شاب فلسطيني يوجه التحية ل مصر بعد رفضها التهجير (فيديو)    الجزائر تعد مشروع قرار لمجلس الأمن "لوقف القتل في رفح"    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 29 مايو 2024 في جمهورية مصر العربية    فيديو ترويجي لشخصية إياد نصار في مسلسل مفترق طرق    جوزيف بلاتر: أشكر القائمين على منظومة كرة القدم الإفريقية.. وسعيد لما وصلت إليه إفريقيا    شوفلك حاجة تانية، هل حرض شيكابالا مصطفى شوبير للرحيل عن الأهلي؟    موازنة النواب: الأوقاف تحتاج لإدارة اقتصادية.. ثروتها 5 تريليونات وإيراداتها 2 مليار    إسرائيل تسير على خط العزلة.. والاعتراف بدولة فلسطين يلقى قبول العالم    يرسمان التاتوه على جسديهما، فيديو مثير لسفاح التجمع مع طليقته (فيديو)    مقرر الصناعة بالحوار الوطني: صفقة رأس الحكمة انعشت القطاع المصرفي.. والأسعار ستنخفض    خمس دول في الناتو: سنرسل لأوكرانيا الدفعة الأولى من القذائف خلال أيام    اليوم.. الحكم علي المتهم بقتل طليقته في الشارع بالفيوم    حزب الله يبث لقطات من استهدافه تجهيزات تجسسية في موقع العباد الإسرائيلي    ارتفاع أسعار اللحوم في مصر بسبب السودان.. ما العلاقة؟ (فيديو)    ادخل اعرف نتيجتك..نتائج الشهادة الإعدادية في محافظة البحيرة (الترم الثاني) 2024    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    شيكابالا يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو    «مستعد للتدخل».. شيكابالا يتعهد بحل أزمة الشحات والشيبي    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    حظك اليوم| الاربعاء 29 مايو لمواليد برج الثور    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار خاص ل«روزاليوسف» بعد اتهامات هيكل لأبيها: رقية السادات: لن أترك جبهة الحاقدين علي أبي


حوار خاص ل«روزاليوسف» بعد اتهامات هيكل لأبيها:
رقية السادات: لن أترك جبهة الحاقدين علي أبي
بينما ينظر النائب العام المصري في البلاغ الذي قدمته رقية السادات الابنة الكبري للرئيس الراحل محمد أنور السادات في حق الأستاذ محمد حسنين هيكل بعد «حديث القهوة» الذي ذكره هيكل في برنامجه الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية والذي مازالت توابعه تفرض نفسها علي الرأي العام المصري والعربي.. كشفت رقية السادات في حوار اختصت به «روزاليوسف» العديد من الأمور الخافية رافضة أي اتهام يوجه لشقيقها جمال السادات بأنه يتهاون في حق والده وصححت روايات كانت تتداول في ذاكرة الوسط الصحفي بأنها كانت وراء إزاحة الأستاذ هيكل من رئاسة تحرير الأهرام وتعيين الأستاذ علي أمين بدلاً منه وإلي تفاصيل الحوار:
ما دوافع الأستاذ محمد حسنين هيكل في إثارة «رواية القهوة» المسمومة الآن في تقديرك؟
أنا أخذت عهدا علي نفسي عمومًا في أي قضية تقام أو بلاغ من أي نوع وهو عدم التحدث في الموضوع إلا بعد انتهاء التحقيقات حفاظًا علي هيبة القضاء.
لماذا تصدت رقية السادات وحدها أيضًا هذه المرة مثلما حدث سابقًا مع الدكتورة هدي عبدالناصر ولم يتدخل أحدا من أسرة الرئيس السادات؟
أنا لست بمفردي ومعي ربنا سبحانه وتعالي، وهل دفاعي عن والدي أمر غريب.. وهل هذا اتهام؟ فكثيرًا ما أواجه بهذا السؤال، مع أني أشعر بأن هذا نوع من المسئولية تجاه أبي بما أنني الابنة الكبري وعاصرته في المعتقلات وفي كفاحه قبل الثورة وشوفت ازاي أتبهدل وازاي «اتمرمط» علشان بلده وازاي بيحب بلده للنخاع أكثر من حبه لأولاده، لذا أشعر بأنها مسئولية ولا أستطيع التفريط فيها ولا أقدر إلا أن أدافع عن أبي الله يرحمه لاسيما أنه في رحاب الله فلو كان موجودا كان دافع هو عن نفسه إنما اليوم والهجمات الشرسة التي تتم عليه لا أستطيع السكوت عنها لأن هذا حقه علي وربنا سيحاسبني عنه.
يحمل كلامك عتابًا علي شقيقك جمال السادات لأنه لم يتصد لسمعة أبيه؟
لا إطلاقًا.. أخويا جمال يعتبر ابني لأني ربيته فهو يكبر أبني محمد بسنتين في العمر، ولكن لا بالعكس ليس معني ذلك أن جمال أو إخوتي مقصرون في حق «بابا» أو أنهم لا يحبون أبيهم ولكن كل واحد بيحبه بطريقته وهم أيضًا يتألمون لأي مساس به، ولكن.. واضح أنهم يكتفون بأنني أتصدي.
هل جرت اتصالات بينكم أو تنسيق ما بعد تقديمك بلاغًا للنائب العام في الأستاذ هيكل سواء مع أخوتك أو بقية أفراد أسرة السادات؟
لا.. لم تحدث اتصالات.
هذا يقود لسؤال حول الأجنحة الثلاثة التي تمثل أسرة السادات وهي رقية السادات وإخوتها والسيدة جيهان السادات وجمال وأبنائها وأبناء عمومتكم خاصة طلعت السادات وكل منكم يتحدث باسم الرئيس السادات فما طبيعة هذا الأمر؟ وهل جرت أي تفاهمات بينكم فيما يخص موضوع الأستاذ هيكل؟
هنا يجب توضيح عدد من الأمور.. بالنسبة لأسرة السادات هي «تانت» جيهان وجمال أخويا والست بنات هذه هي أسرة الرئيس السادات ولكن أولاد عمي مثلاً أو بقية العائلة.. هؤلاء عائلة السادات، لذا فأصحاب الحق في أن يتكلموا أو يعترضوا أو يدافعوا هم أسرة السادات، صحيح أولاد عمي لهم حق وبقية العائلة كذلك إنما الأسرة تأتي في المقدمة، وأنت تقول إن هناك جبهات أؤكد لك أنه لا يوجد جبهات أو انقسامات، أسرة السادات لا توجد بينها أي انقسامات.
وبالنسبة لأولاد عمك؟
بالنسبة لأولاد عمي.. بيكون في بعض التحفظات أحيانًا لاستغلال نفوذ معين لتحقيق مصالحهم وهذه هي وجهة نظري وهذا هو اعتراضي خاصة أن أنور السادات كان يرفض تمامًا أي نوع من أنواع استغلال النفوذ من أبنائه أولاً فما بالك ببقية العائلة ولكن.. هما ماشيين في الخط السليم حاليا إلي حد ما.
وما رأيك في التناحر الانتخابي الدائر حاليًا بين أولاد عمك الشقيقين طلعت وأنور؟
أستغربه بشدة وهذا الشيء يخصهما هما بالدرجة الأولي ولا يخصني إنما شكلها «مش حلو» ومش عجباني.
قبل أن نترك الحديث عن العلاقة بين أسرة السادات وعائلة السادات.. رأيك في الاتهام التليفزيوني الذي وجه النائب طلعت السادات لشقيقك جمال بأنه متهاون في حق أبيه ومطالبته له بالاقتضاء بأبناء الرئيس عبدالناصر في هذا الشأن؟
عاوزة أقول لحضرتك حاجة.. طلعت ليس له الحق أن يلوم جمال أو يتكلم مع جمال وهذا مرفوض، فجمال أخويا له ظروف معينة وهذه هي طريقته أو أخلاقه أو مبدأه ولا يلام عليه، ولا يعني ذلك أنه مقصر في حق أبيه.
نعود لموضوع القهوة «المسمومة» هلي تشعرين أن هناك دائمًا محاولة لتشويه الرئيس السادات مع قرب الاحتفال بنصر أكتوبر فقبل عامين وفي توقيت مماثل شاهدنا اتهامات الدكتورة هدي عبدالناصر لوالدك ومن قبلها تداولت بعض وسائل الإعلام صورة بشعة للرئيس السادات بعد اغتياله؟
أنت واخد بالك كويس.. فعلا أنا باشعر بمرارة شديدة جدًا كل أول أكتوبر وإن كان أكتوبر الماضي مر بسلام لأنه كان الحكم الخاص بهدي عبدالناصر صادر لتوه وكانت توابعه لا تزال تسري.. فهناك ما يسمي بجبهة «الحاقدين علي السادات» تسعي قبل شهر أكتوبر من كل عام علي تشويه السادات وتاريخه وجبهة الحاقدين علي السادات كثيرون.. وأقول لهم استحالة أن تنالوا منه ومن تاريخه وشرفه لأن أنور السادات حفر اسمه في التاريخ.. والتاريخ لا يظلم وإنما الذين يكتبون التاريخ يأتي الظلم منهم ويشوهون التاريخ.. واعتدت كل أكتوبر علي ذلك بداية من الصورة البشعة ولا أعرف كيف تم تداولها بهذا الشكل لرجل كان رئيس جمهورية.. كيف يحدث هذا ولا أخلاق ولا دين ولا شرف تقبل بمثل هذه الصورة ومنذ هذه الصورة وأنا أتصدي لكل ما يمس والدي، بعدما ظللت 22 عاما بعد اغتيال والدي صامتة متحفظة بذكرياتي معه وسعيدة بها ولكن حدث ما أخرجني عن صمتي وعندما شاهد الصورة البشعة اعتبرتها اغتيالا ثانيا لأنور السادات.
ولكن لماذا تتصدين للأستاذ هيكل الآن ولم تتصد له مثلاً بعد إصداره كتاب «خريف الغضب»؟
شوف كما قلت من قبل موضوع الأستاذ هيكل بيتم تداوله الآن من قبل النائب العام وبالتالي لا أريد أن أخوض كثيرًا في الحديث احترامًا للقضاء.. ولكن هذا لا يمنع أن «خريف الغضب» كان شيئًا بشعا ووقتها كان أملي أن تتصدي «تانت جيهان» ولهذا والآن لم يعد هناك مجال إلا أن أتصدي لكل شيء يمس أبي.
يتردد في ذاكرة الوسط الصحفي.. أن رقية السادات لعبت دورًا في إزاحة الأستاذ هيكل من رئاسة تحرير الأهرام وقدوم الأستاذ علي أمين بدلاً منه.. ما حقيقة هذا الأمر؟
ازاي بقي.
يتردد أنك توسطت لعلي أمين عند والدك الرئيس.. لحدوث هذا التغيير؟
لم أتوسط.. ومعني كلامك أن هناك ثأرا ما بيني وبين الأستاذ هيكل وهذا غير صحيح، ثم إن أنور السادات لا يسمح بحدوث وساطة من أبنائه أو من أهله علشان يزيح أحدا من مركزه ويضع شخصا آخر.. هذا كان غير وارد مع أبي ولم نكن نجرؤ علي مثل هذا الأمر لأننا كنا نعلم أنه مبدأ مرفوض تمامًا، ولكن.. وطالما أثرت هذا الأمر وأنا استغرب معرفتك به، الموضوع ببساطة شديدة جدًا والسبب في لقائي بالأستاذ علي أمين الله يرحمه وكان شخصية عظيمة دمثة الخلق، كنا في انجلترا عام 1971 وكان عبدالحليم حافظ الله يرحمه بيجري عملية حقن دوالي في أكسفورد، فذهبت لكي أزوره أنا وأبنائي، وعبدالحليم كان دمه خفيف جدًا وغاوي مقالب.. المهم دخلت عند عبدالحليم وجدت الأستاذ علي أمين، وطبعًا فهمت أن هناك شيئًا ما سيحدث وورطة ما سيورطني فيها عبدالحليم حافظ، ولكني تداركت الأمر بسرعة لأن علي أمين وقتها كان في ظروف صعبة وممنوع من دخول مصر وهذا غير كونه قيمة صحفية كبيرة وكنت من قرائه فسعدت بلقائه للغاية كصحفي كبير وشخصية نبيلة.
ثم ماذا حدث؟
قبل انتهاء الزيارة فوجئت بعبدالحليم يسألني هل لدي مانع أن يقوم الأستاذ علي أمين بتوصيلي أنا والأولاد إلي لندن، فقلت له إطلاقًا، وفعلاً وصلنا الأستاذ علي لندن ثم وجدت الأستاذ علي يقول لي ممكن أرسل رسالة إلي الرئيس السادات من خلال حضرتك، فرحبت فسألني هل فيها إحراج فقولت له إطلاقًا، واتفق معي علي تناول الشاي في الخامسة من اليوم التالي لكي يعطيني الخطاب.. وفعلا حضر في الموعد وأحضر الخطاب ووجدت الظرف مفتوحا، لأنه من دماثة خلقه كان يريد مني الإطلاع علي محتوي الخطاب حتي لا يسبب لي احراجًا باعتباري سأحمل رسالة إلي رئيس الجمهورية، ورفضت بشدة وقلت له اعتبرني ساعي بريد لرئيس الجمهورية واستحالة أن أطلع علي سر من أسرارك التي تريد أن ترسلها للرئيس.. ففوجئت به يبكي، وبالفعل رجعت مصر وذهبت لأبي في الإسكندرية وسلمته الرسالة.
وماذا كان رد فعل الرئيس السادات وأنت تسلميه رسالة من كاتب صحفي ممنوع من دخول مصر؟
كنت قد أخبرته بكل شيء أولاً بأول.. قبل أن يقوم أحد بإبلاغه ويحور الكلام وكان هذا ممكنًا لذا كنت أبلغه بأي شيء أولاً بأول لأنني أعرف أنه لا يسمح بأي تجاوزات، وسلمته الظرف وقلت هذا من الأستاذ علي أمين، والذي حدث بعد ذلك أن «بابا» وفق ترتيبات معينة ليس لي دخل بها «أقال» الأستاذ هيكل من الأهرام وعين الأستاذ علي أمين رئيسًا لتحرير الأهرام وذلك بعد واقعة الخطاب أو الرسالة بثلاث سنوات وتحديدًا يوم فرح شقيقتي لبني.
وماذا حدث يوم فرح لبني؟
لا.. ليس مكانه الآن صفحات الجرائد.
ننتقل إلي أكتوبر 1973 وذكريات النصر.. ما رأيك فيما يتردد بأن الرئيس السادات وجد خطة الحرب جاهزة ولم يفعل شيئًا إضافيا لكي ينسب له النصر؟
مثل هذه الأشياء تصدر من الجبهة التي تحدثت عنها أو جبهة الحاقدين علي السادات، المؤكد أنه كانت هناك استعدادات سابقة وبعد حرب 1967 وأنا لست خبيرة عسكرية والخبراء العسكريون هم الأدري بهذا الأمر.. ولكن المؤكد أيضًا أن دهاء وحكمة أنور السادات كان لها أثرها لكي ينتصر بنا في 73 .
الأيام التي سبقت الحرب مباشرة هل أوصاك الرئيس السادات خلالها بشيء باعتبارك الابنة الكبري.. هل كان يخشي مما هو قادم؟
لا.. لا أبدًا كان بنفس الصورة والقوة التي كان يظهر بها أمام الشعب قبل الحرب واحنا كنا نتابع خطاباته مثلنا مثل بقية الناس.
وماذا عن أول لقاء أو اتصال حدث بينكما بعد العبور المجيد ظهيرة يوم السادس من أكتوبر عام 1973؟
كان في نفس اليوم.. بعد بدء العمليات بحوالي ثماني ساعات وكان اتصالا تليفونيا، يومها اتصل بي الأستاذ عبدالله عبدالباري وكما هو معروفا تربطنا به صلة نسب.. وفوجئت به يبلغني باستشهاد عمي عاطف السادات، فقمت بالاتصال بأبي لكي أتأكد من الخبر.. اتصلت بعمي فوزي عبدالحافظ السكرتير الشخصي للرئيس السادات وسألته عن حقيقة الخبر فأكده فرفضت وقلت له لازم أسمعه من «بابا» وطلبت منه أن أكلمه في أول فرصة لكي أبارك له وأتأكد من الخبر وبالفعل اتصل بي أبي فسألته خبر عمي عاطف صحيح، فرد طبعًا يا بنتي وهو هيغلي علي بلده، أما أول لقاء بيني وبينه فكان بعد خطابه في مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر.
بمناسبة الخطاب.. يتردد أن الأستاذ هيكل هو الذي كتبه؟
لا.. لم يفعل وإلا كان الأولي بكتابته هو الأستاذ موسي صبري، أنور السادات بطبيعته صحفي وأديب وكما تعرف أنه أسس جريدة الجمهورية عام 1954 وكان رئيسًا لتحريرها.
معني كلامك أن الأستاذ هيكل ليس من كتب خطاب النصر؟
طبعًا لا.. طبعًا لا، وإذا كان بيشاع ذلك فطبعًا لا.
لماذا ذكرت أنه كان الأولي هو الأستاذ موسي صبري؟
لأن موسي صبري زميل كفاح لأنور السادات وتقابلا لأول مرة في معتقل الزيتون وهربا منه.
هل عاصرت تلك الفترة الصعبة في حياة الرئيس السادات فترة عدم الاستقرار والاعتقالات؟
طبعًا ولا أنساها رغم أنني كنت صغيرة ولم يكن يتعدي عمري أربع سنوات ولا أنسي يوم القبض عليه في مقتل أمين عثمان، كنا في منزل جدي بكوبري القبة وكنت نائمة ومع قدوم الفجر فوجئت بالضباط والعساكر في كل مكان ويأخذون أبي وكانت والدتي الله يرحمها السيدة إقبال ماضي حاملا في شقيقتي راوية، كان منظرا مخيفا ومرعبا وألقوا القبض عليه وأخذوه، ولا أنسي أيضًا عندما كان معتقلاً في معتقل الزيتون و«بابا» كان معتادا أن أي معتقل يتم اعتقاله فيه، لابد أن نسكن بجواره، لأن كان يوميًا يذهب له الغذاء من البيت كانت والدتي تقوم بإعداد الأكل ويذهب له هو والأستاذ موسي صبري، وكنا نسكن بجوار أي معتقل يتواجد فيه، وعندما ذهب لسجن أراميدان كنت أذهب له مع جدي لدرجة أنني كان لدي كارت زيارة سجون وأنا في هذه السن الصغيرة، كما مازلت أذكر كلما مررت بجوار محكمة جنوب القاهرة الكائنة في باب الخلق.. يوم براءة أبي والجلسة لأنني حضرتها وشاهدته في القفص بنفس الشموخ والعظمة واللذين لم يفارقاه حتي يوم اغتياله.
ولكن علي الجانب الآخر وفيما يخص التاريخ السياسي لوالدك أنه كان عضوًا في الحرس الحديدي التابع للملك وأنه كان عين الملك علي الضباط الأحرار في إطار لعبة سياسية كان يجيدها الرئيس السادات؟
هذا افتراء علي تاريخ السادات الوطني للتقليل من وطنية أنور السادات ولو كان عين الملك علي الثورة.. فكيف قامت الثورة؟
في هذا الإطار أيضًا بيتم الاستشهاد بواقع ذهاب الرئيس السادات للسينما ليلة الثورة وأن الرئيس عبدالناصر جعله يلقي بيان الثورة من باب التوريط في الانقلاب العسكري؟
وهذا الكلام لصالح السادات وليس ضده، واقعة السينما تانت جيهان تحدثت فيها باستفاضة أكثر من مرة إنما جبهة الحاقدين لا تهدأ والتاريخ لا يجامل ولا يكذب، أولاً أبي وقتها كان في رفح ولدي الخطابات بالتواريخ التي تثبت ذلك، وكان يرسل لي خطابا مرتين أو ثلاثة في الشهر لكي يطمئن علينا، وكان يرسل الخطابات عند عمي جمال الرئيس جمال عبدالناصر ثم أقوم بكتابة خطاب له وأعطيه لعمي جمال لكي يرسله، فهو كان في رفح ويأخذ إجازة ميدان أسبوع أو أربعة أيام يكون خلالها في القاهرة وهذا الكلام مثبت والخطابات موجودة وكان آخرها في يونيو 1952 وكان يعدنا في الخطاب أنه سيأخذ سيارة عمي جمال لكي يفسحنا بها، أي أنه لم يكن متواجدا في القاهرة باستمرار وأنا شوفت بعيني أحد الاجتماعات في رفح لأني كنت هناك عنده لقضاء المصيف وبالليل شاهدت اجتماعا للضباط الأحرار وكانت معهم خرائط لم يكن معهم عمي جمال لكن كان موجودا عمي عبدالحكيم عامر، وموعد الثورة تم تقديمه عما كان متفقا عليه وكان أبي نازل إجازة ولم يكن يعرف بتقديم الموعد. د
موضوع سيارة الرئيس عبدالناصر والتي كان يستعيرها الرئيس السادات لكي تتموا فسحتكم يحعلنا نلقي الضوء علي طبيعة العلاقة بين الرئيسين والتي يثار حولها الكثير؟
شوف أنا شاهدة علي ما قبل الثورة، أما بعد الثورة فالناس كلها شهود عليها.. ما قبل الثورة كان عمي جمال ساكن جنبنا في كوبري القبة وكان هو وسيلة الاتصال بيننا وبين أبي عن طريق الجوابات، كان بابا يكتب الجواب ويبعته علي عمي جمال وأنا أروح أستلم الجواب وأكتب جوابا لبابا وأعطيه لعمي جمال، ولما كان بابا ينزل إجازة كان يأخذ السيارة السوداء الخاصة بعمي جمال وكان نوعها «سكودا» لأن بابا لم يكن لديه سيارة: وعمي جمال كان شاهداً علي عقد قراني وعلي عقد قران شقيقاتي راوية وكاميليا بالإضافة إلي اثنتين من شقيقات أبي.. أي أنها صلة قوية جداً وصلة عائلية متجذرة.
الحرب النفسية التي تعرض لها الرئيس السادات داخليا وإقليميا بعد توجهه نحو السلام هل انعكست عليكم داخل الأسرة مثلما انعكست علي بعض قرارات الرئيس الراحل والتي يصفها البعض بأنها قرارات انفعالية مثل اعتقالات سبتمبر؟
بالعكس هو كان سعيدا جداً بانتصاره في حرب أكتوبر وبنجاحه في اتفاقية السلام وظل كأب كما هو ولا يوجد ما نسميه بقرارات انفعالية لأن رئيس الجمهورية هو صاحب القرار ولكن بناء علي تقارير عدة تصل إليه من عدة جهات وعندما يكون هناك خطر معين علي أمن البلد كان لابد أن يتخذ إجراء، كما لا يمكن أن تحكم اليوم علي قرار اتخذه أي سياسي أو رئيس ما بمقتضيات اليوم، بل يجب عليك أن تنظر جيداً للظروف التي كانت تحيط بهذا القرار وقتها.. فهذا أيضا ظلم.
علي ذكر كامب ديفيد.. ما ردك علي من يقولون إن السادات باع القضية الفلسطينية باتفاقية كامب ديفيد؟
مع احترامي للذين يقولون هذا الكلام فهم لا يجيدون القراءة، وعليهم أن يقرءوا الاتفاقية ثم يتحدثوا فالاتفاقية واضحة، وارجعوا لخطابه الرائع في الكنيست وهو كان معجبا به جداً، هذا الخطاب الرائع الذي ألقاه في عقر دارهم وإذا جئت اليوم وقمت بتحليل مضمون الخطاب ستجد أنه الاطار الرسمي للمفاوضات ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين وشروط الخطاب أصبحت المرجعية الأساسية التي يتفاوضون عليها الآن بعد 32 سنة من خطاب السادات فيرجعوا أفضل ويفهموا ويدرسوا بدلاً من التشهير بأنور السادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.