سيطر الاختلاف والجدل حول تعريف فن "الفسيفساء" من منطقة لأخري، وتقنيات تركيبها، عن ندوة "ترميم الفسيفساء وصيانتها"، التي أقيمت بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلي للثقافة، بعنوان "تقنيات وخامات الفسيفساء الأرضية والجدارية"، والتي أدارها الدكتور محمد حمزة الحداد بدلا من الدكتور عبد الغفار شديد، وتحدثت فيها الدكتورة مني فؤاد. أشار الحداد إلي اختلاف المصطلح الذي يعبر عن "الفسيفساء"، (الفصوص أو المكعبات الصغيرة من الزجاج والذهب والفضة)، من مكان لآخر، ففي مصر والدول العربية تعرف باسم "الفسيفساء"، بينما في المغرب وبلاد الأندلس تسمي "المفصص" وهو يدل علي التقنية، أما في السواحل المصرية مثل الإسكندرية وفي سيناء يطلق عليها "الزليزلي" وهو لفظ محرف عن "الزليج"، التي كانت مستخدمة في المغرب العربي قديما، وفي النهاية طالب بعقد مؤتمر لتوحيد المصطلحات عالميا، تجنبا للفهم الخاطئ الذي قد يتسبب في إتلاف الآثار عند ترميمها. لفت الحداد في حديثه إلي أهمية تعيين مرمم لكل مكان أثري، يكون متخصصا في نوعية الآثار الموجودة به، وعلي دراية كاملة بما يسمي حاليا الترميم المعماري والترميم الدقيق، مؤكدا أن أحد أهم أسباب بقاء العمارة الإسلامية للآن، هو أن كل مكان كان له مرممه المعين له خصيصا، ويعمل ثلاثة أيام أسبوعيا بالمنشأة. وفي المحور الثاني من الندوة، الذي كان أكثر تخصصا، وحمل عنوان "فسيفساء التجلي بسانت كاترين"، تحدث محمد حلمي مفتش آثار منطقة سانت كاترين، مقارنا بين "فسيفساء التجلي" بدير سانت كاترين، و"الفسيفساء" بكنيسة "أيا صوفيا" بتركيا، وأكد علي أنهما رغم وجودهما في نفس الحقبة التاريخية، فإن "فسيفساء" "أيا صوفيا" خلت من العنصر البشري تماما، فوقتها كانت بداية ظهور مشاكل "اللا أيقونية"، التي تفجرت فيما بين القرنين الثامن حتي العاشر الميلادي، لكن الأمر مختلف بالنسبة لسانت كاترين، حيث ظهرت العناصر البشرية، طبقا للتعديلات التي أدخلها الكاثوليك فيما بعد. بينما تم تخصيص المحور الثالث من الندوة لموضوع "دراسة تأثير بعض المواد المؤخرة للحريق لاستخدامها في معالجة مواد التدعيم والتخزين للفسيفساء المنزوعة" والمقدمة من الدكتور وائل البليهي، حيث استعرض أهمية استخدام هذه المواد التي تحمي الأثر وذاكرته من التلف والفقدان بالحريق، خاصة أنها صالحة لجميع أنواع الأخشاب والنسيج، كما أن تكلفتها لا تذكر أمام أهمية وقيمة الأثر. أما المحور الرابع والأخير فكان عن "دراسة للفسيفساء الجدارية الصدفية بالمباني الإسلامية وطرق الترميم المقترحة"، حيث استعرضت سارة سعد أنواع الأصداف المختلفة المستخدمة في الترميم، واستعرضت تجربتها الخاصة كباحثة في الترميم بكلية الآثار علي محراب أثر "قراسنقر" بشارع باب الوزير بالقلعة، وأوضحت بالصور الفرق بين الأثر قبل الترميم وبعده. اختتمت جلسات الندوة بتعليق الدكتور جاب الله علي جاب الله مقرر لجنة الآثار بالمجلس الأعلي للثقافة علي فكرة استخدام الحديد المجلفن في الترميم خشية تأثر الحديد بالحرارة وبالتالي احتمالية تأثر الأثر بتمدد وانكماش الحديد، أيضا تحري الدقة في استخدام المواد المختلفة في الترميم مستشهدا بكارثة استخدام المواد الأسمنتية في ترميم تمثال أبو الهول التي كانت ستؤدي لفقده.