بالرغم من أن الفنان رياض الخولي كان مديرا للمسرح الكوميدي ثم مديرا «للقومي» إلا أنه غاب عن خشبة المسرح ثماني سنوات مؤخراً قرر أن يعود من خلال مشاركته في عرض "مولد سيدي المرعب" للمؤلف يوسف عوف وإخراج محمد أبو داود، علي خشبة المسرح العائم بالمنيل "المسرح الكوميدي"، ويقدم رياض نفس الشخصية التي لعبها كل من الفنان نجاح الموجي والمنتصر بالله بالتبادل عامي 1998 و1999 - لكن الخولي يري أن لكل فنان بصمته الشخصية علي العمل لذلك فهو لا يخشي الوقوع في أي مقارنة معهما ويقول: أعتقد أن النص كما هو، فلم يتم تغيير أي شيء لأن المخرج كان حريصا علي الأمانة في تقديم النص كما كتبه الراحل يوسف عوف وذلك تأدبا منه وأنا للأسف لم أشاهد العمل في المرتين سواء بالراحل نجاح الموجي أو المنتصر بالله لكن في رأيي أنه لن يكون هناك أي تشابه في الأداء لأن كل شخص يقدم العمل من خلال موهبته ووجهة نظره وبصمته الشخصية، التي لا تختلف عن بصمة الأصابع. هل كان من السهل أن تقبل المشاركة في عمل معاد؟ - بوجه عام هذه هي المرة الأولي التي أقدم فيها عملا سبق وقدمه غيري لكنني وافقت لبعد المسافة الزمنية فالرواية ليست في ذهن الناس بشكل قوي لأنها قدمت منذ 12 عاما وموضوعها مهم وقوي ووليد هذه الساعة فهو يناقش فكرة الجهل والبيروقراطية وكيفية التعامل مع المسائل العلمية بشكل علمي وليس بعشوائية ، ونحن من إثني عشر عاما، لم نستفد من هذه التجربة في حياتنا لذلك كان من الضروري إعادة هذا العمل . شهد العرض نجاحا جماهيريا كبيرا في سنوات عرضه الأولي فهل تتوقع له نفس النجاح هذا العام؟ - العرض شهد اقبالاً كبيرا في العيد لكن للأسف الناس مرت خلال الفترة الماضية بثلاث مناسبات رمضان ثم العيد ثم الدراسة فلم يستطيعوا التقاط أنفاسهم لذلك كان من الطبيعي أن تحدث فجوة بين الإقبال الجماهيري في العيد وبعده لكن حتي الآن هناك إقبال إلي حد كبير استنادا إلي سمعة هذه الرواية الطيبة . المسرح الكوميدي دائما متهم بأن عروضه وممثليه أشبه بعروض المسرح التجاري ما رأيك؟ - أنا شخصيا متأثر بمدرسة محمد صبحي وشاركت معه في عملين هما "وجهة نظر" و"ماما أمريكا" وأحب عادة النظام في العمل ومنهج صبحي كان يختصره في كلمة واحدة وهي "مثل" فقط، ومن خلال التمثيل يأتي الضحك أو لا يأتي، كما أنني لا أحسب نفسي كوميديانًا بل ممثل أجتهد في عملي وأترك النتيجة كما تأتي، وأذكر أن زميلة في هذا العرض، أضافت جملة بدون قصد وبعفوية شديدة، تم إلغاؤها في اليوم التالي مباشرة. ما سبب غيابك عن المسرح طوال السنوات الماضية؟ - آخر عمل شاركت فيه كان مسرحية "الناس اللي في الثالث" علي المسرح القومي منذ 8 سنوات لأن الفيديو بصراحة شديدة أخذنا جميعا خاصة أن موسم العمل بالتليفزيون كان يواكب الموسم المسرحي الصيفي مما جعل الكثيرين ينصرفون لكن من الممكن في السنوات القادمة أن تتعادل كفتا الميزان لأن رمضان بعد 4 أو 5 سنوات سيأتي في شهر يونيو ووقتها سيكون هناك موسم صيفي حقيقي وهذا من الممكن أن يعيد المسرح بنجومه الكبار. في رأيك لماذا كان النجوم يحبون العمل في المسرح في وقت ما ثم انصرفوا عنه تماما؟ - لم يكن هناك عصر التليفزيون بهذا الشكل فهو حاليا أصبح مغريا بشكل أكبر كما أن التليفزيون والسينما حدث بهما تطور تقني وتكنولوجي عال للغاية، في الوقت الذي لم يشهد فيه المسرح أي تطور علي الإطلاق لذلك لابد أن يحقق حالة من الدهشة حتي يقبل عليه الجمهور فلابد أن يحدث ابهار للمتلقي، لذلك فهو يحتاج لتقنيات عالية حتي يواكب الفضائيات الموجودة حاليا ويجعل الجمهور يخرج من منزله لمشاهدة عرض مسرحي، إلي جانب ذلك هناك أزمة اقتصادية شديدة . هل إعادة عمل ناجح تنذر بوجود حالة إفلاس لدي المؤلفين؟ - فكرة الريبوتوار موجودة في العالم كله وهي إعادة الأعمال الناجحة التي لم تشاهدها الأجيال الجديدة كما أن معظم المسرحيات لم يتم تصويرها تليفزيونيا فما المانع من تأليف نصوص جديدة وإعادة النصوص القديمة معها في نفس الوقت، كما أن المؤلفين أيضا انصرف بعضهم للتليفزيون فمن يقدم مسرحًا حاليا لابد أن يكون محبا له كفن بغض النظر عن أي شيء. بعيدا عن العرض، صدر مؤخرا قرار بتعيينك مديرا للمسرح القومي فلماذا تأخر هذا القرار وما الخطة التي تعدها حاليا؟ - لا أعلم أسباب استمرار القومي طوال الفترة الماضية بلا مدير واختياري مديرا له شرف كبير لي ، والحمد لله استطعت خلال هذه الفترة أن أعيد مسرحية "خالتي صفية والدير" ويستعد العرض للسفر حاليا لعمل جولة بأكثر من محافظة وهناك مشاريع ونصوص جديدة سوف نقدمها لاحقا مثل عرض "الفرافير" تأليف يوسف إدريس وإخراج هاني مطاوع و"بلقيس" تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج أحمد عبد الحليم و"ليلة من ألف ليلة" من المقرر أن يقدمها الفنان يحيي الفخراني . متي سيعود القومي للحياة من جديد؟ - يقال علي شهر أبريل المقبل وإذا حدث ذلك سيكون إنجازا كبيرا وفرقة المسرح القومي حاليا أصبح مقرها مسرح ميامي لحين افتتاح المسرح القومي نفسه وسوف نقدم عروضنا حاليا ما بين ميامي وإسكندرية . لك تجربة سابقة في العمل الإداري فهل من السهل علي الفنان أن يكون مديرا؟ - المشكلة تتلخص في العمل الإداري وأعتقد أن أشرف زكي استطاع أن يكسر بعض التابوهات إلي حد كبير في هذه المسألة بمعني أن المسألة أصبحت أكثر مرونة لأننا في النهاية ندير مؤسسة إنتاجية تنتج مصنفًا وأري أن الجهات تكون في خدمة هذا المصنف وإلي حد ما أشرف أصبحت لديه القدرة علي الحل السريع، لكن بالطبع هناك مفاهيم خاطئة لأن المسرح غير متمثل في من يديره لأنه في النهاية كيان يضم مجموعة من الموظفين والإداريين وفنانين والمدير علي رأس هذا الهرم وكل واحد يقوم باختصاصه فعلي سبيل المثال أعدت "خالتي صفية والدير" بالتليفون أثناء انشغالي بعرض "مولد سيدي المرعب" ، مع العلم أننا غيرنا شكل الدعاية وأقمنا تعديلات في الديكور وانا غير موجود بالمسرح لكن في أيام أجازة العرض أذهب لمتابعة مشاكل المسرح فالمسألة مريحة وليست لدي أزمة في أي شيء. هل وجدت خلافا بين عملك كمدير للكوميدي سابقا والقومي حاليا؟ - كل مسرح له هويته فنحن هنا نعمل تحت مسمي المسرح الكوميدي لذلك لابد من تطبيق استراتيجية "الكوميدي" بمعني أن المكان يحتم علي نوعية العرض، وعروض الكوميدي عادة أعمال خفيفة ولطيفة بعكس العروض المنوط بها المسرح القومي ففي القومي نقدم أعمالا أخري مثل المسرح الكلاسيكي والمسرح العالمي ومسرحيات تراجيدية قوية وهكذا فكل مسرح له الهوية التي يعمل بها . هل من الممكن أن نراك ممثلا في القومي وأنت مدير له ؟ - من الممكن العام القادم، فحاليا من الصعب أن أدخل في رواية مسرحية جديدة وأنا أعمل في أخري.