أكد الرئيس حسني مبارك في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء أحمد نظيف خلال افتتاح القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة التي تستضيفها ليبيا أن ما تحقق من أهداف وبرامج اعتمدتها القمة في نسختيها الأولي بالقاهرة عام 2000 والثانية في لشبونة عام 2007 «لا يزال بعيداً عما ننشده» وأوضح أن العديد مما ورد في خطتي عمل القاهرة ولشبونة لم يجد بعد طريقه للتنفيذ. وقال الرئيس مبارك: «لقد مضت عشر سنوات منذ انعقاد قمتنا الأولي بالقاهرة عام 2000، وقد أرسينا خلالها أساساً قوياً لعلاقات مشاركة مثمرة تقوم علي التكافؤ والتعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة واعتمدنا معاً إعلان وخطة عمل القاهرة. وأضاف: ثم جاءت قمة لشبونة عام 2007 فدفعت بهذا الإطار المؤسسي للتعاون خطوات إلي الأمام واعتمدنا معاً استراتيجية مشتركة وخطة للعمل ذات توجه عملي تضع أهدافاً وبرامج محددة تسعي لتحقيقها. وتابع: «تأتي قمة طرابلس لنراجع ما تحقق من هذه الأهداف والبرامج ولنضع معالم تحركنا في المستقبل.. ودعوني أسارع بالقول إن ما تحقق حتي الآن لا يزال بعيداً عما ننشده وأقل مما نستطيعه وعلينا أن نعترف بأن العديد مما ورد في خطتي عمل «القاهرة» و«لشبونة» من أنشطة وبرامج لم يجد بعد طريقه إلي التنفيذ». ومضي يقول: تأتي قمتنا والعالم يحاول الخروج من أزمة مالية واقتصادية حادة تسببت في فقدان الملايين لوظائفهم وانخفاض معدلات النمو ودخلت بالاقتصاد العالمي في مرحلة ركود هو الأكبر منذ عشرينيات القرن الماضي، أزمة عانت إفريقيا من تداعياتها.. ولا تزال. وأبدي ترحيبه باختيار شعار «الاستثمار والنمو وفرص العمل» ليكون شعاراً للقمة.. مؤكداً أن الحاجة تشتد الآن أكثر من أي وقت مضي لدعم جهود إفريقيا من قبل شركائها بدول الاتحاد الآسيوي من أجل تعزيز النمو والاستثمار وإتاحة فرص العمل خاصة مع ما تواجهه القارة من التحديات التقليدية والطارئة ما بين ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتحديات تغير المناخ وتواضع نصيب إفريقيا في التجارة العالمية.. وتزايد أعباء الديون الخارجية. وأوضح الرئيس مبارك أن القمة ستعتمد خطة عمل جديدة للأعوام الثلاثة المقبلة تغطي المجالات الثمانية للشراكة فيما بيننا. وأبدي تطلعه إلي التنفيذ الجاد والفعال لخطة العمل الجديدة باعتبار ذلك متطلباً ضرورياً ولتأكيد نجاح ومصداقية المشاركة فيما بيننا. وأردف: أعلم تماماً ما تعانيه أوروبا من تداعيات الأزمة العالمية الخانقة لكن معاناة إفريقيا أشد وطأة وأبعد تأثيراً وأعلم ما اتخذته دول الاتحاد الأوروبي من سياسات للتقشف المالي لكن تطلع إفريقيا لدعم شركائها.. لا يحتمل التأجيل أو الانتظار. وأشار إلي أن إفريقيا حققت إنجازات عديدة استكمالاً لمنظومة السلم والأمن إذ قامت مجلس السلم والأمن الإفريقي وبدأت في تشكيل القوة الإفريقية الجاهزة وتسعي لإنشاء آلية الإنذار المبكر. ولفت إلي أن مصر اقترحت إنشاء مركز إفريقي لإعادة الإعمارة والتنمية في مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات المسلحة وستطرح أمام القمة الإفريقية المقبلة تصوراً متكاملاً لإنشاء هذا المركز مؤكداً ثقته في أن المركز سيعزز قدرات القارة في بناء السلام ومنع الانزلاق مجدداً إلي دائرة العنف والصراع. وختم الرئيس مبارك كلمته بالإعراب عن أمله في أن تمضي هذه القمة لمستوي أفضل من التعاون والمشاركة وبخطوات جادة وملموسة ترسخ دعائم الشراكة الإفريقية الأوروبية وتعطي للتعاون فيما بيننا زخماً متجدداً ودفعة جديدة للأمام.