بالنظر لحال المرأة العربية منذ الأزل وحتي وقتنا الحالي، نجد العديد من القضايا والمفاهيم الشائكة، فتاريخ المرأة هو حقيقة هذه الأمة العربية، وتفسير كل توجهاتها وسلوكياتها، لذلك قامت دكتورة سحر الموجي، والدكتورة مني إبراهيم الأستاذ المساعد بآداب إنجليزي القاهرة، والدكتورة سهي رأفت الأستاذ المساعد بآداب إنجليزي حلوان، والناشطة النسوية دكتورة سهام عبدالسلام منذ عام 1998 وحتي 2008 من خلال مشروع "قالت الراوية الذي أطلقته مؤسسة "المرأة والذاكرة" بالاشتغال علي النصوص الأدبية الكلاسيكية، التي كان للمرأة فيها أدوار مختلفة ومتنوعة، تعكس حقيقة النظرة العربية لوضعها، وإعادة كتابة هذه النصوص، ولكن من منظور نسوي تفكيكي، من خلال أسئلة جدلية لهذه المفاهيم التي نوقشت بتلك النصوص، وكيف أصبحت في عصرنا الحالي، ولقد عملن مثلا علي "حكايات ألف ليلة وليلة" وأعادوا حكايات "شهرزاد" و"ست الحسن" وغيرها من النماذج النسوية التي طرحت، في محاولة لخلخلة هذه المفاهيم، وإعادة فهمها وبالتالي إنتاجها مرة أخري بشكل مختلف. ثم 2009 قام هذا الرباعي بالانفصال عن المؤسسة ليكونّ مشروعهن الخاص "أنا الحكاية"، وعملن علي نصوص أدبية أخري لنماذج نسوية مختلفة مثل رواية "بين القصرين" للعالمي نجيب محفوظ، التي ترصد "أمينة " تلك المرأة الخنوعة المتواضعة المعرفة والإدراك، نتيجة لتربيتها وتنشئتها، فهي لم تتعلم سوي الطاعة ومتابعة منزلها وتلبية طلبات زوجها دون تفكير أو مناقشة وطاعة ربها وأوليائه، حتي أنها فشلت في التعامل مع متغيرات أبنائها حينما كبروا ومشاكلهم وآلامهم، لم تكن الأم التي تستطيع أن تظل يد العون لأبنائها فكانت تساعدهم بطلب الرحمة من الله عز وجل دون تقديم حلول حقيقية تعينهم علي حياتهم. أيضا رواية "الحرام" للمبدع يوسف إدريس الذي ناقش مفهوم الخطيئة والشرف وكيف يمكن أن تكون الخطيئة اسماً علي غير مسمي، أيضا المجموعة القصصية المهمة " أنا حرة" للعبقري إحسان عبدالقدوس والذي استخدم نموذج المرأة الطموحة والمتطلعة والمتمردة علي المفاهيم والموروثات التي عفا عليها الزمن وأصبحت معيقة للتحضر والتطور. اشتركت اثنتا عشرة كاتبة أخري إلي جانب المؤسسات لمشروع "أنا الحكاية" وهن من أجيال مختلفة وتخصصات مختلفة أيضا واللاتي قمن بإعادة الكتابة لهذه النصوص، أيضا تضمن المشروع العديد من ورش العمل للتدريب علي كيفية إعادة إنتاج النص وكتابته مرة أخري، من ضمن المتطوعات كانت السيدة ألفت طنطاوي وهي من المتطوعات أيضا بجمعية "ألوان وأوتار" التي تهتم بالأطفال بمنطقة الزلزال بالمقطم، فاقترحت أن تقوم "أنا الحكاية" بعمل ورش كتابة للأطفال ب"ألوان وأوتار"، قوبل الاقتراح بالحماس الشديد وذلك حسب قول د.سحر الموجي لخلق عقلية نقدية للطفل في هذه السن المبكرة لتعينه علي تفهم ما يحيطه بفكر مستنير ومرن، وكذلك تقبل النقد من الآخر. بدأت الورشة بمقر الجمعية بالمقطم بعرض أفلام والت ديزني علي الأطفال لسندريللا وعلاء الدين وغيرها من الحكايات العربية، بحيث استغرق كل فيلم يومين عمل من حيث المشاهدة والمناقشة والكتابة، تلا ذلك تدريب الأطفال علي الحكي والإلقاء لمدة شهر ونصف الشهر، إلي أن تم العرض بقاعة "مكان"، وهو من إخراج ريم حاتم والموسيقي لإيمان صلاح الدين، وحصل أداء الأطفال مي أشرف، وإسلام رفعت، وشيرين حمدي، وأحمد مصطفي، وأحمد يوسف، وأحمد محمود وخلود مصطفي علي إعجاب الحاضرين، في "حكايات السندريللا"، و"علاء الدين والجني" بالمفهوم المعاصر في حال وجود هذه الشخصيات الآن، وسيعاد العرض مرة أخري بالمجلس الأعلي للثقافة في 7 من أكتوبر 2010 .