بعد 48 ساعة فقط من إعلان حزب الوفد انسحابه من الانتخابات البرلمانية ظهرت بوادر انشقاق في صفوفه بعد تحركات مرشحيه في جولة الإعادة حيث قام محمد المالكي مرشح الجمالية بجولات مكثفة في دائرته وكذلك طارق سباق مرشح روض الفرج عمال وعاطف الاشموني مرشح المطرية وماجدة النويشي مرشحة الكوتة بالإسماعيلية. وأعلن المرشحون في جولة الإعادة بدوائرهم أنهم سيخوضون المعركة كمستقلين ولا علاقة لهم بما صدر من قرارات لافتين إلي أن فرصهم في الإعادة ستكون كبيرة وأنهم سيخوضون الجولة الثانية لأنهم انفقوا الكثير من الأموال وبذلوا جهدًا كبيرًا رافضين إخلاء الدوائر للوطني علي حد تعبيرهم داخل الدوائر. وبينما تصدي طارق سباق للشائعات التي اطلقها منافسه سامح انطون حول انسحابه من المعركة بالمزيد من الحركة والجولات بالدائرة، بعد اغلاق هاتفه المحمول وزع محمد المالكي رسائل SMS جاء فيها «لن انسحب من المعركة واختاروا مرشحكم المستقل محمد المالكي.. وانتقد عاطف الأشموني في جولاته قرار الوفد بالانسحاب متسائلاً حول سبب اختيار التوقيت وحرصت ماجدة النويشي علي شرح موقفها من قرار حزب الوفد في جولاتها لافتة إلي أنها ترفض القرار وتستند لقرار عمومية الوفد الذي دعا للمشاركة. اللافت أن محمد شردي هو الوحيد الذي التزم بقرار المقاطعة حيث ترك رامي لكح انصاره يروجون له بالدوائر دون أن ينفذ ما أعلنه من الانسحاب ولكنه حرص علي عدم الظهور في صدارة المشهد بينما عاد فؤاد بدراوي مسرعًا لدائرة نبروه لحين إعلان النتائج كما ترك أنصاره يستكملون الدعاية له بالدائرة. وشدد رامي لكح علي أنه سيلتزم بقرار حزبه وكذلك فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب الذي قال ل«روزاليوسف» فليتحرك انصاري كيفما يشاءون ولن أفرض علي أي فرد موقفًا سياسيًا. رافضًا نفي أو تأكيد طلبه مندوبين له في الانتخابات المقرر أن تنعقد اليوم ولفت إلي أن الحزب اتخذ قرارًا فعليًا يفصل من يخالف الالتزام الحزبي مستطردًا «هذا قرار لا يمكن تجاوزه وتم اتخاذه بالفعل وتهكم علي المرشحين الوفديين الذين استندوا لقرار العمومية بخوض المعركة قائلاً: «هو إحنا بنلعب.. ولن نضم نوابًا مستقلين ولن يكون لنا هيئة برلمانية». وانتقد عمران مجاهد الذي أعلن أنه سيخوض معركة الإعادة بدمياط قرار حزب الوفد بالانسحاب من الانتخابات، وأضاف في تصريحات ل«روزاليوسف»: كان عليه الانسحاب من البداية وليس بعد أن أنفقنا أموالاً طائلة وبذلنا مجهوداً كبيرًا. واستطرد «قرار الحزب ليس صائبًا ولو انسحبت الناس تضربني بالنار، وقراره لن يؤثر علينا في جولة الإعادة لأنه خاض الانتخابات رغم أن الضمانات التي طالب بها لم تتحقق». ويتوقع المراقبون حدوث انشقاق بالحزب عقب حالة التمرد التي ظهرت عقب اتخاذ القرار بمقاطعة الانتخابات من جانب أغلبية مرشحي الجولة الثانية خاصة أن بعضهم وافق علي الانسحاب داخل أروقة الحزب. وتنعقد الهيئة العليا لحزب الوفد الأربعاء المقبل للنظر في مخالفة 4 من مرشحي الحزب للالتزام الحزبي بالترشح مستقلين رغم قرار المكتب التنفيذي بالانسحاب من الجولة الثانية للمعركة يأتي هذا في الوقت الذي يشهد فيه حزب الوفد حالة من الارتباك بسبب الانقسام بلجان المحافظات حول القرار. وستناقش الهيئة العليا مصير عاطف الأشموني مرشحهم بالمطرية وماجدة النويشي المرشحة علي كوتة الإسماعيلية ومحمد المالكي مرشح الجمالية وطارق سباق مرشح روض الفرج بخلاف مناقشتهم لموقف اللواء سفير نور الفائز بمقعد الدقي ومسعد المليجي الفائز ببورسعيد. فيما يتعلق عدد من أعضاء لجان الوفد بالمحافظات بفصل من سيخالفون الالتزام الحزبي وهاجموا الأشموني واتهموه باصطحاب بلطجية للتعدي علي أعضاء الوفد وتقدمت عناصر بمذكرة لل د. سيد البدوي للتحقيق مع الأشموني فيما تقدم آخرون بمذكرة تدعو لفصل المخالفين. بينما هاجمت عناصر ببورسعيد قرار الانسحاب وتهكموا علي الحزب في شكل بيانات طالبوا فيها الحزب باعتزال الحياة السياسية طالما فضل الانسحاب. وفي هذا السياق هاجم موقع الحزب الوطني قرار الحزب بالانسحاب معتبرًا إياه رد فعل لضغوط الفاشلين وأضاف «الانسحاب لا يعبر عن رؤية قانونية سليمة وإنما عن انفعال سياسي». وذكر الموقع الرسمي للوطني ان الوفد خاض الانتخابات بتوقعات تفوق إمكانياته الحقيقية متحديًا أن يكون أي من مرشحي الوفد قد تعرض لأي عنف وأكد الحزب الوطني أنه سيصدر بيانًا شاملاً ليفند فيه المبررات الباطلة التي استند إليها الوفد في قرار الانسحاب. وأضاف البيان «الوفد رشح عناصر دخيلة عليه ولا تعبر عن أفكاره ولا تنتمي لجماهيره في هذه الانتخابات لذا تعرض لهزيمة كبيرة مستطردًا ونواب الحزب الحقيقيون والمخضرمون يخوضون الإعادة في معارك مثمرة.