استغل مئات المزارعين والخارجين عن القانون فترة انتخابات مجلس الشعب في الفيوم وقاموا ببناء آلاف المنازل علي الأراضي الزراعية من البلوك الأبيض في محاولة للهروب من رقابة الأجهزة الزراعية والإدارة المحلية واعتمادهم علي انشغالها بالانتخابات.. المخالفات التي زادت علي 2300 حالة انتشرت بصورة مخيفة بقري بني صالح وأبيجيج وزاوية الكرادسة وسيلا والإعلام بمركز الفيوم ومنشأة طنطاوي وسنهور وفيديمين وسنرو والسلين بمركز سنورس ومنية الحيط وأبو جندير وقصر الباسل وأبو صير ودفنو وقلمشاة في مركز إطسا، وكعك والراوشدية بمركز يوسف الصديق. محمد أبو زيد أمين الفلاحين بالحزب الوطني بالمركز يري أن ظاهرة التعدي بالبناء علي الأراضي الزراعية زادت خلال الفترة الأخيرة عن سابقيها في الانتخابات الماضية حيث استغل المتعدون انشغال الأجهزة التنفيذية وأقاموا المنازل علي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية الجيدة ويشير مجدي عرفة تاجر إلي أنه يسافر يوميًا إلي بعض القري ويري مشاهد مزعجة للتعديات التي قضت علي الأراضي الخضراء حيث أصبح يشاهد المنازل البيضاء والمقامة تحت خطوط الضغط العالي. ويضيف محمود رشاد عوض محاسب أن الهجمات علي الأراضي الزراعية بالمركز أصبحت أشبه بالغزوات التاتارية حيث أقيم أكثر من 800 منزل خلال فترة الانتخابات مطالبًا بسرعة إزالة هذه التعديات التي تتسب في انتقاص المحاصيل والخضروات. ويؤكد أحمد صبري البكباشي رئيس مجلس محلي محافظة الفيوم أن هناك تعليمات صدرت لرؤساء المجالس المحلية بالقري والمدن بعدم مساعدة المواطنين المتعدين علي الأراضي الزراعية في إدخال المرافق خاصة أن الفيوم تتمتع بظهير صحراوي واسع من الممكن أن يستغله المواطنون في بناء منازل جديدة بعيدًا عن الأراضي الزراعية الخصبة. أما المهندس سيد عبدالواحد عضو مجلس الشعب فيري أنه يجب التصدي للمعتدين علي الأراضي الزراعية مؤكدًا أنه لن يقف أي من أعضاء مجلس الشعب بجانب المواطنين وأرباب السوابق الذين قاموا باستغلال انشغال الأجهزة التنفيذية بالانتخابات وشيدوا مئات المنازل المخالفة علي مساحات كبيرة ثم قاموا بمد أسلاك الكهرباء إلي هذه المنازل. فيما اعترف المهندس رفيق زكي وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة بوجود آلاف من حالات التعدي علي الأراضي الزراعية بأنحاء المحافظة فترة الانتخابات وأن هناك بعض المواطنين قاموا بذلك في محاولة منهم للضغط وابتزاز الأجهزة التنفيذية مشيرًا إلي أنه تم حصر جميع الحالات المخالفة تمهيدًا لإصدار قرار بإزالتها. من جانبه أكد المحافظ الدكتور جلال مصطفي سعيد أن الهجوم علي الأراضي الزراعية الخصبة تصرف لا أخلاقي وسلوك مرفوض من بعض المواطنين الذين يعتقدون أن أجهزة المحافظة ستغض أبصارها عنهم مضيفًا أنه تم حصر جميع حالات التعدي وإصدار تعليمات لرؤساء المدن بتشكيل لجان من الشرطة والزراعة ومجالس المدن لإزالتها بصفة فورية.