شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوما عنيفا وغير مسبوق علي إيران التي قال إنها تقوم بدور سلبي تجاه القضية الفلسطينية وتعرقل الحوار بين الفصائل. وأكد عباس في مقابلة مع جريدة «الأنباء» الكويتية أن إيران هي السبب في عدم توقيع حماس علي الوثيقة المصرية متهما حركة المقاومة الاسلامية بالخضوع للفيتو الإيراني. وأضاف: أقولها صراحة لا نريد أن نخفي الشمس بأصابعنا فإيران تتدخل ليس فقط في فلسطين وانما في الخليج ولبنان والمنطقة ككل وتحرك من تستطيع من الأطراف التي ترتبط بها وتستفيد من أدواتها لمصالحها في صراعها مع العالم. وشدد عباس علي أن أجهزة الأمن الفلسطينية لا يمكن إلا أن تكون بيد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة موضحا أنه سيرفض أي اقتراح من قبل حماس لاقتسام الأمن في غزة والضفة. وأشار إلي أنه سيطرح علي الجامعة العربية مجموعة قيادات وأفكار درستها القيادة الفلسطينية وستقدمها تباعا للمجتمع الدولي للتعامل مع ملف التسوية. ونفي عباس تلويحه بالاستقالة من منصبه لكنه أكد أنه في حال حدوث مصالحة وطنية وإجراء انتخابات لن يرشح نفسه مجددا داعيا حماس إلي التوقيع علي الوثيقة المصرية للمصالحة. كما نفي وقوع تلاسن بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد خلال قمة سرت الأخيرة وأكد أن سوريا لم تتدخل في الحوار الذي جري بين فتح وحماس في دمشق ولن تتدخل في الجولة المقبلة من هذا الحوار. علي الجانب الآخر زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن تحقيق السلام التاريخي مع الشعب الفلسطيني يستوجب تغيير التوجه من جانب السلطة الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، مضيفا: مثلما ليس في إسرائيل رفض للجانب الثاني فإننا نتوقع من الفلسطينيين أيضا أن يتصرفوا ويتربوا علي السلام، وجدد رفضه تجميد الاستيطان محملا الفلسطينيين مسئولية فشل المفاوضات. من جانبه قال يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن العام الاسرائيلي «الشاباك» أن حركة حماس والجهاد الاسلامي تحصلان علي أسلحة متطورة عن إيران وكوريا الشمالية عبر اليمن والسودان بواسطة شبكات تهريب دولية. وأشار إلي أن هذه الحركات تقوم بإرسال عناصرها الي إيران للتدريب علي استخدام هذه الاسلحة بدوره اتهم شبتاي شافيط الرئيس السابق لجهاز الموساد الاسرائيلي الرئيس الامريكي باراك أوباما بالمساعدة في نزع الشرعية عن إسرائيل ورأي شافيط أن أوباما ليس حليفا حقيقيا لإسرائيل التي يقول المحيطون القريبون للرئيس الامريكي إنها ليست أكثر من حصوة في نعل أوباما. وفي مشهد يناقض صريحات شافيط انتقدت واشنطن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقال المبعوث الامريكي لدي المجلس ريك بارتون إن واشنطن مازالت تشعر بخيبة أمل جراء الموقف غير المتوازن والتحيز للمجلس من وضع حقوق الانسان في إسرائيل والاراضي الفلسطينية. وأكد بارتون أن الولاياتالمتحدة لايمكنها مساندة قرارات المجلس التي تستهدف إسرائيل، مشيرا إلي أن هذه القرارات تحاول نزع الشرعية عن إسرائيل وتغفل ذكر الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها عن عمد حركة حماس. بموازاة ذلك أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بلاده ستعدل قانونا يسمح حاليا بملاحقة أجانب علي أراضيها متهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وذلك اثر إرجاء إسرائيل حوارا استراتيجيا مع لندن بسبب هذا القانون . وجاء هذا التصريح بعيد إعلان الخارجية الاسرائيلية أن تعديل هذا القانون يشكل الاولوية الاولي في جدول أعمال زيارة هيج إلي إسرائيل. وكان وزير شئون المخابرات الاسرائيلية دان مريدور ألغي منذ أيام زيارة الي لندن علي خلفية مخاوف من امكانية اعتقاله بسبب دوره في الهجوم الاسرائيلي علي سفن أسطول الحرية. وفي اطار التضييق علي الفلسطينيين وفي حين قالت الإذاعة الاسرائيلية إن إسرائيل قررت تقليص بعض التسهيلات الممنوحة للشخصيات الكبري في السلطة الوطنية، والخاصة بالعبور إلي الاردن عن طريق معبر الكرامة بحيث يسمح فقط لرئيس السلطة ورئيس الوزراء بالانتقال إلي الأردن بسيارتيهما. قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إنها تعتزم الاجتماع مع نتانياهو خلال زيارته للولايات المتحدة الاسبوع المقبل. في غضون ذلك تلقت الجامعة العربية رسالة من مدير المكتب التنفيذي لوكالة الاونروا مايكل كينجزلي أكد فيها أن تصريحات مدير مكتب الوكالة في نيويورك أندرو ويتلي حول اللاجئين الفلسطينيين لاتمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر الاونروا وتتناقض تماما مع مواقفها الرسمية. وأوضحت الجامعة العربية أن كينجزلي شدد في رسالته علي أن موقف الاونروا كان ولا يزال ينص علي أن المجتمع الدولي ملزم قانونيا بضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي النحو المنصوص عليه في قرارات الأممالمتحدة. وكان ويتلي الذي سيترك منصبه مديرا لمكتب الاونروا في نيويورك في أوائل 2011 صرح مؤخرا بأنه يجب علي اللاجئين الفلسطينيين ألا يعيشوا علي وهم حق العودة وأن علي الدول العربية أن تبحث لهم عن مكان لهم علي أراضيها لتوطينهم فيها.