كشفت مصادر أردنية رفيعة المستوي عن اتفاق أمني فلسطيني أردني تم توقيعه مؤخرًا بين مسئولين من الطرفين يقضي بالسماح للجيش الأردني بالانتشار علي الحدود في مناطق الأغوار بمشاركة قوات الأمن الفلسطينية في حال تم التوصل إلي اتفاق نهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت المصادر في تصريحات لوكالة (قدس نت) للأنباء إن هذا الاتفاق جاء خلال اجتماع أمني رباعي جمع رجال المخابرات الأردنيين مع الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بإشراف أمريكي في أحد الفنادق بالعاصمة الأردنية عمان. وأضافت المصادر الأردنية أن الأطراف المشاركة في الاجتماع اتفقت علي ضرورة منع تهريب الأسلحة والمواد التي تهدد الأمن القومي الفلسطيني حال التوصل لاتفاق نهائي يفضي بإقامة الدولة الفلسطينية. وأشارت المصادر إلي أن الاجتماع عقد بعيدًا عن وسائل الإعلام وجري التكتم علي المعلومات التي تم التطرق إليها وقالت إنه سيتم الاستمرار في مثل هذه الاجتماعات بشكل دوري لتقييم الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية. وعلي صعيد العملية التفاوضية أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أن لجنة المتابعة العربية ستجتمع بعد عيد الأضحي الذي يصادف منتصف الشهر الجاري للبت في مصير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد انقضاء مهلة الشهر التي منحتها لواشنطن لمحاولة انقاذ المفاوضات من مأزق استمرار الاستيطان الإسرائيلي. وقال أبوردينة في تصريحات إعلامية أمس: إن لجنة المتابعة العربية ستجتمع بعد انتهاء فترة الشهر خاصة بعد أن يبلغنا الجانب الأمريكي بما توصل إليه مع إسرائيل ونحن حتي الآن بانتظار الرد الأمريكي ونتوقع أن نستلمه قريبًا وقبل العاشر من الشهر الجاري. وأضاف: بناء عليه ستتم دعوة لجنة المتابعة العربية كما اتفق في القمة العربية في سرت، وسيعرض علي العرب بالتفصيل أي رد أمريكي وكل ما حصل من ممارسات إسرائيلية علي الأرض، وبالتالي ستقدم عدة خيارات لدراستها والانطلاق للتحرك علي أساسها. وتابع أبوردينة أن اجتماع لجنة المتابعة سيعقد علي الأرجح بعد عطلة عيد الأضحي المبارك. وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الولاياتالمتحدة مازالت ملتزمة بالتوصل لاتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني رغم المكاسب الانتخابية التي حظي بها الجمهوريون الأكثر تعاطفًا بصورة تقليدية مع إسرائيل. وقالت الصحيفة في تقرير أوردته أمس نقلاً عن مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله: «إدارة أوباما مازالت تري محادثات السلام كأولوية وسوف تعمل مع الكونجرس للنظر في سبيل التوصل إلي اتفاق في هذا الصدد». يأتي ذلك بينما يزور وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي اليوم إسرائيل والأراضي الفلسطينية لحض الإسرائيليين والفلسطينيين علي استئناف مفاوضات السلام المباشرة بينهما، كما أعلن المتحدث باسمه اندرياس بيشكي الذي أوضح أن الوزير سيصل إلي القدس اليوم وسيتفقد مشاريع انسانية في غزة غدًا إذا ما سمحت له الظروف الأمنية بذلك. وقال خلال مؤتمر صحفي إن الهدف من الزيارة الرابعة للوزير إلي الشرق الأوسط هو تقييم آفاق عملية السلام، مضيفًا: نحن في مرحلة بالغة الحساسية والوزير سيعمل من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي القدس سيلتقي فسترفيلي الذي يشغل أيضًا منصب نائب المستشارة انجيلا ميركل نظيره أفيجدور ليبرمان والرئيس شمعون بيريس وأسرة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. في غضون ذلك أكدت مصادر فلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو هددت السلطة الفلسطينية باعتبار الأجهزة الأمنية العاملة في الضفة الغربية أجهزة معادية إذا شاركت حماس فيها أو في قيادتها. وأوضحت المصادر أن التهديد الإسرائيلي جاء في ظل الحديث عن إمكانية التوافق ما بين حركتي فتح وحماس بشأن الملف الأمني وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في إطار اتفاق للمصالحة الوطنية. ميدانيًا سلمت سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس إخطارات لخمس عائلات فلسطينية لإخلاء بيوتهم الواقعة في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية. وقالت لجنة مواجهة الاستيطان في سلفيت في بيان صحفي أمس. ومن جانبه أشاد حيدر إبراهيم الأمين العام لاتحاد عمال فلسطين بدور مصر والرئيس حسني مبارك في دعم القضية الفلسطينية وجهوده لدفع عملية السلام في المنطقة، وقال إنه قدم لمجلس إدارة منظمة العمل العربية بصفته عضوا بها في اجتماعه اليوم تقريرا مفصلا عن معاناة عمال فلسطين في سوق العمل الإسرائيلي وما يتعرضون له من انتهاكات ومطاردات علي الحواجز العسكرية الإسرائيلية وفي مواقع العمل من قبل جيش الاحتلال العنصري الذي يعتقل العمال ويفرض عليهم الغرامات الباهظة.