قلل الدكتور مجدي حسن رئيس الشركة القابضة للأدوية من أهمية تحقيق أرباح مؤكدًا أن للشركة دورًا اجتماعيا حيويا في توفير الأدوية الفعالة والآمنة بأسعار في متناول محدودي الدخل. وقال حسن في حوار مع «روزاليوسف» إن الشركة حققت 600 مليون جنيه أرباحًا في العام الماضي من خلال مبيعات 11 شركة تابعة. ولفت إلي البدء في تطبيق استراتيجية التطوير التي أقرها وزير الاستثمار محمود محيي الدين قبل سفره لتولي منصب مدير البنك الدولي.. إلي النص: ما أهم معوقات نمو صناعة الدواء الوطنية؟ - عدم وجود صناعة للمواد المغذية من الخامات الدوائية، من أهم المعوقات، وأيضا المنافسة الشديدة بين الشركات العالمية، ووجود نظام صارم للتسعير لا يسمح بهامش ربح يضمن الاستثمار بينما زيادة قيمة المدخلات يجعل هامش الربح يتضاءل. ما مدي فعالية الأدوية المنتجة محليا؟ - لا يوجد دواء فعال بنسبة 100% أو بنسبة 99%، فطالما حصل الدواء علي ترخيص من وزارة الصحة فهو فعال. دائما الدواء المحلي متهم بأنه أقل جودة من الدواء المستورد؟ - لا تسألني عن هذا الأمر.. واسأل من يتهم الصناعة الوطنية بذلك. لا أحد بعينه، ولكن القائل بذلك قد يكون مركزا بحثيا أو صيدلانيا أو مسئولاً؟ - وقد يكون القائل بذلك شركة دواء منافسة. لماذا تعمل بعض الشركات متعددة الجنسيات دائما علي تشويه سمعة الدواء المصري؟ - هناك فرق بين الشركات ومندوبي الشركات. هل المندوبون ينفذون سياسات وتوجهات الشركات؟ - لا.. فلا توجد شركة تهاجم شركة أخري، ولكن قد لا يتبع المندوب الأسلوب الأمثل في الدعاية ويلجأ إلي أساليب التشويه لسمعة الدواء المنافس له. إذن لماذا تنتشر الشائعات حول وجود خلاف مستمر بين الشركة والوزارة بسبب نظام تسعير الدواء؟ - لا توجد مشكلة بين الشركة والوزارة، وأسعارنا أقل من أسعار الأدوية المستوردة لأن هذا يأتي في إطار دورنا الاجتماعي نحو خدمة المواطن المصري. لماذا تطرحون الأدوية في مناقصات وزارة الصحة بأسعار أقل مما تطرح به في الصيدليات مع أنها نفس المنتج والعبوة؟ - هذا دورنا الاجتماعي في خدمة الدولة ممثلة في وزارة الصحة وأن نقدم الدواء الفعال بأقل الأسعار. ما حجم أرباحكم العام الماضي؟ - 600 مليون جنيه. ألا تري أن 600 مليون جنيه كأرباح ل 11 شركة وعدد من المصانع التابعة رقم بسيط في حالة مقارنته بنفس حجم أرباح شركات ومصانع القطاع الخاص أو شركات الدول الأخري؟ - نحن لنا دور.. والموضوع ليس موضوع ربح ولكن وجود أدوية آمنة وفعالة، ودور الشركة هو الحفاظ علي مواد الصناعة وتطويرها وجعلها تنافس الشركات الاستثمارية الأجنبية وفي نفس الوقت توفير الأدوية الفعالة والآمنة بأسعار مناسبة لمحدودي الدخل ولوزارة الصحة.. ولو أننا نهدف للربح فلن تلزمني وزارة الصحة بالسعر وسأبيع بالأسعار التي أحددها. ما مدي تعاونكم مع وزارة الصحة أو القطاع الخاص لتطوير صناعة الدواء الوطنية؟ - وزارة الصحة ليست لها علاقة.. ونعمل مع المركز القومي للبحوث، ونحتاج الإمكانيات إلي التطوير ولسنا في حاجة للخبرة الأجنبية للمساهمة في أبحاثنا الدوائية. ماذا فعلتم مع مجالس إدارة الشركات التابعة بعد إعلان ميزانية العام الماضي في الجمعيات العمومية؟ - أبقينا بعضهم مثل مجالس إدارات شركات القاهرة وممفيس والتجارة والإسكندرية للأدوية.. وتم تعيين مجالس إدارة جديدة لشركات أخري مثل النيل والجمهورية ومصر للمستحضرات الطبية والعربية للأدوية، في محاولة للاستفادة من جميع الخبرات الموجودة العاملة في مجال صناعة الدواء الوطنية. هل لديكم استراتيجية قائمة لتطوير الشركات التابعة للقابضة للأدوية؟ - بالفعل توجد تلك الاستراتيجية.. وكان الدكتور محمود محيي الدين قد أعطي إشارة البدء في تطوير وتحديث الشركات التابعة خلال السنوات الثلاث المقبلة بقيمة 1.8 مليار جنيه، وكان ذلك قبل مغادرته لوزارة الاستثمار وسفره لتولي منصب مدير البنك الدولي. هل يمكن أن توضح لنا أهم المحاور التي تعتمدون عليها في عملية التطوير؟ - خطة التطوير تقوم علي ثلاثة محاور هي زيادة مستحضرات دوائية جديدة.. وتطوير المعدات والآلات والمباني.. والأهم هو محور الاهتمام بالعنصر البشري الذي تقوم عليه صناعة الدواء في مصر. نريد إلقاء الضوء علي المصانع الجديدة التي سيتم إنشاؤها؟ - سوف يتم إنشاء عدد من المصانع الجديدة تنتهي خلال السنوات المقبلة منها مصنع تابع لشركة سيد للأدوية في 6 أكتوبر، وثاني لإنتاج الأمبول يتبع النيل للأدوية، وثالث تابع للقاهرة للأدوية بتكلفة 356 مليون جنيه، وآخر يتبع العربية للأدوية في الأميرية. إضافة إلي مصنع تم الانتهاء منه في أبوزعبل بالقليوبية ويتبع شركة مصر للمستحضرات الطبية.. وسوف يتم افتتاح مصنع جديد تابع للنصر للأدوية نهاية العام الجاري. صناعة الدواء من أهم الصناعات الحيوية في العالم فهل أنتم مستعدون للمنافسة؟ - ندرك ذلك جيدًا، وأن صناعة الدواء من الصناعات الاستراتيجية والحيوية التي تراقب عالميا من عدد من الجهات بمعايير غير ثابتة تتغير كل يوم.. وإن لم نواكب تلك المعايير أن نراعيها في الشركات التابعة للقابضة للأدوية فلن نستطيع المنافسة أو الاستمرار. هل تستطيعون تحقيق ذلك مع الحفاظ علي مسئوليتكم الاجتماعية تجاه المواطن المصري؟ - نسعي جاهدين لذلك.. وأؤكد حرص والتزام الشركة نحو مسئوليتها الاجتماعية تجاه محدودي الدخل لتوفير الدواء الآمن والفعال للمواطن المصري البسيط بجودة عالية. ما دور الدولة في مساندة صناعة الدواء الوطنية في ظل التحديات الصعبة التي تواجهها؟ - تتطلب الظروف والتحديات الراهنة التي تواجه شركات الدواء دعما مستمرا ومساندة من الدولة لصناعة الدواء الوطنية.. وضرورة مراعاة تأثير النظم والقواعد التي تصنعها الجهات المختصة علي اقتصاديات شركات الدواء، وارتفاع أعداد الأصناف المنحسرة التي تباع بأسعار أقل من سعر التكلفة.