خيمت نذر الحرب علي شبه الجزيرة الكورية بعد قيام كوريا الشمالية أمس بإطلاق العشرات من القذائف المدفعية تجاه الشطرالجنوبي مما أدي إلي مقتل جنديين في جيش سول وإصابة 14 آخرين. وأفادت الانباء أن كوريا الشمالية أطلقت حوالي 200 قذيفة تجاه الشطر الجنوبي سقط العديد منها في جزيرة "يونج بيونج" التابعة لسول والقريبة من الحدود البحرية بين الجارتين مما أدي إلي اشتعال النيران في 70 منزلا والجبال والقري بالجزيرة وانقطاع التيار الكهربائي عنها. وقامت السلطات الكورية الجنوبية بإجلاء العديد من المواطنين المقيمين في الجزيرة. وردت كوريا الجنوبية بإطلاق القذائف المدفعية علي الشطرالشمالي. كما قامت السلطات العسكرية الكورية الجنوبية بنشر طائرات حربية باتجاه البحر الغربي لاحتواء القذائف المدفعية التي تطلقها كوريا الشمالية. وصرحت هيئة اركان القوات المسلحة الكورية الجنوبية بأن الجيش فرض حالة التأهب القصوي. ونقلت وكالة انباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن بيان أصدرته هيئة الاركان ان الجيش بدأ بتشغيل نظام مواجهة الشمال، مع فرض حالة التأهب القصوي لجميع القوات العسكرية لمواجهة أي استفزازات عسكرية اضافية من قبل كوريا الشمالية. واجتمع كبار مساعدي الرئيس الكوري الجنوبي في مخبأ في القصر الرئاسي لدراسة الوضع المتفجر، وقالت مصادر حكومية إن سول هددت برد قوي إذا استمرت الاستفزازات من بيونج يانج. وقالت مصادر كورية جنوبية في سول إن إطلاق بيونج يانج للقذائف الصاروخية والمدفعية صوب كوريا الجنوبية سبقه بساعات احتجاج كوريا الشمالية علي التدريبات العسكرية التي بدأتها كوريا الجنوبية في المنطقة المجاورة للعاصمة بإقليم كانجوان شمال شرق البلاد. وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان انه امر وزراءه بالاستعداد لجميع الاحتمالات بعد القصف المدفعي الكوري الشمالي للشطر الجنوبي. وقال كان للصحفيين اثر اجتماع طارئ لحكومته في المقر الرسمي لرئيس الوزراء انه أمر الوزرا بالقيام باستعدادات تتيح لنا الرد بحزم علي اي احتمال. وأثارت المواجهة بين الكوريتين القلق الدولي حيث اعربت كل من الصين وروسيا عن بالغ قلقهما ازاء تصاعد حدة التوتر بين الجارتين، وطالبتا الجانبين بالتحلي بالهدوء. وندد البيت الأبيض "بشدة" بالقصف الكوري الشمالي للشطر الجنوبي. فيما نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن الولاياتالمتحدة لديها خطط عاجلة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في كوريا الجنوبية، وذلك في معرض ردها علي ما أثاره كيم تاي يونج وزير الدفاع الكوري الجنوبي من احتمال طلب سول من واشنطن ذلك الإجراء في ظل التوترات الجديدة في شبه الجزيرة الكورية. من جهة آخري، هدد ستيفن بوسورث المفوض الأمريكي لشئون كوريا الشمالية أمس أن المحادثات السداسية التي تستهدف نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية لن يتم استئنافها طالما استمرت بيونج يانج في تخصيب اليورانيوم، في حين حثت الصين أمس علي استئناف المباحثات بين الدول الست المعنية بالملف النووي لبيونج يانج.