ينتاب كل مسلم ادي فريضة الحج نوع من الخشوع ، وأحساس بالنفحات، مباركة، متمنيا ربه ان يتقبلها وان يقبلها ، ولكن ما يلبث ان يعود أدراجه الي حيث موطنه وعليه مسحة من صفاء نفسه، واحساسه الإيماني، لكن مع تزاحم الدنيا من حول الحاج بعد عودته لحياته العادية يقل الخشوع ، ويلتهم رتم الحياة صفاء النفس ، ويصبح السؤال بين كل مسلم أدي الحج كيف يمكن أن يمنع خروج روحه من هذا الصفاء ويصارع من اجل البقاء بنقاء الحج؟ وهو ما توجهنا به لعلماء الدين كي يوضحوا كيفية تحقيق ذلك. فمن جانبه يؤكد الدكتور سعد هلال استاذ الفقه بجامعة الازهر ان اداء فريضة الحج مثل الصلاة اي عندما يتم تسجيلها لا تنتفي، وارتكاب الاثم لا يلغي ثوابه أو يقلل منه وسحب الماضي لا يتم اطلاقا، ولذا يكون دور الحاج بعد عودته ان يراعي الاداب اللازمة ويكون ذلك بتذكر انه ضحي بماله وقربه من اهله من اجل طواف البيت واعلن توبته في ساحة الحرم في ارض الوحي، كما عليه أيضا الحفاظ علي الفروض. واضاف انه من توجه للحج بهدف ارضاء الله عليه ايقاظ ضميره في حالة اقترافه المعاصي بتذكر مشهد الكعبه واحتساء ماء زمزم وجمال أرض الوحي فلقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" وهو ما يدل علي انه عليه ان يوقظ ضميره وذلك بمراعاة صله رحمه وجيرانه وان يكون ودودا مع الزملاء ولا يكون ذلك فترة ما بعد عودته فقط كما يعتقد الحجاج بل ان يكون علي الدوام ، كما يجب عليه أن يختار بعض الآيات من القرأن الكريم لكي يكون معها علاقه بقراءتها يوميا ومواظبتها بشكل دائم. واكد د. سعد انه من المستحيل الاعتقاد ان يتحول الحاج لملاك بعد عودته لان سنة الحياة ان نرتكب الذنوب ونخطئ ونرفض الرهبنه التي يحاول بعض المسلمين اقامتها بعد عودتهم خاصة في عمرة رمضان فينفصلوا عن اسرتهم وعن الاحتفال برمضان مع ذويهم ويظلون في عزلة ولكن المفترض ان نعود لحياتنا ونمارس اعمالنا واذا نسي الانسان عليه تذكر البركات والنفحات في ارض الوحي فضلا عن الورد اليومي القرأني الذي يكون بمثابة سلاح ايماني أما الشيخ محمود عاشور وكيل بالازهر الشريف السابق فأكد أن الحج فريضة وعلينا المحافظة عليها وذلك بأداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاه وعدم أكل أموال الناس فلقد قال رسول الله:" من غشنا فليس منا"، موضحا أنه علي المؤمن ألا يكون كاذبا فلقد روي ان رسول الله سئل ايكون المؤمن جبانا قال نعم ، ايكون بخيلا قال نعم ،ايكون كذابا قال لا ولذلك هناك ضوابط لابد ان تطبق في حياة الانسان للحفاظ علي اعماله الصالحة وهي الالتزام بتعاليم الاسلام ويتعامل بالمعامله الطيبه، حيث قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم "ليس الايمان بالتمني ولابالتحلي ، ولكن ماوقر في القلب وصدقه العمل] ، كما ينبغي اتباع سنة رسول الله وتذكر احاديثه بشكل متواصل لان المؤمن ملتزمو منضبط. واشار د. احمد السايح استاذ العقيده والفلسفه بكلية اصول الدين إلي أن التمسك بالقيم الاسلاميه هي اهم المبادئ التي يجب علي الحاج المواظبه عليها فقد قال الله تعالي:" ان صلاتي ونسكي وحياتي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت"، فأمر الله بالتمسك بالقيم فضلا عن ضرورة ان يكون نافع ومفيد في مجتمعه فلا تتوقف قيمة العبد المؤمن علي اداء العبادات بل خدمه الناس ونفعهم ويضيف إن الحج فريضة وقيمة عليا امر الله بها وليست هناك افعال محدده مطلوبه او منبوذه للحاج بعد عودته ، لكن عليه ادارك ان عليه المواظبه علي العبادات لان فلسفة الايمان هي المواظبه والمداومة. بينما اشار د. محمد الشرقاوي الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهره إلي أن المسلم يمكنه الحفاظ علي حجه باستحضار الحالة المعنويه والدينيه للحج لان الحاله النفسيه اهم بكثير واولي، وهو ما يجعله دائما بمنأي عن المعصية، ومقدم دائما علي عمل الخير.