أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن مصر هي العمق الاستراتيجي للخليج العربي، علي خلفية التصريحات الأخيرة، لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي التي قال فيها إن الخليج العربي، خليج فارسي، قال أبوالغيط، إن مصر تدعم وتؤيد أشقاءها في الخليج ضد أي ادعاءات أو تهديدات، كما أن دول الخليج قادرة ومدعومة بالقانون الدولي. وأوضح في مؤتمر صحفي في ختام أعمال اللجنة المشتركة المصرية - الكويتية، مساء أمس الأول بمقر وزارة الخارجية، أن العلاقات بين مصر والكويت قوية. وأشار إلي أنه تم التوقيع خلال الاجتماعات علي عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات، من بينها اتفاقات في مجال التعاون القنصلي والتأشيرات الخاصة بالإعفاء المتبادل للتأشيرات الخاصة والمهمة والدبلوماسية، وبروتوكولان للتعاون في مجالي الشباب والرياضة، واتفاقيتا قرض مقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لإحدي الشركات المصرية التابعة لوزارة الكهرباء لإعادة تأهيل محطة كهرباء بنها، ومذكرة تفاهم خاصة بمشروع إعادة تأهيل ورفع كفاءة ترعة نجع حمادي، وشمل محضر أعمال اللجنة المشتركة شقين «سياسي وفني». أشار «أبوالغيط» إلي أن الشق السياسي تناول مناقشة جميع المسائل المتعلقة بالوضع العربي العام، والوضع الإقليمي ومنطقة الخليج ومسألة السودان، والمسألة الفلسطينية، والقرن الإفريقي والبحر الأحمر. وقال: «أري أن مصر والكويت تتفقان في كل المسائل، ولا يوجد فارق ولو شعرة في الرؤية المصرية الكويتية المشتركة لكل المسائل». من جانبه قال د.محمد الصباح السالم الصباح، نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية الكويتي، إن من أهم نتائج الاجتماعات هو أن العلاقات بين مصر والكويت ليست فقط راسخة وقوية، ولكن يجب الإشارة إلي أن الكويت هي حاضنة لأكبر جالية عربية وهي الجالية المصرية، التي تقدر ب450 ألف مصري يعملون في جميع المجالات بالكويت ضاربا المثل بأنه تلقي تعليمه علي أيدي مدرسين مصريين، و«بالتالي نحن نشعر أن مصر موجودة في الكويت». وأشار الصباح إلي أن المستثمرين الكويتيين يمثلون المستثمر العربي الأكبر في مصر، وقال إن كل ذلك أمور تتعدي اجتماعات اللجنة المشتركة والاجتماعات الدورية. وأكد وجود توافق سياسي بين مصر والكويت تجسد أحد أشكاله في التوافق بين الرئيس حسني مبارك، والأمير صباح الأحمد أمير دولة الكويت، في كيفية إصلاح العمل العربي وتطويره وتجذير العوامل المشتركة بين الدول العربية من خلال الدعوة لعقد قمم اقتصادية تعني بشكل أساسي برزق المواطن العربي وميعشته وصحته وتعليمه، وقال: «إن القمة الاقتصادية العربية هي فكرة مصرية كويتية، مشتركة تم طرحها علي القادة العرب، وتم التوافق عليها وعقدت القمة العربية الاقتصادية الأولي في الكويت، والآن ستنتقل الراية إلي مصر بعقد القمة الثانية في شرم الشيخ يوم 19 يناير المقبل». وحول المطالب التي وجهتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر بإلغاء قانون الطوارئ، وتجديد الاتحاد الأوروبي لطلبه بإرسال مراقبين للانتخابات الرئاسية، أكد أحمد أبوالغيط أن مصر مثلما قال الرئيس مبارك في خطابه في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لا تقبل بأي وصاية أو فرض رأي.. مصر تسير في طريقها وتحقق أهداف مجتمعها طبقا لما يراه الشعب المصري وقيادة هذا الشعب، وبالتالي لا يوجد جديد في هذا الأمر». وردا علي سؤال ل«روزاليوسف» عما إذا كان إغلاق مكتب قناة الجزيرة بالكويت يعكس توترا في العلاقات الكويتية القطرية، قال الدكتور محمد الصباح إن العلاقات الكويتية القطرية لا يمكن بل من المستحيل أن تتأثر بقنوات إخبارية أو بصحف أو إغلاق مكتب، لأن هذا لا يعكس وجهة النظر أو المشاعر الحقيقية بين الشعبين، مضيفا أنه في الأحداث الأخيرة رأينا أن هناك مجالاً واسعًا في الصحافة المحلية والإعلام المحلي، بحيث ينقل صورة صادقة للأحداث، ورأينا كيف نقل الإعلام بصورة صحيحة ما يجري في الكويت من أحداث.. ولذلك لدينا إيمان مطلق بحرية الإعلام والتعبير.. أما ما حدث مع الجزيرة لأنه كان هناك خروج وتم توجيه أكثر من تنبيه بعدم الخروج عن المألوف في التغطية الصحفية، مؤكدا أن حرية الصحافة والرأي مكفولة حسب الدستور الكويتي. وردا علي سؤال حول إمكانية أن تساهم قمة الخرطوم بمشاركة الرئيس مبارك في تقليل حدة المخاوف من حدوث توترات قبل إجراء استفتاء انفصال الجنوب، قال «أبوالغيط» إن هذا بالفعل هدف القمة، فزيارة الرئيس مبارك والزعيم الليبي الأخ العقيد معمر القذافي ولقائهما الرئيس السوداني عمر البشير والنائب الأول سيلفا كير هدفها أن تكون هناك قدرة للمجتمع السوداني علي امتصاص نتائج الاستفتاء، فإذا ما جاءت نتائج الاستفتاء نحو الانفصال فهناك سبعة أشهر في الفترة من 9 يناير إلي 9 يوليو 2011 يتم خلالها الكثير من النقاشات لتنفيذ نتائج الاستفتاء، والتوصل إلي تفاهمات نهائية تؤدي إلي أن تسير الأمور برتابة وإيقاع نأمل أن يحققه الشعب السوداني، بألا يوجد عنف بل يوجد تفاهم وإنكار ذات واستعداد للبناء للمستقبل وشراكة للمستقبل، وكل ما نتمناه للشعب السوداني في الشمال والجنوب.