صدر عن دار نشر "نيو برس" الأمريكية كتاب طريف بعنوان «swallow» أو "ابتلاع" لمؤلفته ماري كابيللو والكتاب يتناول عديدا من القصص الحقيقية لأشخاص قاموا ببلع أشياء غريبة للغاية سواء برغبتهم أو عن طريق الخطأ، وتوثق كابيللو القصص بحالات رصدها متحف ماتر الواقع في فيلادلفيا ببنسلفانيا والذي يعني بالحالات الطبية الشاذة، وبصور لبعض الأشعة السينية لأشياء غريبة للغاية قام أناس ببلعها. وتقول كابيللو إنها في أثناء زيارتها لمتحف ماتر شاهدت الكثير من الأشياء الغربية التي تم استخراجها من جسم الإنسان بداية من دبابيس الشعر وحتي النظارات الشمسية والأدوات الحادة وأدوات المائدة وهو الأمر الذي أثار فضولها لتأليف كتاب تجمع فيه القصص الموثقة عن الحالات الغريبة لتجد أن بعض القصص تحمل أبعادا إنسانية مختلفة وعميقة، وتقول كابيللو كذلك في كتابها أنه من الناحية الطبية تعد عملية البلع واحدة من أعقد وأخطر العمليات الفسيولوجية لدي الإنسان إذ إن ابتلاع بعض الأشياء قد يتسبب في سد المجري التنفسي تماما أو إعاقة عملية التنفس علي أقل تقدير. أحد أكثر القصص تأثيرا في كتاب كابيللو هو قصة الطفلة التي ابتلعت عملة معدنية كانت خبأتها في فمها حتي لا يأخذها منها والدها مدمن الكحول فالوالد كان يريد هذه العملة لشراء الخمر بينما كانت الطفلة تريد أن تشتري بها الطعام للأسرة التي تتضور جوعا ولا تملك غير هذه العملة المعدنية، وقد حاول الأب خنق طفلته ليأخذ العملة إلا أنها ابتلعتها وكادت أن تموت حتي استخرجها لها الأطباء في المستشفي. والقصة الأكثر طرافة هي قصة "الرجل النعامة" وهو رجل أمريكي عرف بقدرته الخارقة علي بلع الأشياء الغريبة وكان يستغل هذا الأمر في كسب عيشه عن طريق العمل في السيرك وتقديم عروض يبتلع فيها كل ما يقدمه له الجمهور وفي إحدي المرات قرر الرجل بلع سلسلة معدنية غليظة يبلغ طولها 4 أقدام وإخراجها مرة أخري أمام المشاهدين إلا أنه لم يستطع إخارج السلسة وذهب إلي المستشفي وهو يعاني من الألم الشديد وقرر الأطباء إجراء جراحة له وعند فتح معدته وجد الأطباء 129 دبوسا و6 دبابيس شعر و 12 سلك كهرباء يبلغ طول الواحد نصف بوصة وحدوتي حصان ومفاتيح وسلاسل وخاتما معدنيا ضخما. وتبرر كابيللو اهتمام الناس بمثل تلك الحالات ووجود متاحف لها يرجع إلي الفضول واستغراب البعض من كيفية حدوث هذه الأمور التي يكون بعضها خارقا للطبيعة فلا أحد يصدق أن يستطيع إنسان ابتلاع مقص أو قفل أو نظارة شمسية لكن في الواقع فإن رصد مثل تلك الحالات أثبت أنها شائعة وكثيرة علي الرغم من غرابة الفكرة في حد ذاتها.