رغم المحاولات المضنية التي قامت بها وزارة المالية خلال عام كامل ثم تم إعلان تشكيل اللجنة الوزارية العليا للتنمية الزراعية، إلا أن مشروع التنمية الزراعية وتطوير حدائق البساتين بالوادي القديم والدلتا مازال «محلك سر»، لم يخرج من أوراق الاجتماعات المكثفة التي عقدت علي مدار العام بالتعاون مع وزارتي الري والزراعة، حيث لم يسفر إطلاق الخط الساخن للفلاح لتلقي اتصالاتهم ورغباتهم في التحول من نظم الري التقليدية إلي نظام الري بالتنقيط لتوفير نحو مليار متر مكعب من المياه تذهب بسبب نظام الري الخاطئ. الأرقام وحدها أثبتت أن الاتصالات التي تلقاها الخط الساخن لم تصل بعد إلي المستوي المطلوب فلم يتجاوز عددها 100 اتصال في محافظات مختلفة نظرًا لضعف الدعاية التي قامت بها الوزارات المعنية لم تتعد بضعة إعلانات فيما عزمت وزارة المالية إعداد برنامج تليفزيوني للتوعية الزراعية بالمشروع لم تضح ملامحه بعد. واستمرت مخاوف الفلاحين من المشروع رغم إعلان الوزارة عن تقديم قروض ميسرة ودعم فني من خلال المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، ومركز البحوث الزراعية، إلا أن تلك المحفزات لم تنجح في تبديد القلق لدي الفلاحين. ومع وجاهة المشروع الذي سيرفع إنتاجية الفدان بنحو 30% بالإضافة إلي تقليل الفاقد من المياه، كما أن الدراسات التي تم إجراؤها، أكدت أن دخل الفلاح من جراء التحول سيتضاعف 10 أضعاف مرة واحدة. كما ستقوم وزارة المالية بتعويض الفلاحين عن الفترة التي ستستغرقها الأرض لحين عودة الإنتاج مرة أخري، ورغم ذلك لم يتقدم سوي القليل قاموا بملء استمارات الانضمام إلي المشروع في مساحات متفرقة في حين أن المشروع يركز بشكل أكبر علي الحيازات المتجاورة، حتي تكون النتائج أكثر فاعلية. واستعانت وزارة المالية بعدد من الشركات المتخصصة في إعداد دراسات الرأي العام والاستقصاءات لدرسة المشروع برمته، وطلبات الفلاحين من المشروع حتي يتسني لها استكمال البرنامج القومي ومعرفة مدي إمكانية تقديم دعم مالي أو تمويل من البنوك خاصة أنه تم تسويق المشروع قبل نحو عام بين البنوك العامة، إلا أنه لم يتقدم أحد سوي البنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي فقط دون مساندة من أحد البنوك الأخري، ولم تسفر المباحثات مع البنك الأهلي حتي الآن عن برنامج تمويل المشروع يحتاج إعادة نظر في جملة الحوافز المقدمة لتحقيق الأهداف القومية. كما يحتاج حملة دعائية كبيرة لتغيير المفهوم الخاطئ والعادات والتقاليد لدي الفلاحين، بالإضافة إلي خريطة زراعية جديدة تتلاءم مع طبيعة المياه في مصر والتغيرات المناخية مع النزول إلي الفلاحين لإقناعهم.