حضرت قضية «حد الردة في الإسلام» خلال افتتاح الموسم الثقافي للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية أمس الأول بمسجد النور بالعباسية، إذ أفتي د. محمد شامة مستشار وزير الأوقاف بعدم وجود حد للردة وبحرية الانتقال بين الأديان، مؤكدا أن الرأي القائل بقتل المرتد عن الاسلام «لم يرد في القرآن ومن ثم فهو رأي ضعيف». مستشهدا بقوله تعالي: «إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا»، مؤكدًا أن الإسلام يدعو للحرية الدينية الكاملة. وأضاف شامة أنه لا سلطان علي حرية العقيدة، فمن أراد اعتناق المسيحية فله الحرية وعلي الدولة حمايته، وبالمثل يعامل من أراد الاسلام دينا. ووجه شامة انتقادا للأئمة قائلاً: إن معظمهم يقصر الدعوة علي إرشاد الناس للصلاة والعبادات مع أن الإسلام ليس عبادات فقط، لكنه عمل خاصة أننا اليوم أبعد الناس عن العمل. وأيد د. عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية فتوي شامة مستشهداً بآية «لا إكراه في الدين» التي تفيد نفي الإكراه في التحول من الدين، وقال بيومي أن الوقوف علي حديث الرسول «من بدَّل دينه فاقتلوه» خطأ منهجي يسوق الفقيه إلي منهج واستخلاصات خاطئة. ولفت بيومي الي ان الحديث النبوي «لا يحل قتل امرئ مسلم إلا لثلاث ومنها التارك لدينه المفارق للجماعة» لا يقصد به المرتد وإنما يقصد به مواجهة الخطر الذي يواكبه المجتمع جراء المرتد. واستدل بيومي بقوله تعالي: «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» فلا قتال إلا من يقاتل، وعليه فالقتال ليس للشرك أو الكفر، وإنما للحرابة أو للبدء في العدوان علي المسلمين. بينما رفض الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق التعليق علي الأمر قائلاً: إن هذه المسائل من اختصاص أساتذة الشريعة.