بناء علي طلب من محكمة سويدية تنظر في جرائم جنسية، أدرجت الشرطة الدولية "الإنتربول" جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس"، علي قائمة لائحة أكثر المطلوبين لدي منظمة الشرطة الدولية. وكانت محكمة ستوكهولم الجنائية قد أصدرت قبيل أسبوعين مذكرة اعتقال دولية ب"سبب محتمل" بدعوي أنه مشتبه به في جرائم اغتصاب، وتحرش جنسي والاستخدام غير المشروع للقوة في وقائع حدثت في أغسطس. وقالت ماريان ناي رئيسة الادعاء، في بيان الخميس الماضي، إن سبب صدور مذكرة توقيف غيابية بحق الأسترالي أسانج، الموجود خارج السويد حالياً، هو أنه "يجب أن يتم الاستماع إليه في تلك الاتهامات، لاستكمال التحقيق بالقضية، فإننا لم نتمكن من استجوابه وسماع إفادته حتي الآن." وكانت السلطات السويدية قد أوقفت أسانج ، في وقت سابق، علي خلفية التهم، قبل أن تعود وتطلق سراحه، وطلبت السويد من الانتربول، منظمة الشرطة الدولية، إدراج أسانج ضمن لائحة "المذكرة الحمراء" بعد موافقة قاض علي تحرك لاعتقال مؤسس "ويكيليكس". وكانت ستكهولم كانت قد أصدرت في شهر أغسطس الماضي، مذكرة اعتقال غيابية بحق أسانج، بسبب اتهامه ب"اغتصاب" امرأة، و"التحرش جنسياً" بأخري، ولكن سرعان ما سحب مكتب الادعاء السويدي المذكرة بعد ساعات فقط من صدورها. وفيما أصدر المكتب بياناً نشره علي موقعه الإلكتروني، جاء فيه أن أسانج "لم يعد مطلوباً للشرطة، وهو غير مشتبه به في قضية اغتصاب"، نشر أسانج بياناً علي موقع "ويكيليكس"، اعتبر فيه أن الاتهامات الموجهة إليه "لا تقوم علي أي أساس"، مشككاً في توقيت ظهورها الذي تزامن مع ضغوط أمريكية عليه. وفي الأول من سبتمبر الماضي، أعاد الادعاء السويدي فتح قضية "الاغتصاب"، وأصدر في منتصف نوفمبر المنصرم، مذكرة اعتقال جديدة بحق أسانج، والقائمة الحمراء في عرف الإنتربول "ليست مذكرة اعتقال دولية" وإنما تحذيراً للشرطة في مختلف أنحاء العالم بأن الأشخاص الواردة أسماؤهم في المذكرة مطلوبون من قبل سلطات الدولة المعنية. وتزامن طلب اعتقاله مع نشر "ويكيليكس" برقيات سرية من دبلوماسيين أمريكيين في مختلف دول العالم إلي واشنطن وبالعكس، أحرجت" الولاياتالمتحدة التي قالت إن نشر تلك الوثائق "يهدد أمننا القومي ويقوض جهودنا للعمل مع الدول الأخري لحل المشاكل المشتركة." يشار إلي أن كشف الوثائق التي يزيد عددها علي 250 ألف وثيقة سيستغرق عدة شهور، ما يمنح العالم "رؤية غير مسبوقة علي النشاطات الخارجية للحكومة الأمريكية." ونشرت تقارير أن الولاياتالمتحدة تنظر في توجيه تهمة التجسس إلي مؤسس الموقع الإلكتروني، الذي سبق وأن نشر وثائق سرية كشفت خبايا حربي العراق وأفغانستان. والاثنين الماضي، دعت الإكوادور أسانج لزيارته لمناقشة جميع الوثائق التي نشرها موقعه التي تخص البلاد ودول أمريكا اللاتينية، وفق بيان صادر عن الخارجية الإكوادورية في كويتو. كما عرضت عليه الإقامة وفق القوانين السارية في البلاد. من جانبها قالت والدة الاسترالي جوليان أسانجي مؤسس موقع ويكيليكس انها حزينة لان الانتربول اصدرت اخطارا يدعو للمساعدة في اعتقال ابنها وانها لا تريد "ان يتم تعقبه وسجنه". وقالت كريستين أسانجي التي تدير مسرحا للعرائس في ولاية كوينزلاند في استراليا انها قلقة علي سلامة ابنها لان حكومة استراليا انضمت الي الولاياتالمتحدة في بدء تحقيق فيما اذا كان أسانجي وموقع ويكيليكس خرقا قوانين أمنية أو جنائية. من جانبه توقع بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق أن تتسبب الوثائق الأمريكية المسربة علي موقع "ويكيليكس" في فقدان العديد من المواطنين لارواحهم. وقال كلينتون حسبما ذكرت شبكة "سي بي اس" الامريكية أمس إن بعد نشر الوثائق بات من الواضح أن مؤسس الموقع جوليان اسانج يحاول التهرب من السلطات الامريكية لانه يعلم أن ما قام به يعد تصرفا إجراميا.