عبر القرون الماضية، وتفهمنا لهذا الإنتاج من خلال علم أصول الفقه واللغة العربية، وإجماع الأمة والعمل علي تحقيق المقاصد الشرعية.
وهذا يجعلنا ننظر إلي هذه المصادر بعين وإلي الواقع بعين أخري، فنحن نمزج بين التراث والمعاصرة، أو بين هويتنا الإسلامية وبين مصالحنا وحياتنا العصرية، فنحن نتعامل مع واقع مركب، وهذا التركيب من عوامل مختلفة، عالم الأشياء وله منهج للإدراك وهو المنهج العلمي والعلم التجريبي، ثم عالم الأشخاص وعالم الأفكار، وعالم النظم وعالم الأحداث، وكل هذا له منهج في التحليل والاستفادة وفي التعامل معه، لأن إدراك الواقع منذ مائة عام مضت كان ميسراً، ولم تكن الدنيا بهذا الحراك السريع الذي نعيشه الآن، ولذا علينا العمل المتصل لفهم حياة الناس ومصالحهم، وفهم علاقتنا بأنفسنا، وعلاقتنا بالآخر، حتي ننهي الظلم ونقر العدل ونقاوم البطالة، ونهتم بشئون حياتنا في الآداب والفنون والبحث العلمي، ومن ثم عمارة الدنيا، وغرضنا من ذلك هو بيان صحيح الدين للناس ونقله لمن بعدنا بصورة مناسبة، وأن نصحح صورة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وأن ننقل صحيح الدين لغير المسلمين في مختلف دول العالم، والقضاء علي بذور الشر التي ينتج عنها أنصار التشدد والتطرف والإرهاب.
ما خصائص الفكر المتطرف، وكيف يمكن مواجهته؟
-الفكر المتطرف له خصائص منها أنه فكر ينكر التفسير وينكر المقاصد والمصالح أي أنه يريد أن يحول فهمه للنص إلي دين، كما أن الفكر المتطرف يتميز بالتشدد وهذا موجود في البشر لكن عندما يطبع عليه الطابع الديني يتحول التطرف إلي عنف، والعنف يتحول إلي صدام، والصدام يتحول إلي فرض رأي وبهذا العنف يكون إرهاباً.
ومن خصائص الفكر المتطرف أيضاً سحب الماضي علي الحاضر، وعدم إدراكه للواقع لأن الواقع مرفوض عنده، وبالتالي يحاول فرض أفكاره القديمة فيأتي الصدام خاصة أن هذا الفكر يهتم بالظاهر فقط، ولذلك فالمنظومة الأخلاقية عنده تكون باهتة جداً، ولا تكاد توجد ولذا المتطرف لا يتكلم عن الحب أو حسن الجوار، ونجد لديهم مشاكل في تربية الأسرة ومشاكل مع الحياة والجمال وغيرها، ولن نتمكن من القضاء علي الفكر المتطرف إلا بمحاصرة هذه الخصائص بالفكر والتربية والإعلام والثقافة، والتعامل السوي مع الأفكار المتشددة والمتطرفة حتي لا ينتج عنها الإرهاب.
ما الخطط التي وضعتها دار الإفتاء للقضاء علي التخبط والبلبلة الدينية التي يعيشها المجتمع اليوم؟
- الدار في طريقها إلي عقد محاضرات حول قضايا الإفتاء، بهدف خلق وعي فقهي لدي الناس، وحتي تمنحهم القدرة علي مواجهة الفتاوي غير الدقيقة التي تبث عبر الفضائيات، فالناس أصبح لديها وعي ديني يميزون به بين الغث والسمين من الفتاوي، والدار أجابت في عام 2010 علي «465 ألف فتوي» مكتوبة وشفوية وهاتفية وعبر الإنترنت، ومعظمها جاءت من موضوعات أثارتها الفضائيات، وبدأ الناس بالفعل يأتون إلي دار الإفتاء حتي بلغ عدد الحضور إلي الدار 400 شخص يومياً، بعدما كان عددهم لا يتجاوز ال50 شخص يومياً في 2006.
ماذا عن مؤسسة مصر الخير؟
- مصر الخير مؤسسة تعمل علي مستوي قومي من خلال المشروعات التنموية التي تقوم بها في شتي المجالات، فتذهب إلي المراكز والقري والنجوع المختلفة في الوجهين القبلي والبحري، بصفة دورية أسبوعية، وتحاول المؤسسة أن تقوم بواجبها تجاه المجتمع، وتسعي لمحاصرة العديد من الصفات السلبية والقضاء عليها، وذلك لخدمة وتنمية المجتمع خاصة الفئات الأكثر احتياجاً في مجالات عديدة، كالأمية والفقر والصحة والتعليم والتكافل الاجتماعي، كما أن المؤسسة تولي البحث العلمي أهمية خاصة ويتم ذلك في صورة قوافل تجوب المحافظات، بهدف تحويل أفراد المجتمع إلي أفراد مساهمين في رفع معدلات النمو، وتحويلهم إلي منتجين يستفيد منهم المجتمع، وتتعاون المؤسسة مع مختلف المؤسسات سواءً من القطاع الحكومي أو مؤسسات المجتمع المدني، وسبق أن تعاونا مع القوات المسلحة ومازال التعاون مستمراً والمؤسسة تعتمد في مصادرها علي الزكاة ونراعي في توزيعها كل الشروط الشرعية، بالإضافة إلي التبرعات التي يقدمها أهل الخير، وهذه التبرعات لو حدد المتبرع أوجه صرفها نلتزم بذلك وهناك الصدقات الجارية، وهذه لا نقوم بصرفها في أوجه الاستثمار، إنما يتم صرفها فيما يعود علي المجتمع بالنفع كبناء مدرسة، أو مبني لإسكان الطلاب الوافدين أو في علاج المرضي.
هل تقتصر أعمال المؤسسة الخدمية علي المسلمين دون الأقباط؟
- المؤسسة تقدم خدماتها للجميع دون أن نسأل أحداً عن ديانته «مبنقلش للمحتاج إنت مسلم ولا مسيحي»، هذا إلي جانب وجود العديد من المسيحيين العاملين بالمؤسسة.
وأخيراً.. ما هي مشاريع الدار في العام الجديد؟
- المشاريع كثيرة منها، المزيد من التعاون مع جميع المنظمات والهيئات العربية والإسلامية، ووضع ميثاق شرف موحد يتضمن الضوابط والمعايير الشرعية والعلمية للإفتاء، بالإضافة إلي رغبة الدار في تنظيم مؤتمر دولي عن الإفتاء سيعقد في مصر لمناقشة أهمية الإفتاء، ودور الإعلام المعاصر في تنمية المجتمعات، ومن المقرر عقد هذا المؤتمر في نهاية العام الحالي، هذا إلي جانب إطلاق مشروع التعليم عن بعد، حيث تقوم الدار بالإعداد لأول مركز للتعليم عن بعد، وذلك في مجال الإفتاء الشرعي حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء، ومن ثم بث ذلك علي موقع خاص بالتعليم عن بعد، وهذه الخدمة توفر علي طلاب العلم عناء السفر للحصول علي دراسة دورة الإفتاء بالدار، كما ستقوم الدار بتقديم الاستشارات الشرعية لطالبيها في مصر والعالم باستخدام الوسائل التكنولوجية في نقل المعلومات مثل حساب الزكاة للشركات وغيرها من الأمور التي كثر عليها الطلب في الوقت الحاضر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.