الهواية هي كل ما تفعله طواعية عن عشق وبدون فرض أو إجبار، دون تدبير أو تنسيق، بل دون أجر مقابل الفعل أو عمل، والهواية عادة تبدأ من الصغر وبهدوء وعلي استحياء إلي أن يمارسها صاحبها بوضوح تام وعلي الملأ وحين يمتد به العمر وتصبح لازمة من لوازم حياته، بل ويمكن اكتشاف ملامحها مبكرا وأحيانا تأتي الموهبة بالميراث ثم تنمو بالممارسة،. لذلك نجدها في كثير من الأحيان بين أفراد الأسرة الواحدة تنتقل من الأب للابن والحفيد أو من الأخ إلي أخيه ومن الأم إلي ابنتها، خذ مثلا كرة القدم هناك عائلة سليم ومنها المايسترو صالح سليم وأخوه طارق سليم وعبدالوهاب سليم ولكن لم تصل لبقية النسل وإنما توجهت نحو الموسيقي والتمثيل كما حدث مع هشام سليم وأخيه خالد كذلك علي الحجار وموهبته في الغناء التي يؤكدها أخوه أحمد إرثا عن الدهما من قبل. وبالمثل أحمد السنباطي ابن رياض السنباطي بل ويمكن وجود الموهبة بين الأخ والأخت وعلي سبيل الذكر فريد الأطرش وأسمهان أو محمد فوزي وهدي سلطان والقائمة ممتدة وتتفرع في مجالات أخري في الفن وفي الأدب وفي المسرح وفي التمثيل مع السينما أيضا كلنا يتذكر محسن سرحان وشكري سرحان، وحمدي غيث وعبدالله غيث، وبين أبناء الجيل الحالي وجيل المستقبل، كما أن في الصحافة نجد التوأم علي أمين ومصطفي أمين، وكانت صاحبة هذه الدار السيدة روزاليوسف أم إحسان عبدالقدوس. بينما كان سيف وانلي وشقيقه أدهم وانلي في الفن التشكيلي وربما في حالات كثيرة في العلم والطب والهندسة كل مجال نجد تلك الموهبة التي يتمتع بها صاحبها نقلا عن أحد أفراد الأسرة، لذا نجد أن الهوايات في واقعها تميل نحو الإبداع وتبتعد عن ممارسة الخطأ لأنها ترتبط بالمشاعر والأحاسيس وتتدرج في شدتها بين الموجب والسالب أي بين الممارسة الفعلية أو عدمها وللتدليل علي ما أقول نجد أن الأدب بكل أنماطه يعد من الهوايات المحببة التي تبدأ بالقراءة ثم تبدأ بعدها الكتابة كذلك الموسيقي تبدأ بالسماع والعزف وبعدها الممارسة والاتقان، أيضا الرسم والنحت حين يصل إلي المستوي المقبول لدي الجمهور الضيق من الزملاء والأقارب والأصدقاء يخرج إلي حيز العرض العام، والجدير بالذكر أن يكون مجال العمل هو نفسه مجال الهواية حتي لا تتوزع الحالة المزاجية ما بين هذا وذاك. وهناك الكثيرون ممن يمارسون هواياتهم بجانب العمل فعلي سبيل المثال هناك أساتذة في الطب يقومون بتمثيل بعض الأدوار في المسلسلات وبعض من المحامين كذلك وبعضهم توزعت مسئولياته بين العمل وبين الهواية خاصة في مجال الموسيقي وفي دار الأوبرا، ومن المعتاد أن نسمع في الأمسيات الشعرية قصائد يلقيها أستاذ في الجراحة وكلنا لا ينسي إبراهيم ناجي مثلا، وكانت الهواية دائما أفضل من الاحتراف وربما بدأ الكثيرون في ممارسة الهواية حتي حد الإدمان والاحتراف ثم العمل في مجالها بشكل كامل ونري ذلك في حالة يحيي الفخراني ومحمود عبدالعزيز وسمير غانم وكثير من الممارسين؟! في مرحلة الصبا والشباب ترددت الغالبية في ممارسة الهوايات الأدبية والفنية خاصة الشعر والقصة وهواية التمثيل والتصوير، أيضا جمع العملات التذكارية والطوابع، أو العزف الجيد للموسيقي وربما حاول أحدهم الغناء خلال الرحلات ولكن يتضح بعد عدة محاولات أنه لا يصلح، لذلك فإن الكثيرين تحولت هوايتهم إلي الاحتراف عندما تحولت صفاتهم من طلبة إلي خريجين بل وتمسكت تلك المجموعة بالهواية بشكل حاد واتجهوا نحو التفرغ لممارستها والاحتراف بها وعادة ما يكون الهاوي الجيد أفضل بمراحل من ذلك المحترف العادي؟!