أشادت الأوساط السياسية السودانية بنتائج القمة الرباعية التي عقدت أمس الأول بالخرطوم وبحضور الرئيس حسني مبارك والعقيد معمر القذافي والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والرئيس السوداني عمر البشير ونائبه سيلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب. قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية فور عودته من الخرطوم مع الرئيس مبارك: إن مداولات القادة في الخرطوم أكدت أولوية الحفاظ علي السلام والاستقرار في السودان وعبرت عن ارتياحهم لحرص شريكي الحكم في السودان علي مواصلة العمل المشترك لاستكمال ترتيبات استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر في التاسع من يناير المقبل في مناخ من الثقة يضمن تفادي أي أعمال من شأنها تعكر التفاهم اللازم بينهما. وأوضح وزير الخارجية أن مناقشات القادة أكدت أهمية إقامة علاقات قوية بين شمال السودان وجنوبه تستند لاعتبارات المصلحة المشتركة، مضيفاً: إنهما تعهدا بتنفيذ باقي استحقاقات إتفاق السلام الشامل وإقامة علاقات تعاون في جميع المجالات أياً كانت نتائج الاستفتاء. وأضاف أبو الغيط إن القادة تعهدوا بالعمل علي تنمية ودعم التعاون بين الشريكين وتحقيق التنمية الاقتصادية وإعادة البناء في الجنوب وشماله، مشيراً إلي أنهم أعربوا عن دعمهم لجميع الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام في دارفور وأشادوا بجهود مصر وليبيا وقطر والمجتمع الدولي للوصول لاتفاق سلام شامل ينهي معاناة دارفور الإنسانية. وكشف السفير عبدالغفار الديب السفير المصري بالخرطوم أن نتائج القمة ظهرت أمس علي الأرض حيث شهدت الحدود بين الشمال والجنوب تهدئة أمنية بعد سلسلة من التوترات والاشتباكات بين الجيش السوداني والجيش الشعبي. فأوضح الديب أن جميع المسئولين في السودان شمالاً وجنوباً عبروا عن امتنانهم بمبادرة الرئيس مبارك ودعوته للقمة في الخرطوم ونجاحها في دفع عملية السلام والتنمية بالسودان، مشيراً إلي أن هناك مشاورات جرت قبل القمة بين البشير ونائبه سيلفاكير حول ترتيبات عملية الاستفتاء. وقال السفير المصري: إن دعوة القاهرة للقمة في الخرطوم تؤكد للشعب السوداني أنك لست وحدك في المرحلة المقبلة خاصة مع تأييد الرئيس مبارك والعقيد القذافي باستراتيجية الحكومة السودانية للإعمار في دارفور لافتاً إلي أن ذلك يعطي ثقلاً لمسار السلام في دارفور وجهود منبر الدوحة، مشيراً إلي أن هناك مشاورات سياسية مع كل الأطراف وعلي كل المستويات للمساعدة في حل القضايا العالقة بين الشريكين. واعتبر الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني أن القمة تؤكد أن الوضع السوداني في أولويات السياسة المصرية، مشيراً إلي أن نتائجها تساهم في نزع الكثير من الأزمات في الوضع الحالي، كما أنها أوقفت العديد من المزايدات التي مورست علي السودان في الفترة الأخيرة. وأضاف المهدي في تصريحات ل «روزاليوسف»: إن كلاً من سيلفاكير والبشير جديان في عدم توصيل الأزمة إلي مرحلة نشوب الحرب لانشغاله بمصالح الحكم عن الحرب إضافة إلي السودان تحت نظر العالم ومحسوب عليها كل حركة مشيراً إلي أن هذا لا يمنع من وجود أطراف أخري يجرونهما إلي مراحل الاشتباك من وقت لآخر. وأشار المهدي إلي أن التلاعب في نتائج الاستفتاء سيفجر الوضع بين الشمال والجنوب ويزيد من النزاعات داخل القرن الإفريقي وغرب إفريقيا والشرق الأوسط ودول حوض النيل.