نويت، ألا أعلق علي وقف مقالات محمد سليم العوا، المعنونة ب(الكنيسة والوطن) في جريدة المصري اليوم، رغم علمي بالخلفيات التي لاحقت منع استكمال المقالات.. وقلت دع هذه الجريدة في مأزقها.. لولا أن الجريدة راحت تروج بالأمس أكاذيب وتدعي أن القراء يساندونها في موقفها الذي وصفته بأنه (وطني).. كما لو أنها تريد أن تغطي علي الأكاذيب بمزيد من الأكاذيب. نحن هنا أمام حالة صحفية تعيدنا إلي وصف سابق، أشرت إليه نقلاً عن أحد المثقفين.. شفاه الله، حين قال عن (المصري اليوم) إنها (جريدة ميكروباص) الذي يشير إليها يركب فيها ويمتطي صفحاتها.. وفي الشهر الماضي كان أن أخذت الجريدة مواقف متناقضة في ثلاثة ملفات مختلفة، بل أن رئيس تحريرها كتب مقالات ضد بعضها وضد مواقف الجريدة. مرة شنت حملة مدوية علي جريدة الأهرام بسبب الصورة المنشورة يوم 14 سبتمبر، وبعد ذلك بأيام راحت تسجل كتابات تمتدح فيها الأهرام بعد أن كانت هي نقطة انطلاق الهجوم عليه.. ومرة شنت هجوماً مروعا علي الحكومة بشأن قضية مدينتي واحتوت وساندت القضية المرفوعة بشأن المدينة ثم راح رئيس التحرير يمتدح الإجراءات الحكومية التي اتخذت في علاج المشكلة.. متخطياً عشرات من الموضوعات المطروحة علي الصحيفة وعليه بشأن الأراضي.. ومرة كانت هي نقطة انطلاق الفتنة الطائفية من خلال إفرادها مساحات كبيرة لتصريحات الأنبا بيشوي وتصريحات سليم العوا.. وأخيراً وبعد تدخل واضح ومعلن فإن الجريدة راحت تقول إنها سوف توقف نشر مقالات العوا لأسباب مختلفة. دعك من الأمرين الأولين.. ولكن انظر إلي موضوع الفتنة الطائفية التي ترعاها المصري اليوم.. من الذي ذهب إلي الأنبا بيشوي وحاوره ونشر له؟ المصري اليوم.. من الذي نقل تصريحاته العنيفة والمرفوضة والمتطرفة؟ المصري اليوم.. من الذي نشر تصريحات العوا نقلاً عن الجزيرة وأتاح لها أكبر مساحة؟ المصري اليوم.. من الذي فتح صفحاته لنشر مقالات العوا تحت عنوان الكنيسة والوطن؟.. المصري اليوم.. من الذي يقول الآن إنه لن ينشر للعوا؟ المصري اليوم. لقد تدخلت الكنيسة.. إذ وجدت أن المقالات التي يتجه العوا إلي نشرها تتضمن فتح أبواب لا يمكن أن تغلق.. وللكنيسة أدواتها وإمكانياتها.. هذه هي الحقيقة وإن ادعت الجريدة في كواليسها أن الأمن هو الذي أمرها بمنع المقالات.. فإذا كانت قد استجابت للأمن كما تدعي فإن هذا يعني أن كل ما ينشر فيها هو خاضع لموافقة الأمن.. وهذا كلام غير صحيح.. غير أن مسئوليها لا يمكنهم أن يصارحوا محرريها بما يعتمل في داخل إدارتها من تفاعلات. الجريدة التي تقول الآن إنها تحرص علي الوحدة الوطنية فتمنع مقالات العوا.. هي نفسها التي وافقت عليها.. ليست المشكلة هنا هي في مساحة مقالات العوا.. لو كانت المشكلة في المساحة لتم توزيع المقال علي مقالين.. ويفترض في أي جريدة أن تكون وهي مقبلة علي خطوة من هذا النوع علي دراية بما سوف يتجه إليه الكاتب إلا إذا كانت تنشر ما لا تقرأ.. وإلا إذا كانت لا تعلم أن ما سوف تنشر سوف يثير ردود أفعال عليها أن تستجيب لها.. إن الاستسلام للتفسيرات التي ساقتها الجريدة يعني ببساطة أنها تعبئ الصفحات دون رؤية ولا تتوقع النتائج.. وأنها فوجئت بها.. وأنها لم تتحسب لها.. فلما فاجأتها كان أن بررت الموقف بطريقة ملفقة.. وقالت: فاجأتنا مساحة المقالات التي كتبها العوا وفاجأتنا ردود الأفعال والتعليقات.. ثم أغلقت الباب وجعلت مقالاً للعوا دون تعليق ممن طالهم ومس بهم. لقد تضمن مقال العوا الأول نصا يخص نقلاً غير دقيق من مناقشة كان حاضراً فيها البابا شنودة.. قال فيها العوا إن شنودة نفسه كتب مقالا في سنة 1951 يتضمن المعني الذي قاله بيشوي.. ونشرت الجريدة ذلك.. لا أعرف إن كان بوعي او غير وعي.. في حين أن المقال المشار إليه في سنة 1951 لم يكن يحمل توقيعاً.. وأن البابا شنودة قال إن هذا الذي عبر عنه بيشوي له جذور وهو مرفوض.. غير أن الصحيفة التي تلعب بالنار لم تبال بما تنشر وهي ليست علي درجة المسئولية التي تجعلها تتحسب لمخاطر من هذا النوع.. حتي لو أشعلت في البلد ناراً.. وسوف يأتي هذا اليوم الذي تقع فيه مشكلة كبري بسبب عبث الصحيفة.. وتلك ليست نبوءة ولكنها قراءة دقيقة للمجريات. هذه جريدة ترتكب حماقات يومية وتهورات لها أهداف مختلفة.. وتعود عنها حين تفرض عليها الوصاية بطريقة أو أخري.. فيصبح قرار التحرير خاضعاً لمعايير ليست آتية من فريق التحرير ورئيسه وإنما من أطراف أخري.. ثم بعد ذلك تخدع القارئ وتقول إنها الحرية والمصلحة الوطنية. إن النعش تدق فيه مسامير متوالية.. و2012 ليس ببعيد. اقرا ايضا فى هذا السياق : توقع 2012 الجريده على المشروب السقطات ..تمهيدات ثروات الصحفيين وملايين الاعلاميين بين صفقات البورصه وعقود الفيللات الموقع الالكتروني : www.abkamal.net البريد الالكتروني : [email protected]