يري الدكتور حسام عقل أنه رغم مقدرة القاص أحمد شوقي علي القول بأن مجموعته "القطط أيضا ترسم الصور" نصوصا منفصلة، فإن هناك خيط أو حبل سري يصل بين هذه النصوص الأثني عشر وينظمها معا. وأضاف عقل في الندوة التي أقيمت في "ورشة الزيتون" مساء الإثنين الماضي، لمناقشة المجموعة: هذا ما يفرض علي النص، منذ البدء في قراءته مشكلة التجنيس، وأنا أرجح أن النص رواية لكنها جزأت مقطعيا بطريقة المتتاليات، ومرت بلسان ضمير المتكلم، وكأننا أمام نوع من السيرة الذاتية يقصها علي مسامعنا القط "فتحي". وأكمل عقل: تناول شوقي النص علي طريقة اليوميات، وأذاب كل الحواجز بينه وبين القاريء وكأنهما يتسامران، وجعل هذا النص يقترب من الأمثولة الرمزية المكتملة، وأنا أري أن العمل الأول لشوقي وصل إلي درجة جيدة من النضج والاختمار. وأشار الناقد مدحت صفوت إلي أننا أمام نص قصصي يعتمد علي الخرافة كحلية يزين بها النص من حين إلي آخر، ومن منطقة سردية لأخري، كما يرجعنا إلي الحكايات القديمة التي اعتمدت علي أبطالها من الحيوانات، ورأي صفوت أن عناوين القصص اتخذت طابعا أسميا علي الرغم من أن الكتاب له سمة أساسية وهي فكرة بحث الروح عن مستقر لها، هذا البحث يتطلب فاعلية؛ ولذلك اختلف مع الصيغة الاطلاقية التي صدر بها الكاتب عنوان مجموعته القصصية كما العناوين الجانبية. واصل صفوت: اعتمد الكاتب علي بعض تيمات الحكاية بشكل عام، سواء الشعبية أو الرسمية، والنص الأخير خير دليل علي فكرة الاستعانة بالنص التراثي في أشكاله، كما أن التيمات المضامينية متعددة في النص، كتيمة الأرقام السحرية وبالأخص رقم 7 و3 المكررين في المجموعة، وتيمة التكرار التي لم يوفق فيها الكاتب، استخدم أيضا فكرة مقلوب النص، وتيمة التحولات من البشر إلي الحيوانات والعكس، وهذا شكل من أشكال التيمة الشعبية، ورأي صفوت أن الكاتب يقدم نصوصه بلغة مستعارة، وعليه أن يخرج من عباءة الاستعانة إلي حيز الخلق. ونوه القاص محمد عبد النبي إلي وجود بعض الصيغ التعبيرية في النص، قائلا: لم يكن توجه الكاتب واضحا، فهو لم يجعل القط فتحي إنسانا كالبشر كقصة "كليلة ودمنة"، كما أنه لم يأخذ قرارا أنه سيتعامل مع قط فقط، وإلا ما كان يحمله كل هذه الأساطير والخرافات والتراث الذي صنعه البشر، فهو حمل القطط بأرواح المجتمع، وعلاقتها بملك الموت، فهذا نوع من الأنسنة وإضفاء الوعي الإنساني علي هذا الكائن أو الحيوان. وأكدت سامية أبو زيد أن الكتاب يمتاز بالتحرر ولا يتقيد بلون أدبي، وهو حالة تقمص ولكن بشكل جديد، كما أن الكاتب أضاف عليه عفوية أعتقدها أفضل مما لو كانت علي خط مستقيم مرسوم مسبقا.