جددت كوريا الشمالية تهديدها بالرد عسكريا علي أي استفزاز من جارتها الجنوبية محملة الولاياتالمتحدة المسئولية كاملة عن الأحداث الأخيرة التي دفعت بالوضع في شبه الجزيرة الكورية إلي حافة الانفجار. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في بيان عسكري: إن بيونج يانج لن تتردد في الرد عسكريا مرة ثانية وثالثة إذا لم تعد "الدمي الكورية الجنوبية المتعطشة للحرب إلي رشدها وواصلت استفزازاتها العسكرية الطائشة". ورغم أن البيان لم يأت علي ذكر المناورات البحرية التي ستجريها كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة في البحر الأصفر الأحد المقبل، فإنه حمل الولاياتالمتحدة مسئولية ما حدث يوم الثلاثاء الماضي عندما قصفت المدفعية الكورية الشمالية جزيرة يونجبيون الواقعة في المناطق البحرية المتنازع عليها بين شطري شبه الجزيرة الكورية. وطالب البيان واشنطن بضرورة "ضبط تصرفات كوريا الجنوبية كي تضمن عدم استمرارها في المغامرات العسكرية ومنها انتهاك الحدود البحرية" المتنازع عليها، مشيرا إلي الدور الأمريكي في "رسم الحدود غير الشرعية في البحر الأصفر" في أعقاب الحرب الكورية في الخمسينيات من القرن الماضي. من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن الهدف من المناورات المشتركة التي تجريها مع الولاياتالمتحدة يوم الاحد المقبل هو بعث رسالة واضحة لكوريا الشمالية. وقال متحدث باسم الخارجية "اتفقنا خلال محادثات هاتفية مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إنه خلال التدريبات سنتمكن من بعث رسالة واضحة للشمال فيما يتعلق بالموقف الأخير". وصرح متحدث باسم الخارجية بأن سول تدرس عددا من الإجراءات ضد بيونج يانج ستعرضها علي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. في الوقت نفسه، قررت كوريا الجنوبية تعزيز الترسانة العسكرية في البحر الغربي المتوتر لمكافحة أية هجمات إضافية محتملة من نظيرتها الشمالية، معلنة عن خطة لتعديل سياسة الجيش حول استعمال القوات ضد كوريا الشمالية في حال وقوع اشتباكات. أعلن ذلك مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي، وقال هونج سانج بيو أحد كبار سكرتيري العلاقات العامة بمكتب الرئاسة - في نبأ أوردته وكالة (يونهاب) الكورية الجنوبية - "إن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك قد قبل استقالة وزير الدفاع كيم تاي يونج، وأكد في اجتماع طارئ مع وزراء الأمن والاقتصاد علي ضرورة تعزيز حالة التأهب والاستعداد لأي استفزاز آخر إضافي من قبل كوريا الشمالية، لأنه من المحتمل أن يتكرر مثل هذا الاستفزاز في أي وقت". وطلب الرئيس أن يتم تزويد القوات علي الجزر الخمس في البحر الغربي، والتي تعتبر المنطقة الأكثر عرضة لهجمات كوريا الشمالية، بالأسلحة ذات أعلي مستوي في العالم، طبقا لما قاله هونج. وفي هذه الأثناء قال مسئولون أمريكيون إن كوريا الشمالية رفضت مقترحا من قيادة الأممالمتحدة في كوريا الجنوبية - التي يقودها ضباط أمريكيون- لإجراء محادثات علي مستوي ضباط عسكريين كبار لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتبادل المعلومات في أعقاب التراشق المدفعي بين الكوريتين. في الوقت نفسه، ذكرت المصادر نفسها أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج إيل وابنه يونج - المرشح لخلافته في السلطة- قاما بزيارة وحدة المدفعية التي قامت بقصف جزيرة كورية جنوبية قبل ساعات من وقوع الهجوم يوم الثلاثاء الماضي وأن الرئيس الكوري الشمالي أعطي أوامر الهجوم شخصياً.