انتقلت شحونة المعركة الانتخابية علي مقاعد مجلس الشعب إلي استدويوهات برامج «التوك شو» المختلفة وسط اهتمام بالغ بمناقشة وتقييم اليوم الانتخابي الذي جري أول أمس والوقوف علي أبعاده وقراءته من جميع الأطراف، ولم يخل من السخونة في التناول واختلاف الآراء، وطرح إعادة جديدة لما جري في ذلك اليوم. وشهد برنامج «مصر النهاردة» الذي أذيع علي القناة الثانية أمس نقاشًا تقييميا لأداء الانتخابات وقال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين ورئيس وحدة دعم الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، إن يوم التصويت جاء خاليا من العنف بالدرجة التي كانت متوقعة، وأن بعض الأحداث التي جرت كانت محدودة ولا تشير إلي وجود عنف «منظم» بما يبرهن علي سقوط فرص الصدام، إضافة إلي عدم تلقي أي شكاوي تشير إلي وجود تزوير «منظم» للانتخابات في دوائر واسعة، كما كان يتوقع البعض، فضلا عن وقوع بعض عمليات التسويد التي حدثت في دوائر محدودة، وأشار إليها مرشحون قد يكونون صادقين أو كاذبين. وأضاف مكرم: «المستشار السياسي الأمريكي حضر إلي المجلس القومي لحقوق الإنسان يوم الانتخابات، واعترف بأن هذه الانتخابات مختلفة، وكان حديثه مبنيا علي مندوبين له في عدد من الدوائر، لاحظوا عدم وجود تزوير منظم». وأكد مكرم أن الإخوان لم يستثمروا عدد المقاعد التي حصلوا عليها في مجلس الشعب بشكل فعال، بل اهتموا «بالصغائر»، وجعلوا كل همهم أن يقولوا لا «عمال علي بطال» علي حد قوله، وهو ما جعل الشارع يعزف عنهم، في هذه الانتخابات. وأضاف هلال: سلوك الشرطة كان أحد العوامل التي قضت علي فرص العنف، بنجاحها في نقل رسالة أن الشرطة ليست طرفا في العملية التنافسية. وقال هلال: خاض هذه الانتخابات ما يقرب من 5 آلاف مرشح، في 222 دائرة بها 44 ألف لجنة انتخابية، وإذا ما قورنت اللجان التي حدثت بها تجاوزات بهذه الأرقام سنجدأنها نسبة ضئيلة جدا ولا تؤثر علي مجريات الانتخابات. وكشف محمود كارم محمود أمين عام المجلس القومي لحقوق الإنسان عن ورود ما يزيد علي 450 شكوي قدم لها أكثر من 700 استشارة قانونية علي الخطوط الساخنة المخصصة للتعامل مع الانتخابات، إضافة إلي تلقي ما يزيد علي 300 شكوي عن طريق وسائل عديدة منها شاشة «بلوج انفورميشن سيستم» التي تم تركيبها بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة الانمائي لتلقي الشكاوي عن طريق الرسائل القصيرة إضافة إلي تواجد ضابط اتصال من وزارة الداخلية، كان معنيا للتدخل الفوري والفعلي في بعض الحالات مثل عدم تمكن بعض المراقبين لدخول اللجان لأداء دورهم، وقد ساهم هذا الضابط ممثل الداخلية الذي حضر بناء علي دعوة منا، بالمساهمة في حل 90 شكوي باتصالاته في كل الاتجاهات. وأشار كارم إلي أن زيارة بعض سفراء الدول الأجنبية المقيمين في مصر إلي لجان الانتخابات لا يمكن اعتبارها رقابة دولية ولكنه عرف دبلوماسي تبعا لاتفاقية فيينا. وقال عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة «روزاليوسف» في حوار منفصل مع المذيع تامر أمين في برنامج «مصر النهاردة» حول تقييمه للانتخابات: «من حق مصر أن تفخر بهذا اليوم، فلقد كانت المنافسة محتدمة وبها سخونة، لكن بالمقارنة بانتخابات 2005، وانتخابات 2000، وبالمقارنة بتراث ممتد، نجد أن انتخابات أمس مختلفة، شهدت العديد من الظواهر الإيجابية علي الرغم من تسجيل بعض الملاحظات عليها هنا أو هناك. وحدد كمال عددًا من المعايير لنزاهة الانتخابات إذ قال: «أولا الانتخابات لابد أن تشهد تعددا في التيارات والأحزاب وقد توافر ذلك في هذه الانتخابات، لم يمنع أحد من المشاركة، حتي بعض الأشخاص الذين التفوا حول القانون وخاضوا الانتخابات بمسمي مستقلين في حين هم تابعون لجماعات محظورة، شاركوا أيضا، ثانيا: إن تصل دعاية المرشحين للناس من خلال قنوات ميسرة وقد حصل من خلال قنوات تليفزيونية وفضائية وأجنبية، وكذلك الصحف القومية والخاصة والحزبية والإنترنت، ثالثًا: أن يتمكن الناخب من الإدلاء بصوته دونما يعوقه شيء وقد حدث». وقال كمال: «إن الإدلاء شهد بعض المشكلات في بعض اللجان لكنه لا يوجد ما يشير إلي عملية تزوير مخططة وممنهجة وهو الأمر الذي كانت تتهم به وزارة الداخلية لكنها صنعت يومًا يسجل في تاريخها»، مضيفًا: «إن ذكر الصفات الحميدة لأداء المؤسسات لا يستوجب النقد حتي لو قام بذلك بعض المعارضين الراغبين في إثارة مناخ من الإحباط». وأشار كمال لإحدي الظواهر الإيجابية في هذه الانتخابات، إذ قال: جميع الأحزاب والتيارات كانت تتكلم وتنطق وتصرح طوال اليوم، في ظل اختفاء ما يعرف بالتكبي أو الترفع عن التصريح والرد. وأشار كمال إلي أن ما أسماه ب «ظاهرة النائب الفضائي» الذي وصفه بأنه: يعتقد أن تواجده الإعلامي المكثف يمكن أن يؤكد تواجده الشعبي أو التصويتي، وهو ما شوهد في دائرة حمدين صباحي والنائب مصطفي بكري. فيما انتقد د. حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم بالوطني مقدما برنامج «الحياة اليوم» الذي يعرض علي قناة «الحياة»، معلقا علي طريقة تقديم الحلقة والتي قال فيها شريف عامر إنه تمت عمليات تسويد للأصوات لصالح مرشح الوطني، مما رآه بدراوي فقدا للحياد لعدم وجود أي دليل أو برهان عما قالاه في المقدمة واعترف بدراوي بوجود بعض أخطاء حدثت في الانتخابات، لكن انتقد طريقة العرض التي رآها من حازة وتعطي إيحاء للمشاهد أن كل ما يفعله الحزب الوطني خطأ بينما رد شريف عامر بأن الحلقة تقدم وجهة النظر المعارضة وعلي الحزب الوطني أن يرد. واعتبر د. علي السلمي مساعد رئيس حزب الوفد، وأحد الضيوف، أن الإقبال الضعيف علي المشاركة في الانتخابات يرجع إلي فقد الناس الثقة في العملية الانتخابية، فيما حمل سيد عبدالعال أمين عام حزب التجمع، اللجنة العليا للانتخابات والحكومة، مسئولية التجاوزات التي حدثت في بعض اللجان، بدعوي أنهم الذين يديرون العملية الانتخابية، أما باقي الأحزاب والمواطنين فهم مشاركون فقط. وعن الفيديوهات التي انتشرت يوم الانتخابات علي مواقع الإنترنت يصاحبها تعليقات وإشارات تقول إنها صور حية لتزوير الانتخابات قال ضيوف برنامج «العاشرة مساءً» إن هناك كثيرًا من الفيديوهات لا يمكن الاعتداد بها لأنها مجهلة ولا تحمل دليلاً قاطعًا علي أن هذه التجاوزات حدثت بالفعل في الانتخابات، أو أن أحداث الشغب التي تظهر بها لها علاقة بتلك الانتخابات مشيرا إلي أحد تلك الفيدويهات التي يظهر فيها ضابط يمنع الناس من الادلاء بأصواتهم بأنه كان يرتدي لباسًا «شتويا» علي حد وصفه، مشككًا في صحة هذا الفيديو.