نظمت مكتبة "حنين" ندوة لمناقشة رواية "الجبانات" أول عمل روائي للفنان التشكيلي والشاعر رشيد غمري أدارها الكاتب محمد بركة، والشاعر شعبان يوسف، والناقد طلال فيصل وحضرها كل من الكاتبة نوال مصطفي، ورفعت رشاد رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة". في بداية الندوة قال محمد بركة: رشيد يملك رؤية بصرية بصفته فنانًا تشكيليا، بطل العمل أيضا فنان تشكيلي، يتعامل مع فن النحت وينحت تماثيل أنثوية، فيعكس رؤيته للعالم الجسد والمرأة، التي اعتبرها مادة خامًا لإبداعه الإدبي، كما طرح ظاهرة انتحار الشباب، هذا المزج والازدحام البشري ومنطق السرد التشكيلي مع السرد الأدبي والتداخل في المشاهد واللقطات، جعل للرواية حالة إبداعية خاصة. الشاعر شعبان يوسف قال: هناك حركة تمرد وتحول حدثت في الوسط الثقافي الأدبي، الشعراء أصبحوا روائيين أمثال محمد ناجي، الشاعر الذي يكتب الرواية، وكذلك الفنان صلاح جاهين، الذي مارس أشكالا متنوعة من الفنون والإبداع وتميز فيها، والفنان أمين ريان أيضا له رواية كان بطلها فنان تشكيلي أحب الموديل الخاص به، لنطلق علي هؤلاء المتحولين أو المكتشفين لذاتهم من داخل إطار الفنون وتواصل آخر مع القارئ، ربما يكون مكملا لباقي ما يملكه الكاتب أو الشاعر. وأكمل يوسف: الفنان والروائي لدي رشيد يملك قدرا عاليا من الاستيعاب للغة الشعرية، انعكس في لغة السرد في الرواية، ربما أفلت من الكاتب في الرواية، من وجهة نظري، وجود مسرحية "المحولجي"، أجدها مختلفة رغم أنه ربط بين المسرحية وبين النص، استطاع الكاتب أن يوازي الاحتفاء بالحياة وبالموت في آن واحد، وخلق جدلية من وراء رؤيته للعالم والمأزق الإنساني الذي يعيشه الإنسان. وقال الناقد طلال فيصل: أجد الرواية مبهرة للعين وثقيلة علي القلب، لذلك أطرح تساؤلات لماذا اختزل الكاتب العالم في مجموعتين، مجموعة من المتطرفين، ومجموعة من الفنانين، وهناك كثرة الشخصيات وحكايات فرعية، هل هي شخصيات حقيقية؟ هل الرواية هي سيرة ذاتية للفنان؟ أجد أن الرواية إسقاط علي حالة مجتمع يخنق الشباب، مما يجعلهم يقدمون علي الانتحار، العمل من حيث المستوي الأدبي علي مستوي عالٍ ولغة تراثية صادقة. نوال مصطفي علقت: اختيار هذا العنوان الصادم "الجبانات" لأول عمل روائي للفنان رشيد الغمري، يبنئ عن جرأة وإثارة تجعل القارئ يبحث بداخله عن معني الحياة، لأن حتي صورة الغلاف توحي بمعني آخر تمثال للبشر بلون أبيض يوحي بالوجود رغم هذا العنوان العميق مضموناً. أجاب رشيد غمري عن تساولات الحاضرين قائلا: العمل ليس سيرة ذاتية ولكن بها أحداث واقعية أعرف أصحابها، رغم أن البطل يماثلني في بعض الصفات، فنان تشكيلي وله علاقة بالمسرح، لكن من الخطأ تصنيف العمل الأدبي لأنه حالة تخص الكاتب، وسواء "الجبانات" مكان دفن الموتي أو القرية في الرواية، افتراضية خيالية ليس لها وجود، أما اللجوء إلي التصوف والغيبيات، فهو طريقة للهروب وحل للمشاكل.