اللواء صلاح الدين المناوي احد ابطال اكتوبر الذين اداروا المعركة باقتدار فقد كان قائد العمليات الجوية في اكتوبر1973 عمل بجوار الرئيس مبارك ويصفه بالصديق المخلص الذي يتواصل معه حتي الآن يقول اللواء المناوي الذي حصل علي عدد كبير من الأوسمة والنياشين .. في عام 1967 كان الوضع سيئًا للغاية فقد قصف الطيران المصري علي الارض وساءت الحالة المعنوية لجنود القوات الجوية فقد كنت وقتها عقيدًا بها وقائد قاعدة فايد الجوية وكنت اشعر بالاحباط الذي يعاني منه الجنود ووقتها قررت القيادة أن تعيد الحماس للناس مرة اخري ومعالجة اخطاء النكسة والتأكيد ان هناك معركة قادمة مع العدو يجب الاستعداد لها وبدأت التدريبات الشديدة والحديث للقوات الجوية من القادة انكم لاتتحملون نتيجة النكسة فأنتم لم تشاركوا ولم تشتبكوا مع العدو من الاساس. ولإعادة الثقة لدي القوات الجوية امر اللواء مدكور ابو العز قائد القوات الجوية وقتها بضربه «جوية» محدودة توجهها القوات الجوية المصرية لنظيرتها الاسرائيلية الموجودة في سيناء للتأكيد ان المعركة قادمة.. وبدأنا الاستعداد بعد ذلك لحرب اكتوبر من خلال التعرف علي العدو الاسرائيلي فقد توقفت القوات الجوية عن الاحتكاك بالعدو منذ عام1956 ولم تحدث دراسة للعدو حتي 67 وكان الموجود فقط معلومات بسيطة وكنا نريد معرفة كيف يقاتل العدو وحجم الطائرات الحديثة التي وصلت اليه وقد تمكنا من معرفة الاساليب القتالية للعدو وقدرته من خلال عمل هجمات عليه والاشتباك معه ومعرفة من اين ستأتي الهجمات المعادية وكيفية التصدي لها؟ وتمت تسمية هذه الفترة فيما بعد بحرب الاستنزاف. وتابع قائد عمليات اكتوبركان قرار قيادة القوات الجوية اولا هو صد هجمات العدو ومنعه من استهداف الاهداف الجوية المصرية وثانيا مقارنة القوة بيننا وبينه وكان الفرق كبيرًا جدا وخاصة ان الطائرات الحديثة التي قد تم التصديق عليها من روسيا لم تصل بعد ومع ذلك كان الجميع متحمسا لمعركة كبري مع العدو. ويضيف المناوي انا اذكر عندما وصلت الطائرات الروسية وبالصدفة نزلت المجموعة الاولي منها في مطار انشاص وكانت تحت قيادتي وحضر وقتها قائد القوات الجوية مدكور ابو العز ووجدني في استقباله ..اقول وانا منفعل ياسيادة القائد هذا المنظر يعيدني الي 1967 ففوجئت به يخلع رتبته من علي كتفه ويقول قل لي ماذا أفعل وواصلت ان هذه الطائرات يمكن ان يحدث لها ما حدث في 1967 من قصفها وهي علي الارض فيجب عمل "دشم" لحمايتها فاتخذ القائد قرارًا ببناء 600 دشمة لحماية الطيران واتخذت القيادة الجوية المصرية حرب الاستنزاف كمرحلة مهمة لتدريب القوات حتي تكون جاهزة للمعركة الحقيقية، وتم اشتراك جميع الطيارين فيها حتي يكونوا مستعدين للمعركة الحقيقية وبالفعل استكملت القوات الجوية المصرية استعداداتها وقواتها علي الجبهات بحيث لايمكن للعدو اختراق هذه الاماكن واستطعنا صد 8 هجمات جوية اسرائيلية بعد بدء الحرب وأفقدناها القدرة علي تأدية مهامها. اما عن موعد المعركة فقد كان الرئيس مبارك قائد القوات الجوية حين ذاك يعلم بموعد المعركة قبله بيومين وابلغني قبل المعركة بيوم وطلب مني ان اخبر قادة الألوية بموعد الحرب الا انني اقترحت عليه ان اذهب اليهم بنفسي بدلاً من ابلاغهم بالارقام الكودية وبالفعل ذهبت الي قادة الالوية وطلبت منهم ألا يخبروا الطيارين والفنيين بموعد الحرب الا قبلها بساعتين. وفي مساء يوم 5 اكتوبر ذهبنا نحن قائدو القوات الجوية الي المطاعم مع بعض الاصدقاء للتمويه خوفا من التتبع وذهبنا الي مركز القيادة في الساعة 11 صباحا. وتابع المناوي: الطيارون والجنود كانت لديهم حماسة غير عادية فعقب كل ضربه ونزول الطيارين وصعود اخرين كان بعضهم يطالب بأن يضرب الضربتين الاولي والثانية حتي ان عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل كان أحد الشهداء في ميدان المعركة.