القس رافائيل ثروت، كاهن بكنيسة مارمينا بفم الخليج ومحاضر بمعهد تدريب الخدام بأسقفية الشباب، وهو شاب ذكي نشيط، يحاضر في مجال التنمية البشرية، ويقدم كتبًا في هذا المجال الجديد بالنسبة للقارئ المسيحي، وفي هذا الحوار نتعرف بشكل أقرب إلي شخصيته وأفكاره وكتبه. في البداية متي تمت رسامتك كاهنًا؟ كان ذلك في 22 يونيو 2002 في عيد حلول الروح القدس وبيد قداسة البابا شنودة الثالث وقد شعرت أن هناك دعوة من الله لكي أكون كاهنًا. وهل تزوجت قبل الرسامة بوقت كاف؟ كنت متزوجًا منذ أكتوبر 2000، أي قبل السيامة بنحو عامين فلابد من التروي وعدم الاستعجال في الزواج. هل تري أن هناك مواصفات خاصة لابد أن تكون في زوجة الكاهن؟ زوجة الكاهن لابد أن تكون لها مواصفات معينة أهمها محبة الله والناس ومتفهمة بطبيعة خدمة وعمل الكاهن، حتي لا تحدث مشاكل. بصراحة هل تشعر بتقصير نحو أسرتك بسبب الخدمة؟ أحاول أن أكون غير مقصر بقدر الإمكان، وزوجتي تقدر مسئوليتي فتحتمل التقصير عند وقوعه. هل يعني هذا عدم وجود مشاكل؟ التفاهم يحل المشكلة. لماذا تخصصت في مجال التنمية البشرية تحديدًا؟ اخترت هذا المجال لأنني مشغول به علي مستوي المصريين جميعًا، فالاحتياج الأساسي لمصر هو تنمية البشر، فالمشكلة ليست مشكلة أموال ولكنها مشكلة عقول بالأساس، وحاولت أن يكون لي دور فقررت أن أكتب وأتكلم حول هذا الموضوع. هل هناك تعارض بين استخدام قواعد التنمية وأفكار الكتاب المقدس؟ لم أشعر بأي تعارض أو صراع داخلي لأن الكتاب المقدس يطلب منا الاستفادة من فكر الآخرين، فمثلاً موسي النبي استفاد من كاهن يثرون في مجال التنظيم وكان كاهنا وثنيا فنحن مطلوب منا الاستفادة من الآخرين، في جميع المجالات. ولكن لماذا تقوم بصيغة علوم التنمية بصبغة مسيحية؟ حتي اشعر القارئ المسيحي بعدم وجود صراع داخله عن هذه الأفكار، وحتي لا يشعر بكونها غريبة عليه، بل هي أفكار إنسانية عامة. هناك من يرفض أن يتحدث الكاهن في مجال غير الوعظ الروحي ما تعليقك؟ بعض الناس يرون أن الحديث في هذه الأمور غير روحية، ويريدون عظات عن الصلاة والصوم ولكن مع الشرح والتوضيح يعرفون أن الحديث عن موضوعات التنمية البشرية أمور روحية وبالتدريج يقلل عدد المعارضين حينما يدركون أنه لا انفصال، بل هناك تكامل بين الروحي والتنموي. ولكن هل تقوم باستبعاد بعض الأمور من خلال موقعك ككاهن؟ عندي حرية في استبعاد أي أمر غير مناسب ليس للفكر المسيحي بل للفكر الشرقي، وأقوم بصياغة بعض الأمور لكي تناسب ظروفنا المعاشة. قدمت بعض الكتب في مجال التنمية البشرية ما هي أفكارها الأساسية؟ أول كتاب كان بعنوان «مهارات التفكير» وهو يعلم الشباب المهارات التالية، وتنظيم الأداء الذهني والتفكير التحليلي والتفكير النقدي والتفكير الإبداعي، ثم قدمت كتاب «فن قيادة الآخرين» ويتضمن مجموعة مهارات يحتاجها كل قائد مثل الرؤية والهدف وإدارة الوقت والتفويض والتحفيز والتعامل مع الشخصيات الصعبة، أما كتاب «مهارات لازمة للحياة» فهو يقدم للشباب أمورا مثل معني النجاح والطموح والحوار وكيف يتعامل مع وسائل الإعلام وكيفية تغيير العادات وكيف يصنع مستقبله. وهناك كتاب «الذكاءات المتعددةَ» اشرح فيه نظرية الذكاءات المتعددة لهورد جاردنل التي تتلخص في أن الذكاء ليس مفردا ولكنه ذكاء متعدد مثل اللغوي والرياضي والمنطقي والحركي والموسيقي والاجتماعي والشخصي، وأخر ما صدر «العادات السبع للنجاح» وهو يقدم رؤية مسيحية للمبادئ والعادات التي تقود الإنسان لنجاج في الحياة. ما الدور الذي يقوم به مركز تدريب الخدام بأسقفية الشباب؟ مركز تدريب الخدام الشباب تابع لأسقفية الشباب ويقيم به نيافة الأنبا موسي بصورة كبيرة، وذلك لأن المركز يقوم بتكوين خدام لمرحلة الشباب، أنا أعطي مادة «قيادة وإدارة» ومادة «فن بحث» ومادة «تدريبات تنموية» ويقدم المركز دورات أخري للكتاب المقدس والعقيدة والطقس وعلم النفس. وما هي مدة الدراسة؟ الدورة لمدة عامان. والمركز له تأثير كبير علي الخريجين، والخريج تشعر كنيسته بالتغيير في خدمته، وفلسفة المركز هي إعداد خادم تكويني وليس تلقينيا ولذلك نبدأ بمادة فن البحث. وكم عدد الشباب الدارسين بالمركز؟ في كل عام 200 فرد، والمسئول عن المركز القس ميخائيل عطية. وماذا عن دور الدورات المتخصصة بالأسقفية؟ الدورات المتخصصة للشباب. وهي 16 كورسا وأدرس في كورس «القيادة والإدارة» و«تنمية مهارات» وهي أيضًا كورسات تكوينية تؤهلهم للخدمة الكنسية، ومن أهمها «كورس المشاركة الوطنية» ويستضيف العديد من المثقفين والسياسيين لتوعية الشباب، بأهمية المشاركة السياسية، والمسئول عن المركزالأستاذ عياد جرجس. هل تري أن وجود الأنبا موسي بالأسقفية هو سبب نجاح هذه الأفكار الجديدة؟ نعم فالأنبا موسي يحمل قلبا كبيرا محبا للجميع، مشجعا وبسبب محبته وتشجيعه يفجر الطاقات والإمكانيات وهذا ما حدث معي، وقد تعرفت عليه أثناء خدمتي بأسقفية الشباب، وقبل سيامتي كاهنا، وتعلمت منه القيادة المستنيرة المنفتحة المحبة للجميع. وماذا عن كتابك المقبل؟ مهارات الخادم التكويني، أريد أن أطرح فيه منهج البحث وأهمية القراءة والعمل الجماعي والتعليم بالمشاركة والتفكير النقدي.