بنهاية العام الحالي 2010 تحقق السياحة رقمًا قياسيًا لا يستهان به حيث تتجاوز الحركة الوافدة إلي مصر 14.5 مليون سائح طبقًا لتأكيدات زهير جرانة وزير السياحة، وبهذا الرقم تتجاوز وزارة السياحة المستهدف منها بالنسبة لعدد السائحين بمليون سائح وتصل إلي الأعداد المستهدفة عام 2011 والحقيقة أن الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة حتي شهر سبتمبر الماضي تبشر بأن تصل السياحة إلي هذا الرقم بكل سهولة فالإحصائيات تشير إلي أن نسبة النمو المحققة في هذه الفترة وصلت إلي 18% إذ ارتفعت أعداد السائحين خلال التسعة أشهر الأولي من العام الحالي إلي 10.5 مليون سائح وجاءت روسيا في الصدارة بمليون و900 ألف سائح بزيادة 52% عند نفس الفترة ثم انجلترا محققة مليونًا و81 ألف سائح بزيادة 9.4% ثم ألمانيا 945 ألف سائح بزيادة 9% ثم إيطاليا بعدد 891 ألف سائح بزيادة 7.3% ثم بولندا 481 ألفًا بزيادة 33.7% ثم فرنسا 439 ألف بزيادة 6.6% ثم أوكرانيا 267 ألفًا بزيادة 37%. ثم أمريكا محققة 252 ألفًا بزيادة 11% وتلك هي الأسواق الرئيسية في أوروبا والأمريكتين أما الأسواق العربية فقد سجلت نموًا متوسطًا وصل إلي 6% خلال هذه الفترة وجاءت ليبيا علي رأس الدول العربية ب351 ألف سائح بزيادة 9% ثم حلت السعودية ب291 ألف بنسبة زيادة 7.4% أما بالنسبة للأسواق الآسيوية فجاءت اليابان علي رأس القائمة ب85 ألف سائح بزيادة 37% ثم الهند 77 ألف سائح بزيادة 36% ثم الصين محققة 56 ألف سائح بزيادة 43%. وعلي الرغم من أن أوروبا لاتزال تظهر علي وجهها آثار الأزمة المالية العالمية إلا أن عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة استطاع أن يتبني سياسة ترويجية تكتيكية قللت من آثار هذه الأزمة علي الحركة الوافدة من أوروبا من خلال تنوع وسائل وأدوات الدعاية وكان أبرزها إطلاق حملة الدعاية الجديدة للسياحة المصرية في شهر نوفمبر الماضي علي هامش سوق السفر العالمية في لندن بعنوان «مصر.. حيث البداية» . وهذه الحملة نالت إعجاب كثير من منظمي الرحلات والسائحين ،والمشاهدين الأجانب والعرب لأنها حرصت علي تنوع المضمون بما يلائم متطلبات السائحين من سياحة ثقافية وترفيهية وصحراوية من خلال شهادات حية من السائحين أنفسهم عن أثر أو مكان ما في مصر، كما نفذت هيئة تنشيط السياحة حملة تر ويجية تكتيكية في أسواق السياحة الرئيسية انجلتراوفرنساوألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهي الأسواق التي تأثرت كثيرًا بالأزمة المالية العالمية كذا ركزت الجهود الترويجية علي السوق العربية. وظهر الفيلم الدعائي الموجه للسوق العربي علي القنوات العربية الأكثر انتشارًا يخاطب أيضًا احتياجات السائحين العرب بالتركيز للمرة الأولي علي استمالة الشباب العربي.. تلك الأرقام وذلك النجاح يجعل علي الحكومة خاصة الدكتور أحمد نظيف والدكتور يوسف بطرس غالي إعادة النظر في مخصصات وميزانية خطة الترويج السياحي لمصر والبالغة 80 مليون دولار وهو رقم ضئيل مقارنة بالعائد السياحي الذي من المقدر أن يتجاوز العام الحالي 12 مليار دولار . وهو ما يفرض علينا زيادة ميزانية الترويج حتي ولو تدريجيا كما يجعلنا نفكر بجدية في زيادة عدد المكاتب السياحية في الخارج إذ لا يعقل أن يصل عدد المكاتب التجارية لمصر في الخارج 64 مكتبًا تحقق عائدات 17 مليار دولار فقط هي حجم الصادرات مع استثناء الصادرات البترولية . هناك دول كثيرة سواء عربية أو أجنبية مرشحة لفتح مكاتب سياحية بها مثل البرازيل والأرجنتين والسويد والنرويج والتشيك وأوكرانيا وماليزيا وسنغافورة وكوبا وأندونيسيا والسعودية والإمارات والكويت لتكون إضافة حقيقية لمكاتبنا الموجودة في نيويورك وموسكو ومونتريال وطوكيو ومومباي وبكين واسطمبول وزيورخ وبروكسل وفرانكفورت ولندن ومدريد وباريس ووارسو وروما واستوكهولم وفيينا.