تقرير : ماجد الراهب علي مدار ثلاثة ايام استضافت مكتبة الاسكندرية ممثلة في إدارة الخطوط مؤتمر «الحياة في مصر خلال العصر القبطي» تحت رعاية الدكتور إسماعيل سراج الدين والدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الاعلي للاثار وجمعية الاثار القبطية، وهو أول مؤتمر يعقد خارج الكنيسة او الدير وإن كان هناك بعض المؤتمرات التي عقدت في أماكن متفرقة ولكن لم تأخذ الشكل الرسمي أو تحت رعاية مؤسسات الدولة وكان ذلك في المدة من 21 -23 سبتمبر الماضي . وعندما نتحدث عن مؤتمر يعقد في مكتبة الاسكندرية فإننا نعني أكبر مؤسسة ثقافية في مصر ذات ثقل علمي وعالمي لا يستهان به، مما حدا بأكثر من مائة عالم وباحث من مختلف دول العالم للحرص علي المشاركة في هذا الحدث المهم . وفي ثلاث قاعات تحدث مائة وخمسة باحثين بواقع أكثر من ثلاثين جلسة يومية، بالإضافة الي ثلاث محاضرات عامة ألقيت من علماء القبطيات وحرصت إدارة المؤتمر علي استضافتهم، ففي اليوم الاول تحدث الدكتور جاك فان فيلت (Jacques van der vliet) عن أهمية الدراسات القبطية في مصر والعالم وفي اليوم الثاني تحدث الدكتور يوحنا نسيم عن مكتبة الاسكندرية اللاهوتية في القرن الخامس، ثم الدكتور استيفن اميل ( Stephen emmel ) في اليوم الثالث عن مستقبل الدراسات القبطية في مصر بخلاف الدكتور بيتر جروسمان الملقب بأبو العمارة القبطية ( Peter Grossmann ) والذي امضي أكثر من اربعين عاما في حقل البحث والتنقيب والتسجيل في العمارة القبطية . وقد تعددت محاور المؤتمر بين العمارة والفنون، اللغة القبطية، الحياة الاجتماعية والحياة الديرية، الوثائق والمخطوطات . وتنوعت ايضا جنسيات الباحثين من اوروبا واستراليا واليمن وقطر والسعودية وطبعا النسبة الاكبر من مصر وهذا يمثل ثراء لهذا الحدث . وجدير بالذكر أن الشباب كان له تمثيل واضح بين جنبات المؤتمر وربما بعضهم كانت المرة الاولي التي يشارك فيها في مؤتمر بمثل هذا الحجم، وهذه ظاهرة صحية تماما لأن الاحتكاك بكبار الباحثين سواء من الخارج أو الداخل يحفز الشباب علي مزيد من الدراسة والبحث والحرص علي المشاركة في المؤتمرات القادمة . ولكن هناك تحفظاً علي بعض هولاء الشباب وهو عدم التدقيق في البحث والخلط بين البحث والمقالة والعرض الموضوعي . ولم يخل المؤتمر من بعض المناقشات الساخنة والتي أثيرت بين بعض المحاضرين والحضور خاصة التي ارتبطت بالتاريخ القبطي، وهل هناك ما يسمي بعصر قبطي أو حضارة قبطية أم حقبة قبطية، أم عصر بيزنطي، كما اشتد النقاش حول ورقة بحثية يشيد فيها الباحث بسماحة الدولة العثمانية في ترميم الكنائس والاديرة ولكن عارضه الكثيرون . كما كان لافتا للنظر التواجد الرهباني والذي تمثل في عدة باحثين من عدة أديرة سواء من الشمال او الجنوب، فقد حضر من دير مار مينا الاب تداوس، وادي النطرون الاب بيجول، الاب مكسيموس من دير الانبا انطونيوس، ومن دير المحرق الاب امونيوس والاب مكسيموس، كما حضر الاب انجليوس من نقادة، وكانت المفاجأة هي حضور الأب يسطس الاورشليمي والذي أمضي 12 سنة بأورشليم بالقدس وتكلم عن عادات الاقباط في الاراضي المقدسة وحضر نيافة الانبا مارتيروس الاسقف العام ممثلا للكنيسة القبطية وقد ترأس جلسة كما القي بحث عن بطاركة الكرسي السكندري للأنبا يوساب اسقف فوه . وبالطبع لم يخل المؤتمر من نقد خاصة من أساتذة جامعة الاسكندرية والذين وجهوا سهامهم لبعض الباحثين خاصة الشباب ومنذ اليوم الاول للمؤتمر ونالت اللجنة المنظمة للمؤتمر نصيباً من ذلك .