في ظل تشجيع الرئيس مبارك علي تعمير الصحراء والخروج من الوادي الضيق قام أكثر من 800 مواطن في أسيوطالجديدة باستصلاح 3500 فدان من الأراضي الصحراوية وانفقوا عليها كل ما يملكونه وحولوها من صحراء جرداء إلي أرض خصبة. وجاء قرار الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بتقنين أوضاع واضعي اليد علي أراضي أملاك الدولة ليحول أحلامهم إلي حقيقة ملموسة فتقدموا لتقنين أوضاعهم ولكن الحلم تبدد بسبب الروتين وفوجئوا بتهديدات من المسئولين لإزالة زراعاتهم بحجة تحويل الارض الي غابة خشبية وإعطائها لأحد المستثمرين لاستخدامها في مشروعات خاصة به «روزاليوسف» التقت بالمواطنين واستمعت إلي شكواهم ". في البداية يقول صلاح فرغلي أحد واضعي اليد : إننا نزرع هذه الأراضي منذ أكثر من 15 عاماً وفوجئنا بقرار سحبها لتحويلها الي غابة خشبية بدعوي من مياه الصرف الصحي وهذا غير صحيح فقد علمنا أن هذه الأرض تم بيعها لأحد المستثمرين الاجانب. وأشار "فرغلي" الي أنه سبق ان تم حصر هذه الأراضي واستخراج حيازات بها للمزارعين وهي موجودة بالإدارة الزراعية بمركز الفتح كما يتم صرف مستلزمات الانتاج الزراعي منذ عام 1983 وحتي الآن لافتا الي انه سبق أن تم استدعاؤهم لتنفيذ قرار رئيس الوزراء بتمليك الأراضي لواضعي اليد وتقدموا بصورة معتمدة من المستندات من الجهاز بهدف تقنين لأوضاع المزارعين بهذه المنطقة. ويضيف مبارك طامي مبارك انه يملك 30 فدانا هو وأخوته وهي مصدر الرزق الوحيد لاسرتهم التي تتكون من 20 فردا موضحا انهم بذلوا فيها جهدا ومالا لاستصلاحها علي نفقتهم الخاصة وباعوا الغالي والنفيس بل استدانوا من أجل زراعتها. أوضح "مبارك" انه تم دق أكثر من 300 طلمبة مياه كل طلمبة تصل تكلفتها الي أكثر من 250 ألف جنيه وقد تقدموا بالعديد من الشكاوي لإنهاء المهزلة في تدمير هذه المزارع التي أصبحت مصدرا لإنتاج القمح بمحافظة أسيوط خاصة بعد صدور قرار رئيس الوزراء وتم تكوين لجنة من مندوبي المساحة والزراعة وهيئة الآثار ومندوب عن أملاك الدولة والذين قاموا بمسح شامل لهذه الأراضي تمهيداً لتقديمها للمحافظ لاعتمادها. ويؤكد علاء مرشد محمد احد المواطنين أنه قام باستصلاح 43 فدانا ويعتمد علي دخل هذه الأرض أكثر من 23 فرداً من أسرته مشيرا الي ان الارض بها جميع الزراعات من موالح وقمح وزيتون ونخيل ومزارع للإنتاج الحيواني تتغذي علي الإنتاج الطبيعي من هذه الأرض كما قامت بها أكثر من 50 مزرعة دواجن مما كان له أثر كبير في توفير فرص عمل والمساهمة في القضاء علي مشكلة البطالة وتوفير المواد. ويضيف محمود عبد العزيز أن الدولة بدلاً من أن تقوم بتشجيعنا وتمليكنا هذه الأراضي بتقنين أوضاعنا طبقاً لقرار رئيس الوزراء وتوفير الأسمدة ومستلزمات الإنتاج والبنية الأساسية من كهرباء ومياه لتكون نواة لمدينة جديدة ومثالا حيا لتشجيع شباب الخريجين بأن يتوجهوا الي تعمير هذه الصحراء فوجئنا باستدعائنا جميعاً بمراكز الشرطة التابعين لها والتنبيه علينا بعدم التصدي لقوات الأمن حيث إن هذه الأرض ملك لجهاز تنمية أسيوطالجديدة. ويوضح أحمد محمود أحد مستصلحي هذه الاراضي أن الأرض كانت مخصصة كمزرعة خشبية لمشروع الصرف الصحي الخاص بالمحافظة ولكن طالب المجلس المحلي للمحافظة بإلغائها واستخدامها في مشروعات خدمية وذلك علي خلفية أنها أصبحت مدخل طريق أسيوط البحر الأحمر الجديد وما يترتب علي وجودها من تلوث بيئي ومنظر غير جمالي لذلك طالبوا بإعادة تخصيصها متسائلا لماذا لا يتم تخصيصها لنا أو تأجيرها إذا كانت مشكلة التخصيص الأولي قد انتهت؟ "روزاليوسف " حاولت الاتصال باللواء نبيل العزبي محافظ اسيوط للتعقيب علي ما ذكره المتضررون الا ان هاتفه مغلق بصفة مستمرة.